
✤ عادات وتقاليد عيد الصليب ✤
تحتفل الكنائس المسيحية في هذه الايام في عيد رفع الصليب المقدس, وبهذه المناسبة الهامة تقام في الكنائس المختلفة في البلاد قداديس وصلوات خاصة, كما ويقام كذلك بهذه المناسبة في بعض البلدان مسيرات مختلفة تجوب شوارع القرى والمدن, حيث يرفع المؤمنون عدة رموز منها الشعل والصليب والرمان والحبق, لهذه الرموز والطقوس يوجد معنى خاص.
♱ لماذا نشعل النار في ليلة عيد الصليب
انها علامة بريدية استخدمها الإنسان في القرون الأولى للميلاد وذلك إعلانا بوصول أو بإتمام المهمة التي كان الناس يرتقبونها. فعندما اكتشفت القديسة هيلانة عود الصليب أبلغت الخبر لولدها الملك قسطنطين الأول الكبير لإشعال النار على قمم الجبال حتى وصلت الشعلة مكان تواجد الملك ومن أشهر هذه الجبال التي يتم اشعال النار فيها جبال معلولا في سوريا.
كما استخدمها المؤمنون عند وصول ومرور الصليب المقدس من مناطقهم والذي كان الفرس قد أخذوه مع الغنايم عندما غزوا أورشليم عام 614 وأعاده الملك هرقل سنة 628 من أيادي الفرس فكان المؤمنون يرمون النار بوصول الصليب حتى وصل الى أورشليم سنة631 باحتفال مهيب وما تزال هذه العادة متبعة في قرانا ومددنا المسيحية كما أضيفت إليها الاحتفال بإطلاق ألعاب نارية ورفع صلبان جميلة منيرة بمصابيح كهربائية مختلفة الأشكال على سطوح بيوتهم.
في عيد الصليب يشعل المحتفلون بالعيد “الأبابيل” ليلة العيد، و”الأبيلة” هي كومة ضخمة من المواد المشتعلة (حطب، أغصان جافة ويابسة، وحتى إطارات مطاطية) يكدسونها على البيادر وفي الكروم والأراضي القريبة، ويشعلون النار فيها، ويتنافسون في القفز من فوقها، وكم من “غرّة” شعر شابّ “شلوطتها” ألسنة اللهب، وكانوا يقفزون ويردّدون:
“ألليلة عيد الصليب، وشاين (كل شيء) فيّ يطيب!”، تيمّناً وإيماناً أن القفز من فوق “الأبيلة” يشفي ويحمي ويقي من الأمراض والأوجاع والأسقام، خاصّة إذا “تشلوط” شعر غرّته وشاط…!
♱ لماذا تُبارك الكنيسة الأرثوذكسية ثمار الرُّمان في عيد رفع الصليب المُحيي
من التقاليد الكنسيّة والشعبية الأصيلة والعريقة الخاصّة بعيد رفع الصليب المقدس أن يحمل المؤمنين معهم الى الكنيسة بعضاً من ثمار الرُمّان، ويقوم الكاهن في نهاية قداس العيد بمباركتها وتوزيعها عليهم.
انّ أصل هذا التقليد وجذورهُ تَمتدّ الى العهد القديم، حيث جاء قول الرب لشعبه: “وأوائلُ بواكيرِ أرضِكَ تأتي بها الى بيتِ الربّ الهك” (خروج 19:23). وقد لعبت التقوى الشعبية لدى الشعب الأرثوذكسي على بقاء أثر هذه التقاليد واستمرارها والحفاظ عليها، والتي الغاية منها التعبير عن شُكر الخالق الذي مَنَّ على الأرض بالأمطار واعتدال الأهوية التي آلَت الى الخِصب والنضوج والغلال الوافرة، فيُعلن المؤمنون من خلال تقديم بواكير ثمار الأرض ونتاجها عن فَضلِهم وامتنانهم للخالق على عطاياه وخيراته.
وفي الواقع يتزامن عيد رفع الصليب سنوياً مع بلوغ ثمار الرُمّان الى أوجِ نُضوجها وقطفها.
