كنيسة القديس حنانيا الرسول الأرثوذكسية في الميدان
كنيسة القديس حنانيا الرسول
– كنيستنا العريقة هذه من الكنائس التاريخية الارثوذكسية الدمشقية الاربع، الكاتدرائية المريمية، كنيسة الصليب المقدس، كنيسة القديس يوحنا الدمشقي، وكنيسة القديس حنانيا الرسول، وجميع هذه الكنائس رائعة الوصف …
هذه الكنيسة تعبق منها رائحة البخور والايمان والجهاد المسيحي منذ زمن طويل.
تعتبر كنيسة القديس حنانيا للروم الأرثوذكس في حي الميدان من أقدم الكنائس في دمشق، وهي تقع في منطقة الميدان حي القرشي وهو عبارة عن بيت عربي. تشكل مجمعاً يضم أمطوش للكاهن، ومدرسة إبتدائية شيدت في العام 1889.
القديس حنانيا
«حنانيا» اسم عبري معناه يهوه تحنن وهذا الاسم هو نفس كلمة حننيا أو حننيّا في الأصل العربي، اشتهر القديس حنانيا بشفاء القديس بولس الرسول وتعميده كمسيحي.
عاش في دمشق خلال القرن الأول في منزل يعرف حتى يومنا هذا باسم كنيسة القديس حنانيا. لا يُعلَم أين ولد، لكن من المرجح أنه من أبناء دمشق، وقد سكنها في مرحلة بدء انتشار الديانة المسيحية وكان مُبشِّراً بها.
سافر حنانيا إلى جهات عدة مُبشِّراً بالإنجيل، واحتمل أشدّ الاضطهاد والعذاب، وورد في التراث أنّ القديس حنانيا هو أحد الرسل السبعين وأنّه جُعل أسقفاً على دمشق وبشّر بالكلمة في بيت جبرين الفلسطينيّة وأتى بالعديد من الوثنيين إلى الإيمان، وأعطاه الله موهبة صنع العجائب، ويقال إنّ عمله البشاريّ في بيت جبرين كلّفه حياته وأنّه مات رجماً.
سميت الكنيسة باسم القديس حنانيا الرسول وهو أول أسقف لمدينة دمشق والرسول حنانيا هو من قام بمسح عيني “شاوول” أو “بولس الرسول” بعد أن كان قد أصيب بالعمى لأن شاوول كان يضطهد المسيحيين لكن وبقدرة الرب شفى حنانيا بولس وأعاد له البصر. لا يعرف أين هو قبر حنانيا لكن يوجد أمر هام وضروري أن تعرفوه وهو أنه في أحد أطراف الكنيسة يظهر بشكل دائم زيت وخاصة في فترة الصوم المسيحي وعيد القيامة وقد حاولنا معرفة ما هو الزيت وما سر الموضوع وذلك بعد حصولنا على إذن من سيدنا البطريرك وقمنا بإزالة البلاط والحفر على عمق 40 سم، وجدنا كتلة إسمنتية لم نعرف ما هي حاولنا أخذ الإذن لحفرها لكن لم تتم الموافقة مبررين أنه قد يكون هذا المكان قبر القديس حنانيا ما دفعنا لإعادة البلاط لوضعه السابق ولابد من الإشارة إلى أنه يحتفل في 1تشرين الأول من كل عام بعيد الرسول حنانيا.
★ ملاحظة:
لا يعرف أين هو قبر القديس حنانيا لكن يوجد أمر هام وضروري أن تعرفوه وهو أنه في أحد أطراف الكنيسة يظهر بشكل دائم زيت وخاصة في فترة الصوم المسيحي وعيد القيامة وقد حاولنا معرفة ما هو الزيت وما سر الموضوع وذلك بعد حصولنا على إذن من البطريرك وقمنا بإزالة البلاط والحفر على عمق 40 سم، وجدنا كتلة إسمنتية لم نعرف ما هي حاولنا أخذ الإذن لحفرها لكن لم تتم الموافقة مبررين أنه قد يكون هذا المكان قبر القديس حنانيا ما دفعنا لإعادة البلاط لوضعه السابق. تعيد الكنيسة الأرثوذكسية للقديس حنانيا في الأول من تشرين الأول.
موقع الكنيسة
تقع هذه الكنيسة الرائعة والاقدم في دمشق بعد مريمية الشام في حي الميدان العريق، زقاق القره شي وهو احد الأحياء المسيحية التاريخية العريقة في محلة الميدان التي كانت خارج دمشق بينما هي الآن أحد أحياء دمشق.
