
الاتضاع والوداعة من فضائل العذراء مريم
لوقا ٤٨:١ لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي
لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء وأهتم بها الكتاب مثل مريم … رموز عديدة عنها في العهد القديم وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات في العهد الجديد.
وما أكثر التمجيدات والتأملات التي وردت عن العذراء في كتب الآباء التي تلقبها بها الكنيسة مستوحاة من روح الكتاب.
إنها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء دائمة البتولية المملوءة نعمة القديسة مريم الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص الكرمة الحقانية.هذه هي التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها: علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم.
إذا كانت العذراء قد استطاعت أن تحوي بداخلها الغير المحوى فلقد تجملت بالفضائل الكثيرة التي أهلتها لذلك, ولو كان يوجد من يفوقها من بعدها نقاءً وقداسة لكان الله قد أبطأ قدومه حتى جاء منها لذلك نحن نقول عن العذراء إنها قديسة الأجيال وقديسة القديسين.
الاتضاع والوداعة
لعل الفضيلة الأساسية والعظمى التي جعلت الرب ينظر إليها إنها كانت وديعة إذ قالت “لأنه نظر إلى اتضاع أمته” (لو 48:1).
وقد ظهرت وداعة العذراء مريم في عدة أمور:
أ- احتمال الكرامة:
قد يظن البعض إن احتمال الآلام صعب ولكن يجب أن نعرف إن احتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود أكثر من احتمال الآلام والإهانات وقد قال أحد القديسين: “هناك الكثيرون يحتملون الإهانات ولكن القليلين يحتملون الكرامات”.
حينما صارت العذراء أمًا لله لم تتكبر بل قالت “هوذا أنا أمة الرب”, واحتملت كرامة ومجد التجسد الإلهي منها.. مجد حلول الروح القدس فيها.. مجد ميلاد الرب منها.. ومجد جميع الأجيال التي تطوبها. احتملت كل ظهورات الملائكة لها وسجود المجوس أمام ابنها والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في ارض مصر بل ونور هذا الابن في حضنها.
ب- إنكار الذات
حينما كان الرب في الهيكل وهو طفل صغير وبحثت عنه العذراء ولم تجده مع الأقرباء والمعارف وكان معها يوسف النجار, وأخيرًا وجدته في الهيكل جالسًا وسط المعلمين (لو2: 44-49) قالت له العذراء”…. هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين”
العذراء كانت تعرف أن ابنها ليس ابنًا ليوسف ومع ذلك كانت تدعوه أبًا له, والأفضل من ذلك أنها كانت تقدمه على نفسها فتقول “… هوذا أبوك وأنا…” معطية له كرامة أكثر.
ج- خدمة الآخرين:
خدمة الآخرين تكون مبنية على المحبة والتواضع. القديسة مريم ذهبت إلى أليصابات لتخدمها عندما علمت أنها حبلى مع إنها أم المسيح, إلا إنها لم تمنعها كرامتها من تذهب إلى أليصابات في رحلة مضنية شاقة ومضنية عبر الجبال وتمكث عندها 3 شهور تخدمها حتى ولدت يوحنا (لو 1: 39-56), فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد.
No Result
View All Result