وداع مهيب لشهداء تفجير كنيسة دمشق…
في مشهد مهيب طغت عليه مشاعر الحزن والغضب، شيّعت كنائس سوريا شهداء التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، وأودى بحياة 25 شخصًا وأصاب العشرات.
جرت مراسم التشييع الرئيسة للعدد الأكبر من الجثامين ظهر اليوم في كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع-دمشق. وترأس صلاة الجنازة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بحضور البطريركَين يوسف العبسي وإغناطيوس يوسف الثالث يونان، وعدد من الأساقفة والكهنة، وحشود الناس من مختلف الطوائف.
في كلمة سبقت الصلاة، وصف يازجي ما جرى بـ«المجزرة النكراء»، مؤكّدًا أنّ «الصلاة التي نرفعها اليوم هي الصلاة الخاصة بالفصح التي نقيمها عادة في يوم القيامة، وليست صلاة الجناز العادي، لأنّ اليوم هو يوم قيامة». وقال يازجي في عظته: «الجريمة التي وقعت في دمشق هي الأولى من نوعها منذ العام 1860. لن نسمح لأحد بإحداث فتنة؛ فالسوريون كلّهم متمسكون بالوحدة الوطنية. نأسف أنّنا لم نرَ أيًّا من المسؤولين في الحكومة، عدا الوزيرة هند قبوات (المسيحية)، حضر إلى موقع الجريمة».
وانتقلت الجثامين لاحقًا إلى كنيسة مار إلياس، موقع التفجير، حيث أُقيمت صلاة خاصة قبل دفنها في المدافن المسيحية.
وبعد الظهر، أصدرت أمانة سرّ حاضرة الفاتيكان بيانًا أعلنت فيه أنّ البابا لاوون الرابع عشر يشعر بحزن عميق حيال الهجوم على الكنيسة. وعبّر الحبر الأعظم عن تضامنه الحارّ مع جميع المتضررين من هذه المأساة. وأكّد أنّه يصلي لراحة أنفس من فقدوا حياتهم ولذويهم، ولشفاء المصابين، داعيًا الله أن يمنّ عليهم التعزية والشفاء والسلام.
تزامنت مراسم التشييع مع الاحتفال بالذبيحة الإلهية لراحة أنفس الشهداء وشفاء المصابين. ونُظِّمت وقفات صلاة وتضامن دعت إليها بعض الجهات المسيحية والمدنية. وخرجت تظاهرات في بعض الأحياء المسيحية، عبّر المشاركون فيها عن تشبّثهم بالحياة رغم محاولات الإرهاب نشر الموت، مردّدين: «المسيحي لا يخاف الموت، فبعد الموت قيامة».
واعتبر إعلاميون وناشطون أنّ امتناع الحكومة ووسائل الإعلام الرسمية عن استخدام مفردات مثل «الشهيد» و«الرحمة»، يعود إلى اعتبارات أيديولوجية تتعلق بخلفية السلطة، وخشية إغضاب بعض المؤيدين.
وفي اتصال الشرع بالمطران رومانوس الحناة للتعزية بالشهداء، طلب الأخير من الرئيس الحضور إلى الكنيسة لتعزية قلوب العائلات، ليردّ الشرع: «سأكون عندكم في أقرب وقت». وعلى هذا الكلام، علّق البطريرك يازجي قائلًا: «بكلّ محبة واحترام وتقدير سيادة الرئيس، نشكركم على المكالمة الهاتفية، لكنّها لا تكفي؛ فالجريمة التي وقعت أكبر من ذلك».

الثلاثاء 24 حزيران 2025
آسي مينا

