في التسمية
1- القرشي أو القره شي محلة وزقاق، في حي الميدان الوسطاني وسمي هذا الزقاق بهذه التسمية نسبة الى مسجد الوالي القرشي الكائن في مدخل الزقاق على الطريق العام، ويؤكد الباحث المرحوم الدكتور قتيبة الشهابي:” أنه لم يجد عند هذا الوالي أية معلومات او ترجمة .. “
2- الموصلي_ زقاق يقع في محلة القرشي في الميدان الوسطاني، وهو يسبق زقاق القرشي ويوازيه، ثم يلتقيان داخلاً بواسطة مدرسة القديس حنانيا الرسول التي تصل عرضانياً مع حرم الكنيسة بين زقاقي القرشي والموصلي.
اما تسميته بالموصلي فتنسب بدورها الى جامع الموصلي الموجود فيه الذي أنشأه أحد أفراد أسرة الشيباني – الموصلي الصوفية.
في وصف الكنيسة
الكنيسة تراثية جميلة جداً حوفظ فيها على النمط الدمشقي الأرثوذكسي
“خارجاً إذا مررت من امام الكنيسة، فإنك لاتعلم أنها كنيسة،” (الا من خلال بابها الحديدي الأسود، الذي يتوسط كل درفة منه صليباً حديدياً ابيض اللون) “فهي عبارة عن بيت عربي يبلغ طول حائطه في زقاق القرشي حوالي 17/ متراً/ وقبيل زاويته الغربية بحوالي مترين اثنين يقع باب الدار الحديدي (الذي اشرنا اليها في اول الفقرة) بشكله البسيط الذي لايحوي أية زخارف، ويلاصقه غرباً شكل مقنطر للباب الأصلي وهو مسدود حالياً بعلو حوالي /2متر / في ذروة القنطرة، ومما لاشك فيه أن هذا الحائط تغيرت معالمه الأصلية، فهو بني بالحجر الأسود البازلتي كما بنيت الكنيسة ورش برشة اسمنتية دهنت باللون الأبيض الداكن حين الترميم.
ولولا وجود لافتة رخامية “ساكف” تعلو الباب كُتب عليها حارة الكنيسة اي “زقاق القوره شي”
“كنيسة القديس الرسول حنانيا الأرثوذكسية تأسست عام 1815”
فلا كان بإمكان أي غريب عن هذا الحي أن يعرف أنه يمر بجانب كنيسة لها عراقتها مع عراقة موقعها.
تدخل من هذا الباب مباشرة الى حرم الكنيسة الداخلي الجنوبي فتجد أنك في ساحة سماوية أبعادها 4/10متقريباً بسيطة تشابه مثيلاتها في البيوت الدمشقية المصنفة (بالشعبية البسيطة) ومن الجهتين الشرقية والغربية غرف أرضية وأخرى علويةٍ “
داخل الكنيسة
“الكنيسة مربعة الشكل مؤلفة من طبقة أرضية و(“شعرية” علوية لصلاة “النساء كما في كل الكنائس الارثوذكسية التقليدية)، “وقبة مربعة أبعادها 13/11م تقريباً عند قاعدتها، يبرز رواقها حوالي 2م في جهاتها الجنوبية والغربية والشمالية.
يحيط بها من جانبيها الجنوبي والشمالي فناء مكشوف عبارة عن فسحة سماوية، أوسع في شماله من جنوبه 16/111م تقريباً يأخذ كما أسلفنا شكل الدار العربية البسيطة، أما جانبها الغربي فهو عبارة عن دهليز مسقوف يتسع قليلاً ويؤدي الى درج الشعرية (يسار الداخل) هذه الشعرية تمتد داخل الكنيسة مع البروز على الأروقة من الجهات الثلاث الجنوبية والغربية والشمالية، أرضيتها ممدودة بخشب الحور والصفصاف تماماً كسوف البيوت العربية الجميلة، وقد بلطت بالبلاط الكبير المجزع الأبيض، تفصل بين البلاط فواصل من البلاط ضيقة سوداء، كما بلط داخل الكنيسة.
حُمل الرواق من جهته الجنوبية على ثلاثة أعمدة من الحجر البازلتي الأسود (تدل على تاريخ سحيق للكنيسة يعود الى العصر الروماني تاريخ بناء الدير) مربعة الشكل40/40سم، وأربعة قناطر (تصل بين هذه الأعمدة). ومن جهته الشمالية حُمل على عمودين مماثلين وثلاث قناطر متكئة على الحائطين الشرقي والغربي (توحي بهذه العراقة والعصر الروماني الذي تنتمي اليه).
ومن جهته الجنوبية حيث الدهليز حُملَ على عمودين اسطوانيّي الشكل من الحجر البازلتي الأسود دون تيجان مزخرفة، مع قنطرتين مقابلاً للباب الغربي والى اليسار (بدورها تدلنا على التاريخ الحقيقي للكنيسة بأصلها كدير).
