
فِقْدان الأَمَل – القدِّيس يوحنّا السُّلَّمي
تُوجَدُ حالتان لفِقْدان الأَمَل، الأولى تَنْتُجُ عَنْ كِثْرَة الخَطايا، وثِقْل الضَمير والحُزن غيرِ المُحْتَمَل. فَعِنْدَما تَكُون النَفس مَليئَة بالجِراحِ ومُجَرَّبَة بِحُزْنٍ لا يُطاق تَغْرَقُ في عُمْقِ عَدَمِ الرَجَاء.
ويُوجَدُ يَأْسٌ آخرٌ ناتِج عَنِ الكِبْرِياءِ وتَعْظِيم الذات، أَيْ عندما يُخْطِئُ إِنْسانٌ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ شَيْئاً عَظيماً، يَظُنُّ أَنَّهُ ما كان مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَسْقُطْ هو في مِثْلِ هذهِ الخَطيئَةِ.
اليأس بِشَكْلِهِ الأَوَّل يَرْمِي الإِنْسان في الشُرُورِ كُلِّهَا بلا تَمْيِيز، بَيْنَما بِشَكْلِهِ الثاني يَدْفَعُهُ إلى جِهاداتٍ عَظيمَةٍ وهذا مُضِر. الأوَّل يُشْفَى بالعِفَّة والأملِ الصالِح، بَيْنَما الثاني بالتَّواضُعِ والهُرُوبِ مِنَ الدَيْنُونَةِ.
القدِّيس يوحنّا السُّلَّمي
No Result
View All Result