
قصة حقيقية : الصليب معنا ✟
كنت طفلة أبلغ من العمر أربع سنوات، وأختي الأكبر منّي تسمّى مارينا تبلغ سبع سنوات. كنّا نحبّ بعضنا البعض كثيراً، ونقضي معظم أوقاتنا في اللعب معاً.
أتذكّر أنّه في يوم من الأيّام، قال لنا والدانا أنّهما ذاهبان لزيارة إحدى قريباتنا المريضة، وقالت لنا أمّنا: ” اجلسا أنتما في البيت، ونحن سنذهب ونعود سريعاً “. جلست معنا أمّنا، وقصّت علينا قصّة لطيفة ففرحنا بها، ثمّ أدارت لنا التلفزيون، وأخذنا نشاهد قصص الكرتون التي نحبّها كثيراً.
خرج والدانا وأغلقا الباب علينا، فأخذنا نحن نشاهد التلفزيون باهتمام وفرح. ولكن، لم تمضِ إلاّ فترة قصيرة، وإذا بالتيّار الكهربائيّ ينقطع، وأصبحنا في ظلام دامس. خفت كثيراً من الظلام، وأخذت أبكي. ولكنّ أختي مارينا أخذت تحتضنني وتقبّلني لكي أهدأ. ولكنّ ظلّ الخوف يتملّكني، لدرجة أنّي تقيّأت من شدّة الرعب. وبعد قليل هدأت، فقالت لي أختي: “تعالي نرتّل تراتيل نعرفها سويّة”. وبدأت ترتّل وشاركتها الترنيم، فأعطاني هذا بعض الهدوء.
وفجأة، ونحن في خوف الظلام، رأينا أمامنا على الحائط صليب كبير من النور، ففرحنا جدّاً لرؤيته. وأنار لنا الغرفة التي كنّا نجلس فيها، فقمنا من جديد في فرح عظيم، وأخذنا نلعب ونتسلّى.
دخلنا إلى حجرتي لنأخذ بعض الألعاب، فوجدنا الصليب قد تحرّك معنا، ودخل أيضاً إلى حجرتي، ففرحنا أكثر. أخذنا نلعب داخل الحجرة ولم نعد نشعر بأي خوف.
بعد فترة وصل والدانا، والعجيب أنّه بعد وصولهما مباشرة، عاد النور واختفى الصليب، وركضنا نحكي لوالدينا قصّة الصليب الذي ظهر لنا وطمأننا وكيف كان يتحرّك كيفما تحرّكنا، ويذهب معنا إلى كلّ مكان نذهب إليه داخل البيت.
إنّ الله في محبّته مستعدّ أن يطمئننا بكلّ الوسائل. فكما قال لتلاميذه: “دعوا الأولاد يأتون إليّ”، واهتمّ هو بالأطفال، هكذا، أيضاً، في كلّ وقت وجيل يهتمّ بالأطفال ليعيشوا سعداء وفي راحة واطمئنان. إنّه يشعر بنا، ويحنو علينا، ويطمئننا بالطريقة التي تناسبنا، فنشعر بوجوده معنا، ولا نعود نخشى شيئاً.
No Result
View All Result