
قصة وعبرة: “المسيح سيأتي”
في أحد الأماكن انتشر خبر أن المسيح سيأتي إلى تلك المدينة. المسيح نفسه. ومن هو الإنسان الصالح الذي سيأتي لزيارته.
كانت الأرملة ماريا تذهب بانتظام إلى الكنيسة، وتقرأ الإنجيل كل يوم، وتصلي، وتعيش حياة تقية، ولكنها كانت فخورة.
وتقول لنفسها: ”سوف يأتي إليّ المخلص، سيأتي بالتأكيد.”
نظفت المنزل، وأعدت الطعام. في انتظار المسيح. لقد أشعلت النار وطهت الطعام، وصنعت الخبز، وأعدت كل شيء، بالطبع، لأن المخلص سيأتي.
يأتي ابن جارتها الصغير ويقول لها:
– عمتي ماريا، بحق المسيح، تعالي وساعديني، أمي مريضة جداً. إنها تبكي، ولا أستطيع أن أرفعها.
-فقالت له: لا أستطيع! في أي ساعة يمكن أن يزورني الرب. وأنت وقح، تأتي إلى هنا بأحذية قذرة. إذهب!
لقد طردت الصبي بعيداً. عاد الصغير إلى المنزل، وتحسنت حالة والدته. الحمد لك يا رب!
وما زالت ماريا تنتظر، فقد آمنت إيماناً راسخاً بكلمة المسيح الحقيقية.
انتهى وقت الغداء. ولم يأتي الرب.
يأتي فلاح من قرية أخرى ويقول لها:
– ماريا، بقرتنا تريد أن تلد، ولكنه محبوس في بطنها لا يستطيع أن يخرج. هل تأتي وتساعديها في سبيل المسيح تقدري أن تساعدي الماشية.
– إذهب، الرب على وشك القدوم، وأنا في انتظار الرب.
لقد طردت ماريا الفلاح. عاد الفلاح إلى المنزل، ولدت البقرة وكان الأمر جيداً.
وماريا تنتظر المسيح، لقد تأخر الوقت بالفعل.
في المساء. يأتي شاب فقير ويقول:
-اسمعي يا عمتي، أنتِ أرملة منذ زمن طويل. هل تعطيني من ثياب زوجك، لقد تمزقت جميع ملابسي.
-ابتعد، إذهب من هنا بعيداً! أنا أنتظر المسيح.
حل الليل لا يوجد ضيف، المسيح لم يأت. ونامت ماريا.
في الحلم رأت المسيح فقالت :
– يا رب، أنا أؤمن بكلماتك الحقيقية، لأن كل كلمة منك صحيحة. وكما قالوا أن المسيح سيأتي، كنت أنتظرك.
يقول لها:
– نعم يا ماريا، لقد أتيت إليك أولاً من أجل حياتك التقية، ومن أجل حبك لهيكل الله. جئت إليك ثلاث مرات وطردتني ثلاث مرات.
-فقالت: يا إلهي، هذا لم يحدث.
– أجابها: هل تقرأي الإنجيل؟
– أكيد بشكل يومي.
-وإذا كان الأمر كذلك فاستمعي إلى ما كتب هنا: «كنت مريضاً فزرتموني». ” أنا من آتى إليك وليس ابن جارتك الصغير، أنا من آتى إليك، وأنت طردتني بعيداً.
– لم أعلم يا رب. ومتى كانت المرة الثانية؟
– في المرة الثانية جاء فلاح وتوسل إليك. لقد أرسلت ذلك الفلاح، وسمحت لتلك المشكلة مع البقرة أن تختبر إيمانك. “كنت محبوساً فأتيتم إليّ” وأرسلتني بعيداً.
– يا رب، لم أكن أعرف ذلك! والمرة الثالثة متى يا رب؟
– وفي المرة الثالثة أتيت إليك بملابسي الممزقة. “كنت عرياناً فكسوتموني”
وطردتني بعيداً
– لم أعلم يا رب!
كيف لم تعرفي! لأنه مكتوب: “بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” وأنت تقرأي الإنجيل.
هنا يا أخي، من هذه القصة، من هذا الدرس، اصنع لنفسك عبرة.
(من عظة ألقاها الأرشمندريت بولس، 24 حزيران 1985.)
No Result
View All Result