
إستشهاد القديس بولس الرسول في روما
قُبضَ عليه في عاصمة الرومانيين، وعانى العذاب كثيراً من أجل إسم المسيح، ثم حُكم عليه بالموت بأمر القيصر نيرون، وكان ذلك بين عاميّ 64 -67م. وإذ كان حاصلاً على المواطنة الرومانية، وكان القانون الروماني يمنع عقوبة الموت بالصَّلب على المواطنين الرومانيين، قُطِع رأسه على طريق أوستيا (Via Ostia) خارج مدينة روما.
ويروي لنا التقليد أنه لمّا كان الجنود يسوقونه مقيّداً بسلاسل حديديّة إلى مكان الإعدام، صادفتهم في الطريق شابّة رومانية فاضلة إسمها بِربِتْوَه περπέτουα كان فيها عينيها حَوَلْ. وعندما رأتهم يجرّون بولس مُكبَّلاً، أشفقت عليه وذرفت دموعها. فقال لها بولس وقد رآها تبكي: “أعطني خِمارَكِ وحين أعود سوف أُعيدُه إليكِ”. فسارعت وأعطته خمارها، فسخر منها الجنود وقالوا لها: “لمَ تريدين يا إمرأة خسارة خِماركِ؟ ألا ترين أننا نقوده إلى الإعدام؟”. أما هي فقد توسلت إليهم أن يُغطّوا عينيّ بولس بِخمارها قبل أن يقطعوا رأسه، وهكذا فعلوا. وبعدما حَسَموا هامة الرسول، عادوا أدراجهم وأعطوا الشابة الخِمار الذي أعارته لبولس، مُلطَّخاً بقطراتٍ من دمه، وما إن إستخدمته حتى شُفِيَت عيناها من عِلَّتِهما.
هذا الرواية جاء على ذكرها كتاب “أعمال بطرس” في الفصل الثامن عشر منه، وهو مؤلَّف منحول (أبوكريفي) يعود إلى القرن الثاني {الأعمال والرسائل المنحولة، ترجمة إسكندر شديد، ص 30}.
هامة القديس بولس الرسول محفوظة في “بازيليك القديس يوحنا اللاتِراني” في روما، وبعض أجزاء من جسده في “بازيليك القديس بولس خارج الأسوار” والأجزاء الباقية من جسده الشريف في الفاتيكان.
منذ القرن الرابع والكنيسة تُعيِّد للقديسَين الرسولين بطرس وبولس في 29 حزيران شرقي (الموافق 12 تموز غربي) وهو إحتفالٌ بنقل جسديهما إلى دياميس القديس سبستيانوس، على طريق أبيّوس (Via Appia) حِفظاً لهما من تدنيسهما المحتمل خلال حملة إضطهاد الإمبراطور فاليريانوس سنة 258م فلمّا عاد الهدوء أعادهما القديس سيلفستروس بابا روما إلى مثواهما الأول. (سِنكسار القديسين، الأرشمندريت توما بيطار، الجزء الخامس، ص 193).
بقلم: الأب رومانوس الكريتي
No Result
View All Result