
عندما يبخر الكاهن في الخدم الكنسية
فإن تبخيره يشير ويلفت:
بالدرجة الأولى إلى حضرة الله، ويتوجه ويرتفع. فحين يبخر المائدة المقدسة والهيكل وجهات الأرض الأربع والأيقونات والمؤمنين.. فإنه من خلال هذا كله إنما يبخر الله الحاضر والمالي الكل.
الكاهن الداعي والمصلي يشعر، فيما هو يبخر، ويحس بحضور الله في كل ما ومن يبخر. فالله حاضر في الكنيسة والأيقونات والمؤمنين والكون كله، كما يقول الكاهن في نهاية القداس الإلهي : ارتفع اللهم على السموات وليكن على الأرض كلها مجدك. إنها حضرة حية سرية جامعة شاملة تملأ الكنيسة والكون وإليها توجه الصلاة والسجود والإكرام .
وعندما يبخر الكاهن المؤمنين الحاضرين كلا بمفرده، فهو يبخر صورة الله فيهم والمسيح الساكن والحي فيهم بالأسرار المقدسة وبصورة خاصة بالمناولة. ونحن نتقبل هذا الإكرام الموجه إلى الله فينا بوقوفنا وارتسامنا بعلامة الصليب اعترافا بهذه النعمة. فينبغي أن نعي ذلك ساجدين في قلوبنا للرب وشاكرين .
ثم إن هذا التبخير الخاص والشامل معاً يذكرنا بأننا جسد واحد في المسيح وشركة قديسين يجمعنا السجود الواحد والصلاة المشتركة المرتفعة إلى العلاء مع رائحة البخور الزكية من قلوب قد وحدتها حضرة الله ونعمته القدوسة .
هكذا يتخذ حضورنا في الكنيسة بعضاً من معناه، مؤلفين كنيسة المسيح له المجد.
الأب الياس مرقس
No Result
View All Result