بجانب العمودين، دَّرَّج الشعرية المستند على الحائط الغربي والمؤلف من 18 درجة من الحجر البازلتي الأسود، وله درابزون خشبي جميل حتى الدرجة السابعة، حيث يوجد باب خشبي فاصل، ثم يتابع صعوده إلى داخل الشعرية، حيث وضعت فيها مقاعد لجلوس النساء، وتطل على صحن الكنيسة، وأُحيطت بخص خشبي على عادة الكنائس التقليدية، وخاصة في عصر الانحطاط العثماني لئلا يُنظَّرْ إلى النساء (كي لايقع الرجال المصلين في العثرات) بينما كانت الكنيسة مخصصة للرجال.”
بجانب هذا الدرج بئر الجرسية، وفيه برج الجرسية الاسمنتي وقد كان خشبياً، لكنه كان آيلاً للسقوط (حين زيارة مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع الأولى عام 1980 وكنت بمعيته/كما في كل زياراته الرعوية الى كنائس دمشق والريف ودونت عظاته البديعة رحمه الله/ ودونت عظته وكانت زيارته هذه بمناسبة عيد القديس حنائيا الرسول وأتذكر قوله حين شاهد الاعمدة البازلتية المحكي عنها ووضع يده عليها وقال: “ماهذا الجمال الرائع، هنا يجب ان تكون دار البطريركية وإقامتنا فيها”؟ ووقتها وجه بترميم الجرسية الخشبية المتداعية)
(تم ترميمه عام 1983) واستبدل ببرج اسمنتي هو الحالي يظهر من بعيد من خارج الكنيسة.
أبواب الكنيسة
للكنيسة ثلاثة ابواب تحت الأروقة، محاطة بزخارف حجرية دمشقية جميلة جداً، أما لأبواب فهي خشبية محفورة ومقطعة بفن جميل يعود الى القرن 18م، ولونها بني كبقية الأثاث الخشبي والايقونسطاس الخشبي الجميل بلونه وبطلاء البرداخ واللكر اللامع، و(نوافذ الكنيسة الأرضية والعلوية، ومقاعد المصلين).
يعلو الباب الجنوبي (ساكف حجري) كُتب عليه:
“بمعونة الرب تجدد بناء الكنيسة المقدسة سنة 1983”.
(كما يعلو الباب الشمالي للكنيسة أيضاً ساكف حجري كُتبت عليه الآية التالية:
“أدخل بيتك يارب وأسجد الى هيكل قدسك”
وأدناه الأبيات الشعرية التالية: (كالعادة في الكنائس والاديرة التي تعود الى القرن 19)
عناية الله في الميدان قد وضعت ……… للدين بيتاً بفضل الخبر سيدنا
فيالها بيعة بالنور مشرقة …………. حقاً على اسم حنانيا الرسول لنا
سرأً عجيباً حوّت مذ أرخوها ……….. فزنا بنيل الأماني من مخلصنا
تأسست سنة 1860 مسيحية
أما فوق الباب الغربي فتعد النقوش الحجرية هي الأصل بين هذه الأبواب الثلاثة، تعلوه رخامة كانت على مايبدو تحمل نقوش ولكنها بكل أسف كُلست حين الترميم”
(يُفضي آخر الدهليز في يسار الجهة الشمالية الى صالون صغير للكنيسة، كُتب على ساكفه، وهو صغير من الحجر الأبيض الأبيات الشعرية التالية وتُقرأ بصعوبة بسبب الحت وضياع اللون الأسود، لذا صعدنا سلماً خشبياً لنقرأها حين إعدادنا هذا البحث الميداني):
هلموا يابني الإيمان…………… لكسب العلم وبالاتقان
داخل الكنيسة مقابل الايقونسطاس الخشبي
لتغدوا بين امتكم ………………بدوراً في حمى السلطان
فها الأولون قد فتحوا…………… بيوت الدرس بالأوطان
بدا تاريخها فتح……………….. رجال الفضل في الميدان
1889-1306
(وكانت هذه الغرفة هي غرقة ادارة مدرسة حنانيا الرسول الارثوذكسية لذا وضعت هذه الكتابة لتحفيز تلاميذ المدرسة لاكتساب العلم مع الاشادة بدور السلطان العثماني راعي العلم، كما يظهر من هذه الابيات، واليوم هي صالون استقبال للرعية، وتعلو هذه الغرفة غرفة مماثلة ليس من درج للوصول اليها، لذا يُدخل اليها من شعرية النساء).
وصف داخل الكنيسة
“كنيسة تراثية جميلة جداً، حوفظ فيها على النمط الدمشقي الأرثوذكسي التقليدي وخاصة في القرن 18 ، أرضيتها مبلطة بالبلاط المجزع الكبير تفصل بينها فواصل حجرية سوداء، لها ثلاثة أروقة محمولة من كل رواق على ثلاثة أعمدة مربعة الشكل تتكىء عليها الشعرية، وآخرها في داخل هيكل الكنيسة.
