
الفرق بين الولادة الإلهية والولادة البشرية ج٣
يلد الله . الكائن دوماً كلمته. – وهى كاملة – بلا بداية ولا نهاية ، ذلك كيلا يلد الله في زمن ، وهو الذي طبيعته وكيانه يجلان كثيراً فوق الزمن . اما الإنسان فهو ، من الواضح ، على خلاف ذلك : إنه يتم ولادته بالوضع والفساد والسيلان وكثرة النسل
و بوشاح الجسد والتواجد في طبيعته للذكر والأنثى ، لأن الذكر بحاجة إلى مساعدة الأنثى .ولكن ليرحمنا من هو فوق الجميع الذي يسمو فوق كل عقل وإدراك .
– في الآب والابن :
إذاً تُعلّمنا الكنيسة الجامعة الرسولية أن مع وجود الآب كان الابن الوحيد الجنس موجوداً منه بلا زمن ولا سيلان ولا انفعال مما يفوق الإدراك ، الأمر الذي يعلمه إله الجميع وحده . فكما أنه مع وجود النار يكون النور الصادر منها ، ولا تكون النار أولاً وبعد ذلك النور ، بل يكونان معاً . وكما أن النور الصادر من النار مولود منها دائماً ولا يفارقها البتة ، كذلك يولد الابن أيضا من الآب دون أن يفارقه البتة ، بل يكون فيه دائماً .
لكن النور المولود من النار بلا افتراق والباقي فيها دائماً ، ليس له أقنوم خاص به من قبل
النار ، لأنه صفة للنار طبيعية . أما ابن الله الوحيد الجنس المولود من الآب بلا انفصال ولا
افتراق ، والثابت فيه دائماً ، فله أقنومه الخاص من قبل الله .
منقول من كتاب المئة مقالة للقديس يوحنا الدمشقي المقالة الثامنة
No Result
View All Result