
كيف ينبغي أن نقترب من قراءة أو سماع كلمة الله أو سير القديسين وكيف نقرأها؟
“للقديس يوحنا الذهبي الفم”
«حين تجلس لتقرأ كلمة الله، صلِّ أولًا لله ليفتح عيني قلبك. وافعل ذلك لكي لا تكتفي بقراءة ما هو مكتوب، بل أن تعمل به أيضًا، ولا يكون لك قراءة كلمة الله أو سير القديسين خطيئة. وحين تبدأ بالقراءة، اقرأ باجتهاد وانتباه عظيم، ولا تضيّع الوقت بمجرد تقليب الصفحات. وإن كان لك وقت، فلا تتكاسل، بل اقرأ الكلمات مرتين وثلاثًا ومرات كثيرة، لكي تفهم قوتها. وحين تريد أن تقرأ أو تسمع غيرك يقرأ، صلِّ أولًا وقل:
«يا ربي يسوع المسيح، افتح عيني قلبي لكي، عندما أسمع كلمتك، أفهمها وأعمل بمشيئتك. لا تحجب عني وصاياك، بل افتح عينيّ لكي أرى عجائب من شريعتك. عرّفني الخفي والمستور من حكمتك! عليك أتوكل، يا إلهي، وأؤمن أنك ستنير عقلي وذهني بنور عقلك الإلهي، وأنه حينئذٍ لن أقرأ المكتوب فقط، بل وأعمل به أيضًا.
اجعل أن لا أقرأ سير القديسين وكلمتك لخطية على نفسي، بل لتجديد، وإنارة، وقداسة، وخلاص نفسي، ونصيب الحياة الأبدية. لأنك أنت يا رب إنارة الجالسين في الظلمة، ومنك كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة».
إذن، أيها الإخوة، لكي ننال الفائدة الحقيقية من قراءة أو سماع كلمة الله أو سير القديسين، يجب قبل كل شيء أن نقترب إليهم بالصلاة، طالبين من الله أن يفتح أعيننا لكي نفهم عجائب من شريعته، وأن يعلن لنا الخفي والمستور من حكمته، وأن ينير عقلنا بنور عقله الإلهي، ويعلّمنا لا أن نقرأ الكتب الإلهية فقط، بل أن نعمل بكل ما فيها. ويجب أن يكون القراءة بلا كسل، بل باجتهاد، بمشاركة القلب، وأن يُعاد ما لم يُفهم مرة ومرتين وثلاثًا وأكثر حتى يُفهم.
هكذا، عندما تقتربون من قراءة أو سماع كلمة الله أو سير القديسين، وتحفظون كل ما قرأتم أو سمعتم في أفكاركم ورغباتكم وأقوالكم وأعمالكم، فحتمًا ستنالون فائدة لأنفسكم، وتفهمون عجائب من شريعة الرب. آمين
No Result
View All Result