فيها أيقونسطاس خشبي غير محفور له ثلاثة أبواب ملوكية فيه ثمان أيقونات يعلوها صف من 27 أيقونة صغيرة تمثل السيرة السيدية يعلوها صلبوت كبير وجميعها من فن المدرسة المقدسية مع أيقونات روسية.
يرى البعض أن الايقونسطاس لم يكن لهذه الكنيسة بسبب عدم التصاقه وتماسه مع الحائطين الجنوبي والشمالي، وفي أعلى الأيقونسطاس، وتحت سقف الكنيسة مباشرة، وضعت رايتان روسيتان جميلتان للسيد والسيدة. أما سقف الكنيسة فهو مماثل لسقوف البيوت العربية الممدودة بأشجار الحور والصفصاف من أشجار غوطة دمشق، وبالنسبة لنوافذ الكنيسة:
ففي طبقتها الأرضية، توجد خمس نوافذ متقابلة من كل جانب، ونافذتان وبابان يقعان يمين ويسار الباب الغربي. عدد نوافذ الشعرية ثلاث نوافذ متقابلة من الجانبين الشمالي والجنوبي، أما نوافذ القبة المربعة فهي ست نوافذ عليا متقابلة من الجانبين الشمالي والجنوبي مع ثلاث نوافذ متقابلة من الجانبين الشرقي والغربي وهي للاضاءة.
داخل كنيسة القديس حنانيا الرسول في الميدان ايقونسطاس الكنيسة
في وسط الكنيسة تنتشر مقاعد المؤمنين في الأروقة الثلاثة، بالإضافة إلى صف من المقاعد الجدارية الخشبية على المحيط الداخلي الكنيسة، وعرشين بطريركي، وأسقفي بسيط.
أما العرش البطريركي فهو خشبي فخم مصدف متقن الصنعة، وعليه بطاقة نحاسية تحمل عبارة تفيد أنه إهداء من “كنيسة السيدة – بطريركية الروم الكاثوليك سنة 1983″، يقابله عرش اسقفي بسيط.
اما ايقونات الكنيسة فهي من المدارس الروسية والسورية وجميعها مسجلة في المديرية العامة للآثار والمتاحف وتم اشراك 60 ايقونة منها في معارض الايقونة السورية”
“أما قصة اهداء العرش البطريركي فرواها راعي الكنيسة السابق قدس الأب خليل هنا وهي التالية
أنه عندما تم قلع رخام كنيسة سيدة النياح للروم الكاثوليك المجاورة لكنيسة حنانيا الرسول،(3) ليستخدم في كنيسة القديس يوحنا الدمشقي الكاثوليكية المحدثة في حي أبو رمانة الحديث في دمشق، وأُستغني عن الكثير من تجهيزات الكنيسة بما في ذلك كرسي الأسقف هذا. فقام وقتها المرحوم كرم صنيج رئيس وكالة كنيسة القديس حنانيا الرسول باستئذان وكالة كنيسة السيدة، في أخذ هذا الكرسي، وترميمه ليوضع في كنيسة القديس حنانيا وتمت الموافقة.
فأخذه الى السيد (م.ف) العامل في هذه المهنة من أجل ترميمه، (وكان فناناً في صنع المفروشات الدمشقية الخشبية المطعمة بالصدف والموزاييك).(4)
“قام الحرفي المذكور م.ف بترميمه، وبعد ترميمه (وإعادته الى حلته القشيبة الأصل)، حاول المذكور الاحتفاظ به لصالح المؤسسات الكنسية الكاثوليكية، لكن البطريركية الكاثوليكية الشقيقة لم تقبل، وقدمته إهداء مشكوراً الى هذه الكنيسة ووضعت عليه بطاقة الإهداء النحاسية. وقد التقيت بالوكيل المرحوم السيد كرم (قبيل وفاته) فأكد قصة الاهداء هذه شاكراً”.
وصف داخل هيكل الكنيسة
تبلغ ابعاد الهيكل من الداخل 2/11م تقريباً، في وسطه المائدة المقدسة، مع مذبحين مقدسين، وفيه بعض الأيقونات الروسية الصغيرة، مع ايقونات من المدرسة السورية، وهذه بحاجة (حين استطلاعنا للكنيسة) بحاجة الى الترميم، مع نسخة مهترئة لقرار ترخيص وإحداث جمعية حنانيا الرسول من وزارة الداخلية السورية برقم 1631 تاريخ 14/4/1935 بإسم السيد الياس يارد رئيس جمعية القديس حنانيا الرسول.وهذا الترخيص مؤطر ببرواز خشبي يعود الى هذا التاريخ.”(5)
ايقونة القديس حنانيا الرسول شفيع الكنيسة وامها قنديل في هيكل الكنيسة وهي ايقونة اثرية من المدرسة السورية تعود الى القرن18
الظواهر العجائبية في الكنيسة
روت لنا بعض السيدات العضوات في أخوية القديس حنانيا الرسول اللواتي كن في حين استطلاعنا للكنيسة يقمن ببعض الأعمال الخيرية للفقراء وأقمن بالتالي بصلاة البراكليسي الابتهالية لوالدة الإله وكان ذلك مساء أحد الثلاثاء، حيث موعد اجتماعهن الاسبوعي.
