
“سأجعلك تندم …”
كان هناك ضابطاً في الجيش يقسو على جندي مسيحي لانه كان يكره فيه روح التواضع وكان يزيد في تعذيبه واهانته وكان الجندي ينفذ الاوامر وهو مبتسم وفي قلبه سلام كامل وهذا ما كان يزعج الضابط كثيرا ،، حتى أنه في احدى المرات صفعه الضابط بقوة، فقال الجندي للضابط مبتسما:
– شكرا يا سيدي، ساجعلك تندم يوماً ما… وحين سمع الضابط بهذا الكلام زاد في تعذيبه… وبعد ايام نشبت حرب كبيرة واصيب الضابط بشظايا في رجله وكان القصف مستمراً وكان ينزف بقوة فراى عن بعد ذلك الشاب المسيحي يركض باتجاهه، فمزق قميصه وشد على موضع الجرح بقوة وحمل الضابط على ظهره وتحت القصف ادخله إلى الملجأ واعتنى به فنظر الضابط إلى الجندي وعيناه مغرورقتين بالدموع قائلا:
– انا نادم يا بني على كل ما فعلته بك، سامحني، فان محبة الهك كانت اقوى من جبروتي. فابتسم الجندي وقال له:
– ألم أقل لك يوما يا سيدي بانني ساجعلك تندم يوماً ما؟ وهذا ما قصدته: هو أن اجعلك تندم على ماضيك، لا ان انتقم من حاضرك، فأجاب الضابط:
– شكراً لإلهك الذي من خلالك جعلني اندم على خطاياي ،،
قارئي العزيز: هكذا هو الانسان المسيحي، الذي هو المسيح قدوته، فتراه يحب بدون حدود، ويعمل بمحبة للاخر، ولا ينتظر من الاخر مقابل، بل يطلب له الغفران ناسياً كل الإساءات لان نور المسيح يظهر فيه.. ولانه ملح الارض فتراه يعطي لعمل الخير طعماً لذيذاً… ولا تنسى ما يقوله الإنجيل: من لا يحب اخاه الذي يراه، فكيف يستطيع ان يحب الله الذي لا يراه؟
صورة المقالة من كنيسة مار الياس الدويلعة بعد الفاجعة
الصليب وضع مكان حفرة الموت
لأنه بالصليب انتصر المسيح على الموت بالقيامة ولهذا ندعى أبناء القيامة أبناء الرب الحي.
No Result
View All Result