
30 حزيران – شهداء الكنيسة الرومانية الأوائل القديسون
السياق التاريخي للاضطهاد النيْروني
في عام 64 م، اندلع حريق مدمر في مدينة روما، استمر عدة أيام وألحق أضرارًا جسيمة بالمدينة. ألقى الإمبراطور نيرون باللوم على المسيحيين الذين كانوا أقلية، معتبرًا إياهم كأعداء للدولة الرومانية ومسببين للفوضى. بناءً على ذلك، شُنَّ اضطهاد قاسٍ ضد المسيحيين في روما، كانت له تداعيات مؤلمة على المجتمع المسيحي الناشئ.
شهادة المؤرخين القدامى
يُذكر الكاتب الروماني طاكيتوس في كتابه “الحوليات” (الجزء 15، العدد 44) وصفًا موجعًا لهذا الاضطهاد، حيث تحدث عن «جمهور غفير» من المسيحيين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل بطرق بشعة:
تعذيب يُشبه الوحوش: حيث أُلبس بعضهم جلود الحيوانات البرية ليكونوا فريسة للكلاب.
الصلب والقتل بالنار: صُلب البعض، وأُحرِق آخرون ليُستخدموا كمصابيح مضيئة في الليل.
شهادة الكنيسة المبكرة
يتحدث البابا كليمنصس الروماني، الذي كان ثالث أسقف لروما بعد بطرس، في رسالته إلى أهل كورنثوس عن الاضطهادات التي واجهها المسيحيون في روما، ويُبرز صمودهم في وجه هذه المحن. هذه الرسائل تُعد من أقدم النصوص المسيحية التي تعكس إيمان الكنيسة وتماسكها وسط الشدائد.
استشهاد القديس بطرس
يروي التقليد أن القديس بطرس، أحد أعمدة الكنيسة، كان من بين هؤلاء الشهداء. إذ قُبض عليه في روما واستُشهد بالصلب في عهد نيرون حوالي عام 67 م. بحسب التقليد، طلب أن يُصلب رأسًا على عقب لأنه لم يعتبر نفسه مستحقًا أن يُقتل بنفس طريقة المسيح.
أثر الشهداء على الكنيسة
تعزيز الإيمان: كان استشهاد هؤلاء المؤمنين دافعًا قويًا لتعزيز إيمان الكنيسة وتثبيت أقدام المؤمنين في المحن.
شهادة حية: برهنت دماء الشهداء على قوة الحب لله والحق الذي عاشوه، فصارت دماؤهم بذور المسيحيين كما قال القديس إغناطيوس الأنطاكي.
تأسيس الذكرى: تحولت مواقع استشهادهم ودفنهم إلى أماكن مقدسة ومزارا للتعبد والذكرى، منها منطقة الفاتيكان الحالية.
رهبانية_الكلمة_المتجسد -الكنيسة_الكاثوليكية
No Result
View All Result