الشفاء من السرطان
شفاء طفل مصاب بالسرطان، كان قد وصل في مرضه الى درجة الخطورة القصوى، وتساقط شعره، واعلم الأطباء اباه الملتاع أن أيام إبنه باتت معدودة، ولكن والده اتكل على الله كما كان وتابع في احضار ولده بالرغم من كل آلامه الى الكنيسة، وحضور كل الصلوات والقداديس فيها، وتناولهما الزاد الالهي، وكان راجياً وقائعاً بالرغم من سيل دموعه المستمر ان عجيبة ستشفي طفله، وفجأة مالبث طفله المدنف ان تماثل للشفاء. وقد اثبت الاطباء ان هذا الشفاء تم بما يشبه الاعجوبة، وقد روى لهم والد الطفل عن ممارسته الصلاة ومعه ولده، وخاصة بعد إشرافه على الموت واعتراف هؤلاء الأطباء أن أيامه باتت معدودة.
الأطباء إذن هم من أثبت أن شفاء الطفل تم بالمعجزة بعدما أفلسوا كأطباء في علاجه …
الأرواح الشريرة
– روت لنا رئيسة الأخوية بحضور الأب خليل هنا الراعي السابق، عن ظواهر عجائبية حدثت في الكنيسة كخروج روح شريرة كانت تتملك منذ زمن بعيد عائلة أرثوذكسية معروفة من جبل العرب، كانت تقيم في الدويلعة بعد معاناة طويلة بواسطة الصليب على رأسها وبالصلاة الحارة.
– كذلك عن سيدة مسلمة من سكان محلة القدم في آخر الميدان، وكانت تروي أن “ملك الجان الأخضر” كان يجالس عائلتها في مجالسها الخاصة، ويساكنها (السيدة) مساكنة كاملة، وكانت العائلة تستدل من فنجان القهوة الذي يشربه، دون أن يشاهدوا شاربه (ماعدا الابنة)، ومن الكرسي الذي يجلس عليه، وكان يرون حالة معاشرته لها معاشرة الأزواج مدة طويلة، وقد أحست بأعراض الحمل، وانتفاخ البطن، ثم زوال هذا الحمل فجأة ولعدة مرات، وأصبحت حياة هذه العائلة عموماً والابنة خصوصاً جحيماً لايطاق.
هذه السيدة شاهدت في نومها في إحدى الليالي، القديس حنانيا الرسول يحضر عليها مباركاً ومبتسماً، وهي اصلاً غير مسيحية ولا تعرف لا القديس حنانيا ولا غيره، فأفضت أمها بسرها الى شيخ جامع في منطقة القدم، وروت له ماتعانيه ابنتها من “ملك الجن الأخضر”. فأشار عليها بالمجيء إلى هذه الكنيسة الواقعة في زقاق القره شي، وان تطلب الصلاة من خوري الكنيسة.
وهذا مافعلته الأم حيث قابلت الأب خليل، وروتْ له قصة إبنتها وكان يحضر اجتماعاً لأخوية سيدات الكنيسة، وأن من أشار عليها بمراجعته هو ” شيخ الجامع الفلاني”، وقد رحب بها الكاهن وطلب منها إحضار إبنتها إلى الكنيسة ليقوم بالصلاة لها ونضحها بالماء المقدس، وبشهادة الشهود أفهمها أن إيمانها بالصليب وقدرته على تخليصها من الارواح الشريرة هو من يفشي ابنتها، وهي وافقت بكل سرور لأنه مطلبها لذا جاءت الى الكنيسة.
احضرت الابنة الشابة، فصلى لها ووضع الصليب على رأسها، ورشها بالماء المقدس، وسقاها منه، فأخرج الشيطان منها بعد صراع، بقوة الصليب وتطهيرها بالماء المقدس، وبالصلاة الحارة على رأسها وبايمانها الحار.
من وقتها اعتادت هذه الإبنة على الحضور مع والدتها الى الكنيسة والصلاة فيها، وتقديم قربانها في كل سنة، وهي عبارة عن شمعة بطول ابنتها، مع نذور أخرى صارت تقدمها في موعد تاريخ شفائها سنوياً.
ظاهرة الزيت
ولكن الظاهرة الملفتة والتي اطلع عليها مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع بزيارة ميدانية خاصة عاينها وأوصى باحاطتها بدرابزون لحمايتها … ولئلا تدوس الزيت الاقدام … كما أوصى بإجراء التحليل المخبري للزيت الذي يرشح مابين البلاط، وقام الاب الراعي خليل هنا بسحب البعض بمحقنة طبية واخذه للتحليل المخبري.
