ماذا نعرف عن القديسة مريم المجدلية وقريتها مجدلا بعد أن رفع البابا يوم ذكراها الى مرتبة عيد؟
في العاشر من حزيران 2016 أصدر مجمع العبادة الإلهية وخدمة الأسرار المقدّسة، بناء على اقتراح البابا فرنسيس، مرسوماً يقضي برفع ذكرى القديسة مريم المجدلية الى مرتبة عيد في الكنيسة الجامعة. وبهذا بيّن المجمع إرادة الحبر الأعظم لرفع القديسة مريم المجدلية الى درجة من الأهمية شبيهة بمرتبة الرسل.
لم يحتل هذا النبأ سوى مساحة صغيرة في عالم الإعلام العالمي الواسع. وأما بالنسبة الينا فهو نبأ في غاية الأهمية وسبب فرح عظيم.
أراد البابا بهذا القرار أن يؤكد على دور هذه المرأة العظيمة، التي تبعت يسوع وتتلمذت له، والتي رافقته ووقفت هي أيضاً عند الصليب، وكانت أول اهدة للقيامة. ولهذا أراد أن يُبرز مكانتها في صميم حياة الكنيسة.
المونسنيور أرثور روش سكرتير مجمع العبادة الإلهية خدمة الأسرار المقدسة، أورد ثلاثة أسباب لهذا القرار البابوي.
اولاً، أراد أن يؤكد على در المرأة وكرامتها في العالم وفي الكنيسة.
ثانيا، أراد أن يشجّع عمل البشارة، إذ كانت مريم المجدلية أول من بدأ بها، وأول من حمل الى الرسل بشارة القيامة، ولهذا سماها اللاهوتي توما الأكويني “رسولة الرسل”.
وأخيراً أراد البابا أن يكون هذا الإجراء في سياق سنة الرحمة، لأننا نجد في حياة مريم المجدلية علاقة خاصة بحبّ الله الرحيم الذي ظهر في يسوع المسيح.
في هذا العيد الجديد تجد الكنيسة شفيعاً لها في ثلاثة مجالات، العالم في أمسّ الحاجة للتنبّه لها:
أولاً، الدفاع عن المرأة وعن كرامتها وإعطاؤها المكان الذي تستحقّه في بناء مجتمعنا، وفي حياة الكنيسة.
ثانياً، متابعة وتعميق عمل البشارة الجديدة.
ثالثاً، المزيد من اختبار حبّ الله الرحيم، بأكبر قدر ممكن. لأن الله يريد أن يرافق كل نفس وكل حياة وكل شخص في حجّته الأرضية، ويريد أن يقرّبه منه في الأبدية.
ماذا نعلم عن القديسة مريم المجدلية؟
وُلدت في مجدلا، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة طبريا, عذبتها سبعة شياطين حررها وشفاها منها الرب يسوع المسيح.
كانت من أتباعه وخدمته في مسيره على الأرض. هي التي وقفت عند الصليب في الجلجثة مع والدة الإله.
وبعد موت الرب, يسوع زارت قبره ثلاثاً. وظهر لها مرتين بعد أن قام من بين الأموات.
مرة لوحدها ومرة أخرى مع بقية حاملات الطيب.
قيل في التراث إنها سافرت إلى رومية
وعرضت شكواها على الأمبراطور طيباريوس قيصر في شأن الظلم الذي ألحقه بيلاطس البنطي بيسوع. وقد ورد أن طيباريوس عزل بيلاطس, الذي ربما قضى قتلاً.
كذلك ورد أن مريم المجدلية بشرت بالكلمة في بلاد الغال (فرنسا) ثم انتقلت إلى مصر وفينيقيا وسوريا وبمفيليا وأماكن أخرى. وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم انتقلت إلى أفسس حيث أنهت سعيها بنعمة الله.
نقل رفاتها إلى القسطنطينية. يُذكر أن اليد اليمنى للقدّيسة اليوم هي في دير سيمونو بتراس في جبل آثوس وتخرج منها رائحة عطرة.
لا شك أن للقديسة مريم المجدلية قوّة وشفاعة قديرة لدى الرب يسوع. على ماذا تعتمد قدرتها توضحه لنا هذه الحادثة:
سأل كاهن احد الممسوسين (ايّ الذين سكنهم الشيطان) :


















