
حنّة أم والدة الإله الفائقة القداسة من التراث المنحول
تُقِيمُ الكنيسة تِذْكار رُقاد القدّيسة حنّة أمّ والدة الإله الفائقة القداسة.
جميلة جدًا هذه العائلة المُقَدَّسَة، يواكيم وحنّة ومريم.
سِيرتها رائعة لِكُلِّ الأجيالِ. كان مِحْوَر العائلة الصلاة. ولَمْ يَفقد يواكيم وحنّة الأمل عندما تَأخَّرَت حنَّة بِالإِنْجَابِ، بَلْ صَبَرا وثابَرا على الصلاة.
مريم تَعَلَّمَت التقوى مِنْ ذَوِيها، وَأَكْمَلَتْ نُمُوَّها في الهيكل مِنْ صِغَرِها. وعندما أتاها الملاك جبرائيل لِيَسْأَلْهَا وَيُبَشِّرُها، قالَتْ نعم بِمِلْءِ إِرادَتِها.
يا رَبّ تعالَ واسْكُنْ في عائلاتنا وقَدِّسْها لأنَّ هَدف العائلة الأوَّل والأخير، أَنجبت أولادًا بالجسد أو لمْ تُنجب، القداسة.
أصل الإسم عِبْري “شانا” ويأتي مِن الجذر “شانان” أي النعمة والصلاح والعمل الحَسَن والحَمايَة. وهو نفس الجذر لفعل “أُوصَنَّا” أي “هوشعنا” الذي هتف به الشعب عند دخول الرب يسوع المسيح أورشليم، ومنه أخذ العيد تسمية الشعانين.
وفعل أُوصَنَّا Ὡσαννὰ باللغة العبريّة يتألّف مِن فعلين: الأوّل “خلاص” والثاني “مناجاة”، وترجمته “يا ربّ خلّص”. وهو يجمع بين الهتاف والتهليل بحماس والاستقبال والفرح، وبين صَرْخَة خلاص ومُناجَاة إِنْقَاذ للعُبُور مِنَ المِحَنِ إلى بَرِّ الأمان. الشخص المُناجى هو الذي يُعْطي هذا الخلاص ويُدْعَى “المُخَلِّص” المسيح.
مِنْ هنا صَرَخَ الشعب: “أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». (مت٩:٢١).
بالعودة إلى اسم حنّة فهو كُتِبَ باليونانيّة Άννα ومنه أخذنا الإسم حنّة.
المعلومات بشأنِ حنّة، جدّة الإله، مُسْتَقاة مِنْ التُراثِ المنحول. يُشار إلى أنَّ الكنيسة المُقَدَّسة ولو نبذت الكُتُب المنحولة كَكُلّ فإِنَّها أَخَذَت بِبَعْض ما وَرَدَ فيها. لا نَجِدُ ذِكْراً لِيواكيم وحنَّةَ في الكُتُب المُقَدَّسة القانونيّة بل في لإنجيل يعقوب وإنجيل مَوْلِدِ مريم المَنْحولَيْن.
حنّة هي مِن سبط لاوي، وهي آخر مولود لرئيس الكهنة متّى وامرأته مريم التي أنجبت أيضًا مريم وصوبي. الإبنةُ البِكْر مريم تَزَوَّجَت في بيت لحم وأنْجَبَت المرأة الحكيمة صالومي، وتَزَوَّجَت صوبي في بيت لحم أيضاً وأَنْجَبَت أليصابات، أُمّ القدّيس يوحنّا المعمدان. تَزَوَّجَت حنّة مِنْ يواكيم الحكيم في الجليل وأَنْجَبَت مريم التي صَارَت والدة الإله. على هذا النَحو تَكون أليصابات ووالدة الإله، كل للأخرى، ابنة خالتها. وعلى هذا أيضاً، بِحسب الجسد، يَكون الرَّبّ يسوع ويوحنّا المعمدان، كل للأخر، ابن خالته مِنَ الدرجة الثانية.
بَعْدَ أَنْ وَضَعَت حنَّة والدة الإله، انْصَرَفَت إلى الصَّوم والصَّلاة وأَعْمالِ الرَّحْمَة. قِيلَ إِنَّها رقدت وهي في سِنّ التاسعة والستّين.
أَمّا القدّيس يواكيم فكان في الثمانين حين رقد. لا ندري مَنْ مِنْ الإثنين رقد أَوَّلاً . جلَّ ما يُوافينا به تُراث الكنيسة أَنَّ مريم فَقَدَت والِدَيْها كِلَيْهِما في سِنّ الحادية عشرة.
طروبارية رُقاد القدّيسة حنّة أم والدة الإله باللحن الرابع
يا حَنَّةَ المُتَألِّهَةَ العَزْمِ، لَقَدْ وُلِدْتِ والدة الإله أمَّ الحَياة النَقِيَّة، فلذلك انْتَقَلْتِ الآنَ بِمَجْدٍ مَسْرُورَةٍ إلى النِهَايَةِ السَمَاوِيَّة، حَيْثُ سَكَنَى جَميع الفَرِحِين، مُسْتَمِدَّةً غُفْرانَ الخَطايا، للذينَ يُكَرِّمُونَكِ بِشَوْقٍ أَيَّتُها الدَائِمَةُ الغِبْطَةِ.
قنداق باللحن الثاني
لِنُعَيِّدَنَّ بِإِيمَانٍ لِتَذْكَارِ جَدَّيْ المَسيح، مُسْتَمِدِّينَ مَعُونَتَهُما لِنَجَاتِنا جَمِيعاً مِنْ كُلِّ الضِيقَاتِ، نَحْنُ الصَّارِخِينَ كُنْ مَعَنَا أَيُّهَا الإله، يا مَنْ شَرَّفْتَهُما كَمَا سُرِرْت.
No Result
View All Result