تبين بعد التحليل المخبري انه زيت زيتون من النوع الممتاز.
ونحن لمسنا هذه الظاهرة العجائبية، وشاهدناها مع غبطته وكنا بمعيته في زيارته ليطلع على هذه الظاهرة العجائبية …
هذه الظاهرة شاهدها كل المصلين وحتى الآن بأم العين، وإن لم يثر اي ضجيج عليها كما نرى دوماً في حالات اقل منها كثيراً، والزيت منذ السنة 1990 وهو ينبع على شكل نقاط مابين البلاط في عدة مواقع في الرواق الأيسر داخل الكنيسة ويتسارع المؤمنون لمسح هذا الزيت بمناديلهم، وأخذه الى بيوتهم للتبرك به بوضعه في عبوات الزيت وبالإدهان به.
في أول الظاهرة، وبعد مشاهدة غبطته، وبتوجيه منه، قامت مجموعة من المهندسين برئاسة المهندس الشهير المرحوم فريد دوماني، بكشف إحدى البلاطات فتبين تحتها وجود حصيرة من مادة “القصرمل” الشبيهة بالاسمنت، وكانت تستخدم في دمشق في القرون المنصرمة بتثبيت احجار البناء والبلاط، وهذه الحصيرة مختمرة بهذا الزيت، فأمر غبطته بإعادة البلاط كما كان وتحويط موقع رشح الزيت، وأفتى وقتها أن هذه الكنيسة قد تكون بنيت على كنيسة قديمة تعود الى العهد الروماني.
ويمكن التوفيق بين فتويي غبطته بسهولة ومن واقع التاريخ الكنسي وخاصة في انطاكية العظمى ودمشق ومحيطها بالأخص، حيث ان كل الكنائس القديمة والأثرية اليوم كانت عبارة عن اما قلايات رهبانية، أونواويس (مدافن) في زمن الاضطهادات إلى ماقبل براءة قسطنطين الكبير الشهيرةب “ببراءة ميلانو” عام 313 مسيحية وفيها اطلق للمسيحيين حرية العبادة، وأوقف حمامات الدم الرسمية والشعبية بحقهم، وعندها اظهر المسيحيون كنائسهم ورفعوها من تحت الارض الى ظاهرها فاشيدت الكنائس والأديرة، وفي كل الديار الشامية نرى ذلك، وكانت هذه النواويس ومنذ العهد المسيحي الاول الذي كان دموياً مدافن للشهداء، ويجتمع حولها المسيحيون الاوائل للصلاة وكسر الخبز بعيداً عن أعين السلطة الرومانية والولاة والاباطرة.
وصارت هذه النواويس – المدافن أقبية تحت الكنائس والأديرة تحفظ فيها خوابي زيت التقدمة للانارة والمسحة المقدسة، وخوابي النبيذ للذبيحة الالهية … واستمر فيها دفن الكهنة والرهبان … لذا وفق كنيستنا الارثوذكسية يتم وضع ذخائر القديسين في الكنائس الجديدة استمراراً لعادة دفن الشهداء المتأصلة.
ولما كنا قد أثبتنا في هذه الدراسة ومنذ مقالنا الاصل، أن أصل هذه الكنيسة، كان هو دير القديس حنانيا الرسول الذي بني وبقية الأديار المماثلة وأهمها دير سيدة صيدنايا البطريركي (كما اسلفنا) في العصر الذهبي الرومي مع الأمبراطور يوستنيانوس الاول حسن العبادة في العقد الثاني من القرن السادس في طول الديار الشامية وعرضها وخاصة طريق الحج الى الديار المقدسة في فلسطين، فمن الأوفق ان يكون قد بني دير القديس حنانيا على أساس صومعة راهب توفي ودفن في قلايته، أو ناووس شهيد … حمل اسم القديس حنانيا الرسول الأكثر شهرة من كل القديسين مع بولس الرسول كونه قديس دمشقي رسول وأول اسقف لدمشق ومؤسس اول جماعة مسيحية خارج اورشليم، ثم شاهد معجزات الرب يسوع في اورشليم وكان من عداد الرسل السبعين الذين حل عليهم الروح القدس في علية صهيون في اورشليم في يوم العنصرة، ليعود الى دمشق ويبشر ابناء جماعته بيسوع الحقيقي الناهض من بين الاموات، وهو الذي اختاره السيد له المجد لتنصير شاول، وقد عمده وصيره هامة الرسل.
