بسبب إشارة الصليب والعذراء لم يبكي لمدة عامين …
عاشت إيلينا في كاربينيسي، وكانت متزوجة من رجل قاسٍ جدًا. كان يضربها لأتفه الأسباب، كما يضرب الأطفال الكرة في الملعب. أجبرتها مصاعب الحياة على الخدمة في دير السيدة العذراء في بروسيوتيسا ….
تقول: “لفترة، عملت خادمةً لدى طبيب أمراض نساء، وكان يُدفع أجرًا جيدًا، ولكنه كان أيضًا شديد الصرامة، مثل زوجي. في أحد الأيام، أخذتُ سلة المهملات لأفرغها، وفجأةً سمعتُ أنينًا.
عندما وصلتُ إلى المكان الذي كان من المفترض أن أفرغ فيه السلة، فتحتُ الغطاء فرأيتُ طفلًا مُغطى بالدماء. يا إلهي، ماذا أفعل؟” لم أستطع العودة به إلى الطبيب، لأنه هو من رمى به. لكن إذا أخذتُه إلى المنزل، سيذبحني زوجي كخروف عيد الفصح.
أخذته، وقبّلته، ومسحت الدم عنه، فقد كان شتاءً قارس البرودة. عندما وصلتُ إلى المنزل، لم أجد أحدًا. قلتُ في نفسي : “الله معي”. وبعد أن غسلته، لففته بقميص قديم من قمصاني. ثم رسمتُ عليه إشارة الصليب مصليةً : “يا والدة الإله، بروسيوتيسا، أرجوكِ ساعديه على ألا يبكي!”.
وحدثت المعجزة. لم يبكي الطفل لمدة عامين ! كنت أطعمته سرًا ووضعته تحت سريرنا. وعندما جاء زوجي، كان قلبي يخفق بشدة.
مرّ الوقت وبدأ الطفل يزحف. وفي أحد الأيام عند الظهر، بينما كنا نأكل، خرج الطفل ودخل تحت الطاولة التي كنا نأكل فيها. ما إن رآه زوجي، حتى لمعت عيناه كعيني أسد. سألني : “ما هذا؟”. ثم رسمتُ إشارة الصليب وأخبرته بالسر.
تأثر عندما سمعه وقبله كابنه. هذا الطفل الآن متزوج ويعمل في كاربينيسي. هو الوحيد الذي يحضر لي كوبًا من الماء، بينما لا يحضر لي أطفالي شيئًا.

