فالرمان هو عباره عن وحدة الكنيسه اي جماعة المؤمنين وان حبة الرمان تمثل الكرة الارضية وان مبنها الداخلي يمثل بلدان العالم الذي تفصله الحدود ولكن الذي يجمع السيد المسيح الملك، وان التاج الذي في رأسها هو تاج الملك تاج الرب يسوع حامي العالم ومخلصه. كما أنّ العُصارة الحمراء لحُبيبات الرُمان ترمز الى دم المسيح الذي سُفك على الصليب لأجل فداء الانسان، ويرمز أيضاً الى دم كل الشهداء عبر العصور الذين حملوا الصليب في حياتهم بايمان وقاسوا الاضطهادات والقتل متمثّلين بسيّدهم ومعلّمهم، فكانت “دماء الشهداء بذار المسيحية” وعاملاً قوياً في نموّها.
كانت العروس تقارن بالرمان، وكانوا يردّدون:
“بحبّ الانجاص وأكل الانجاص وبنات ارطاس حلوين يا أمي
بحبّ الرمان وأكل الرمان وبنات سلوان حلوين يا أمي”
ويروي الكتاب نفسه (155-156) قصة تحكي عن المجانين الذين أضاعوا أقدامهم، “فقد أُطلق سراح المجانين الفقراء لمدّة يوم، فذهبوا ليغسلوا أقدامهم في إحدى البرك، لكن أقدامهم تشابكت بحيث تعذّر عليهم فرزها، وجلسوا هناك حتى المساء عاجزين عن الوقوف والعودة إلى البيت لأنه لم يعرف أحد منهم أيّة قدم تخصّه، وأخيراً جاء شيخ حكيم، فأبلغوه بالمشكلة، وإذ كان معه قضيب من شجرة الرمان، ضرب كلّ واحد منهم بشدّة على قدميه، وإذا شعر كلّ مجنون بالألم تعرّف على قدميه وأخرجهما من الماء، ثمّ عادوا جميعهم إلى البيت شاكرين الله ومنقذهم وشجرة الرمان ومنافعها…”
✥ نبات الريحان (الحَبَق)
جرت العادة قديماٍ أن يحمل الاطفال يوم عيد الصليب الرمانه فوقها الريحانه والريحان فهو رمز لرائحة الصليب الطيبة واللون الاخضر هو رمز الحياة”. أما لماذا نبات الريحان؟
مضت سنوات كثيرة والصليب الكريم الذي صلب عليه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح مخفي في الأرض ولم يبحث عنه أحد من المسيحيين بسب الإضطهادات التي عانوها من الرومانيين، ولكن بعد أن توقفت الإضطهادات وانتصرت المسيحية في أيام الملك قسطنطين الكبير قامت أمه الملكة هيلانة بالتفتيش عن الصليب الكريم في القدس وبعد جهد كبير وجدته مدفونا مع صليبين آخرين على عمق كبير في التراب وتحت القمامة وكان ينمو عليه نبات الريحان.
أذ أنه عندما صلب اليهود المسيح اخذوا الصلبان الثلاثة التي صلب عليه السيد المسيح ملك الملوك ورب الارباب واللصين اخذ اليهود الصلبان الثلاثة ورموها في مكان لمكب الزباله فكان كلما كبوا الزبال فوق الصلبان بطلع مكانها ريحان وكانوا يشمون الريحان بدل الزباله.
✥ “البواحير”
من تقاليد وعادات عيد الصليب “البواحير” كما يسميها اللبنانيون، والتي مارسها الفلاحون الفلسطينيون أيضاً، في موسم الصليب، هي عبارة عن توقعات الطقس خلال الشهور الإثني عشر المقبلة، ومن طرقها مراقبة دقيقة للإثني عشر يوماً التي تسبق عيد الصليب، فإذا كانت “رطبة” كثيرة الندى، أدرك أن الشهور القادمة ستكون ماطرة، وإن كانت جافّة فستكون هذه الشهور قاحلة ممحلة. وقد يضع اثنتي عشرة كومة صغيرة من الملح على حافة السطح (أو على ورق التين!) ليلة عيد الصليب، وكلّ كومة تمثّل شهراً تالياً، ويتفحّصها في الصباح التالي، فالكومة التي يذوب ملحها سيكون “شهرها” ماطراً، أما الكومة التي لم يذب ملحها فسيكون “شهرها” جافّاً.
No Result
View All Result