ونمثل للكنائس اليوم في محيط دمشق التي كانت أديرة، كنيسة القديس جاورجيوس في بلودان، ودير اليونان في جبل اليونان في بلودان.(7)
ومن الأديرة التي كانت قلايات رهبانية ومدافن دير القديس جاورجيوس الرهباني البطريركي، ودير الشاروبيم، ودير القديس خريستوفوروس وثلاثتها في صيدنايا.
والاديرة المندثرة في وادي العميق على مسار العاصي في ادلب والاسكندرون وانطاكية، وسهول حلب كدير القديس سمعان العمودي ودير معرة النعمان … )
مدرسة القديس حنانيا الرسول الأرثوذكسية
هي من المدارس الابتدائية العريقة التي قدمت الخدمات التعليمية الابتدائية منذ تسعينيات القرن 19 لأبناء وبنات محلة الميدان، ومن ثم ينتقل التلاميذ والتلميذات الى مدرسة الآسية في دمشق القديمة لمتابعة الدراستين الاعدادية والثانوية، ولايزال الميادنة الارثوذكس المسنون الباقون على قيد الحياة من الجنسين يفاخرون بأنهم تلقوا العلم في هذه المدرسة التي كانت في حضن الكنيسة، كبقية كنائس ذاك الزمن، ويفاخرون باسترجاع أسماء من علمهم من معلمين ومعلمات كانوا من معلمي ذاك العصر، كما لاحظت ومنهم العلامة الخوري ايوب سميا. وقبله الشماس ابيفانيوس زائد.
أنشئت هذه المدرسة بعد حادثة 1860 الدموية بحق المسيحيين في دمشق، وتساوي المسيحيين والمسلمين في الحقوق والواجبات نتيجة اتفاقية القرم 1856، في داخل حرم كنيسة القديس حنانيا الرسول بالقسم الشمالي من هذه الدار الكبيرة، ولكن القائمين عليها جددوها في تسعينيات القرن 19 مع تطوير مناهجها في المرحلة الابتدائية في عهد البطريرك ملاتيوس الدوماني.
يفصل بين حرم الكنيسة الشمالي ودار المدرسة حائط فتح به باب، أو في الأدق تم توسيع الباب القديم منذ عدة عقود، ينزل منه ببضع درجات من حرم الكنيسة الى باحة المدرسة.
بناء المدرسة وهي عبارة عن غرف أرضية تطل على الباحة، لا تزال تحتفظ بنقوش في محيط لابواب وسواكفها، وعلى الجدران، إنما هي مندثرة وانتابها الحت.
يبلغ عدد غرف المدرسة ثمان غرف أرضية وعليا وتقع في محيط الباحة الفسيحة والجميلة وتطل عليها …
تم إغلاق المدرسة عام 1970 نظراً للنقص الحاد في عدد التلاميذ، نتيجة هجرة المسيحيين الطوعية لمحلتهم الميدان الى القصاع وسواه.
بكل أسف شابت غرف المدرسة الجميلة إحداثات بدائية لاستغلالها (بعد إغلاق المدرسة) بتأجيرها كغرف لبعض المستأجرين الواردين من حوران ووادي النصارى، مع منتفعات خشبية كمطابخ وبيوت مؤونة، هذه حدت من جمالية هذه الدار العريقة.
وكانت خطة البطريركية تقضي منذ زيارة مثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع، لاحداث مشروع عمراني استثماري في موقع المدرسة، لكن كان متوقفاً لعدم وجود التمويل، وحالياً وفي مايعانيه الوطن منذ آذار 2011 وإغلاق الكنيسة فقد صار وضع المدرسة مع باحتها مؤلم، بانتظار ان يرى المشروع النور.
حين زرناها ميدانياً في العقد التاسع من القرن 20 كانت تقطنها ست عائلات وافدة، إضافة الى عائلة قندلفت الكنيسة التي تقطن في بيت مخصص يقع في الطرف المقابل في مدخل حرم الكنيسة الجنوبي اي باحة المدخل.
لهذه المدرسة باب داخلي وباب حديدي كبير، أسوة ببقية المدارس، ويوحي للناظر إليه مباشرة أنه باب مدرسة، ويقع في زقاق الموصلي، وإلى اليسار منه تقع مدرسة القادسية المختلطة الرسمية، وكانت بيتاً لآل أبو شديد من أعيان الرعية الأرثوذكسية.
الواقع الرعوي حالياً
تم اغلاق الكنيسة لعدم وجود مصلين ولدواع امنية ترتبط بمن بقي من الرعية، منذ آخر عام 2011 وأخلي مستأجرو غرف المدرسة.
ولم يبق حالياً من المسيحيين في زقاقي القره شي إلا ثلاث عائلات، منهم بيت عائلة المرحوم ميشيل عفلق.
حين اعدادنا لهذه الدراسة الأصل عن كنيستنا هذه قبل 15 سنة تقريباً، كان يبلغ عدد أبناء الرعية حوالي مائة عائلة أرثوذكسية تسكن في الميدان بأقسامه التقليدية الثلاثة وفي مخيم اليرموك وتوسع الزاهرة والتضامن، بالاضافة الى عائلات مسيحية من الطوائف الشقيقة.
