
تاريخ وشم علامة الصلـيب
قام الرومان، مثل الإغريق، بوشم العبيد والسجناء، وعادة ما يكتبون أحرف أو كلمات على جباههم، تشير إلى اِسم الجريمة، أو الإمبراطور، أو العقوبة، ويبدو أن الخيار الأخير كان الأكثر شيوعًا، لكنَّ المسيحيين، غيَّروا مفهوم الوشم، فبعد أن كان علامة عقاب، صار علامة مجد يفخرون بها! وعلامة دينية.
بعد فترة وجيزة من وفاة يسوع، عام 30 م، بدأوا في استعباد المسيحيين، ووشمهم بعلامات AM التي تعني: ad metalla، أو المحكوم عليهم بالعمل في المناجم، وهي عقوبة تؤدي إلى الموت، لم وأحياناً كانوا يستخدمون الكلمات: stizo، signum، أي وصمة عار في اللاتينية، لأن علامات المسامير على يدي يسوع وقدمه نتيجة صلبه، كانت عندهم بمثابة وصمة عار!
أما المسيحيون الذين لم يتم اِستعبادهم، فكانوا يقومون بوشم أجسادهم برموز ترمز للمسيح مثل: الأسماك أو الحملان، بالإضافة إلى وشم الصليب، الذي ظهر في أورشليم لتكريم موت المسيح، وقد كتب بروكوبيوس من غزة، وهو عالم لاهوتي عاش ما بين (475 – 538 م)، أنه وجد مسيحيين يعيشون في الأرض المقدسة، لديهم صليب موشوم على المعصم، وأشار إلى أن آخرين كتبوا على أيديهم: للرب.
والسكيثيون، هم شعب بدوي متنقل من أصول إيرانية، نزحوا من جنوب روسيا في القرن الثامن ق م، واستقروا حول البحر الأسود، عندما ضربهم الطاعون عام 600 م، كانوا يعتقدون أن الوشم يحميهم من المرض القاتل، وذكر المؤرخ ثيوفيلاكت سيموكاتا Theophylact Simocatta، المتوفي بالقسطنطينية عام 64م، أن المبشرين بالمسيحية، منهم من أوصوا بوشم جباه الشباب بعلامة الصليب.
وهناك من يرى أن هذه العادة، ترجع إلى عصر الاستشهاد، حيث كانوا يدقون على يد الطفل وهو رضيع علامة الصليب، وذلك من خوفهم على ابنهم أو ابنتهم أن يصبحوا غير مسيحيين.
حتى إذا اِستشهد الأب والأم، فإن طفلهما إذا أرسلوه إلى الحاكم، يعرف من خلال هذه العلامة تعرفه انه مسيحي.
ويرى البعض، أن هذه العادة ترجع الى أوقات الحروب، والتي كان ينتج عنها وفاة الآباء والأمهات، فيعرف الأطفال الذين لا يتكلمون دينهم، وبالتالي، لا يتم قيدهم فى الأوراق الرسمية على أنهم غير مسيحيين.
وفي عصر الحاكم بأمر الله الفاطمي (985- 1021م)، أمر بأن يتم وشم علامة الصليب على أيدى الأقباط للتمييز بينهم وبين المسلمين، والمنصور قلاوون المملوكي (1222- 1290م)، اِضطهد الأقباط وأمر ألاَّ يركبوا خيولاً أو بغالاً، بل الحمير، ولا يلبسوا ثيابًا غالية، لكنَّ الأقباط تمسكوا بإيمانهم، وصاروا يرسمون الصليب على أيديهم.
No Result
View All Result