لماذا سمح الرب لموسى وإيليا بالظهور في تجليه؟ – من عظات القديس يوحنا الذهبي الفم

لماذا سمح الرب لموسى وإيليا بالظهور في تجليه؟

يمكن تقديم أسباب عديدة، لكن  ,,,

أولها هو: قال البعض إن المسيح هو إيليا، وقال آخرون إنه إرميا، أو أحد الأنبياء القدماء، لذلك كان من الضروري إظهار أهم الرسل  في العهد القديم بعد المسيح، لإظهار مدى الفارق الكبير بين الرب وعباده، ولكي ينال بطرس، بحق، مدح الرب عندما دعاه ابن الله.

السبب الثاني، وهو أن اليهود كثيراً ما واجهوا المسيح بانتهاك الشريعة والتجديف على الله، لأنه انتحل لنفسه الكرامة الإلهية التي قالوا إنه لا يستحقها.
قالوا: «هذا الإنسان الذي لا يحفظ السبت ليس من الله» (يوحنا 9: 16)؛ وأيضاً: «لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً» (يوحنا 10: 33).
ولإظهار أن كلا الاتهامين جاءا من الجهل، وأن المسيح بريء من كليهما، أي أنه لم يكن مخالفًا للناموس ولا مجدفًا على الله عندما دعا نفسه مساوٍ لله، لذلك كان لا بد أن يكون محاطًا برجلين من العهد القديم …

السبب الثالث : لظهور موسى وإيليا مع المسيح. ما هو؟ ليعلم الرسل أن له سلطانًا على الموت والحياة، ولذلك كان لا بد أن يظهر معه موسى، وهو ميت منذ زمن بعيد، وإيليا، الذي لم يكن قد مات بعد (إيليا صعد إلى السماء دون أن يموت).

ويرى الإنجيلي لوقا سبباً رابعاً : وهو إظهار مجد الصليب وتشجيع ورفع روح بطرس والآخرين، الذين كانوا لا يزالون خائفين من آلامه.

السبب الخامس : اختار المسيح موسى وإيليا، أيضًا بسبب العمل الصالح الذي طلبه تحديدًا من المقربين منه؛ إذ قال: “مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي” (متى ١٦: ٢٤). لذلك، أحضر الآن الاثنين اللذين، من أجل وصية الله ومن أجل الشعب الموكول إليهما، ماتا آلاف المرات. ضحى كلٌّ منهما بحياته، وبهذا تحديدًا نالا الحياة الحقيقية. وكلاهما قاوما بثبات ,أحدهما ضد المصريين، والآخر ضد آخاب وغيره من الناس الساخطين وغير المستقرين.

وكان لابد أن يظهر موسى وإيليا أيضًا لأن الرب أراد من تلاميذه أن يتبعوا غيرتهم في قيادة الشعب، وثباتهم وقوتهم، وأن يكونوا ممتلئين بالحب مثل موسى، وغيرة مثل إيليا، وأن يهتموا بالشعب بنفس الطريقة.
أحدهما – إيليا – عانى من المجاعة لمدة ثلاث سنوات من أجل شعب إسرائيل (الملوك الثالث 17: 1)، والآخر قال: “ارفع خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك!” (خروج 32: 32).

المصدر: القديس يوحنا الذهبي الفم ، عظات أيام الأحد والأعياد