اما اليوم فقد تناقص عدد السكان المسيحيين بكل طوائفهم، بشكل حاد بكل أسف، حيث يبلغ عدد عائلات الرعية الارثوذكسية 60 عائلة منتشرة في هذه الجغرافيا الكبيرة، وفريق كبير منهم من العائلات المستورة، مع نزوح الذين كانوا يقيمون في مخيم اليرموك بسبب وضعه الراهن، بقي منهم 3 عائلات في القرشي والموصلي و45 عائلة في باب مصلى، بعدما كان زقاقا القوره شي والموصلي وحارة باب مصلى مسيحية بامتياز، بقيت فقط (بكل اسف) هذه العائلات العريقة المتمسكة بمحلتها.
فتح الكنيسة مجدداً
أعادت البطريركية فتح الكنيسة مجدداً منذ بداية صوم 2015 للمصلين أبناء هذه الرعية، وتولاها راع نشيط هو قدس الاب المهندس يوسف ناصر وقد قابلناه وفهمنا منه الواقع الرعوي الحالي، وماقام به، والخطة الطموحة التي وضعها …
قام بداية بزيارة من بقي من رعية الميدان في بيوتهم، وقد حفزهم ليرتادوا كنيستهم والعودة للصلاة فيها مجدداً، والصلاة فيها بقداسين أسبوعيين الأحد والاربعاء مساء، حيث تشهد حضوراً متزايداً، وأسس جوقة ترتيل لتخدم الصلوات، وعلى مايبدو فمن ضمن خطته الطموحة لاعادة احياء الأخويات، مع مشروع جذب الميادنة أبناء الرعية المتغربين عن المحلة. ويعكف على وضع قاعدة بيانات احصائية بصفته مهندس، ويرأس المكتب البطريركي. وقد رأس المطارنة المعاونون لغبطته العديد من القداديس الالهية في هذه الكنيسة، وخاصة في عيد شفيعها.
الوضع اجمالاً بعد ثلاث سنوات يعد جيداً، فالأب يوسف يزور عائلات رعيته باستمرار، وخاصة المسنين منهم، والقيام بخدمة من هو غير قادر على المشاركة بسبب تقدمه في السن.
من الجدير ذكره ان الوجود المسيحي، وكما أسلفنا، كان محترماً من مواطنيهم المسلمين، وشهدناه للأمانة والتاريخ في الاستقبال الذي جرى لمثلث الرحمات البطريرك السابق اغناطيوس الرابع بزيارته الأولى الى كنيسة القديس حنانيا الرسول، وشارك فيه مسلمو زقاق القوره شي، ويشهد دوماً مسيحيو الميدان الى الروح الاخوية التي كانت سائدة ويعيشونها مع إخوتهم المسلمين والمشاركة في الافراح والاحزان والملمات …
وحالياً يستمر هذا الوضع المحترم ونجد ان الكنيسة قد شهدت زيارات من الفعاليات الميدانية وخاصة الدينية الاسلامية، وبعض الفعاليات الاقتصادية، ويقوم الشباب بتوفير أجواء الحماية في الصلوات والقداديس وخاصة في الاعياد.
بمعنى أدق كان هذا الصرح الواصل بين زقاقي القوره شي والموصلي كان مجمعاً كنسياً وتعليمياً وخيرياً ورعوياً وروحيا واجتماعياً كاملاً، كان بمثابة دار مطرانية يضم هذه المؤسسات الارثوذكسية التي تخدم الوجود المسيحي في هذه المحلة من الميدان الوسطاني، وقد قامت عائلات الرعية (بكل اسف) بالانتقال الى القصاع، وباعت بيوتها العريقة منها والبسيطة لوافدين مسيحيين من حوران ووادي النصارى، واشترت شققاً جديدة في توسع شارع حلب في القصاع منذ أربعينيات وخمسينيات القرن 20 في البنايات الجديدة في هذا الشارع الذي تسمى شعبياً ب”شارع الميادنة”.
ثم قام الذين اشتروا بيوت القوره شي والموصلي من المسيحيين الوافدين ببيعها الى مسلمين ولم يبق اليوم الا على ما اعرف سوى ثلاثة عائلات ارثوذكسية في حيي القره شي والموصلي. وفي جانبي هذا المجمع الجنوبي والغربي، وفي الزقاقين كانت هناك عدة دور وقفية أرثوذكسية، بيعت أيضاً مع الأسف، وأُحدثت بدلاً عنها بنايات عالية حجبت الكنيسة ومؤسساتها عن محيطها.
نقل بتصرف عن د. جوزيف زيتون

























