
القديس فرنسيس الأسيزي … صديق الخليقة
وشاهد على محبَّة الله
القديس فرنسيس الأسيزي … ملهم السلام وصديق الطبيعة
اختبر القديس فرنسيس الأسيزي حضور يسوع المسيح المستمر في الخلق. كان قلبه ممتلثًا بمحبّة الله، فاستطاع أن يرى في كل خليقة قبسًا من عظمة الخالق وصدِّى لصوته. نظرته إلى العالم فاضت بالمحبّة والاعتراف بجمال حضور الله في كل الكائنات. من هذا العمق، ارتفع تسبيحه العفوي الذي جعل الطيور والحيوانات والرياح والمياه إخوة له يشاركونه المسيرة نحو الله.
تحرّر فرنسيس من حبّ التملّك والسلطة، فعاش الفقر طريقًا يفتح أمامه أبواب الحرّية الداخليّة. حين تخلّى عن غنى الأرض، انفتح قلبه على غنى جديد يقوم على علاقة حميمة مع الربّ، ما انعكس على تعامله مع الطبيعة التي أصبحت شريكةً في ترنيمة الحمد. فغدت الطيور جماعةً مسبِحةَ تعلن صلاح الله، حتى الذئب الذي أثار خوف القرى صار أخًا يمكن العيش معه في سلام.
الزمن المسيحاني الذي تحدّث عنه الأنبياء يتحقق عندما يسود السلام بين الإنسان والله، وبين الإنسان وأخيه، وبين الإنسان وسائر الكائنات. فرنسيس حمل هذا الواقع في حياته اليوميّة لأنّه ترك روح الإنجيل يطبع كيانه بعمق. لم يسع إلى السيطرة على شيء، واختار بناء علاقة احترام وتقدير مع الكائنات. لذلك، تحوّلت حياته إلى إنجيل مفتوح يذكّر الجميع بأنّ الخليقة عطيّة من الله ورسالة موجّهة إلى الإنسان تقوده إلى الخالق.
حين كان يرفع نشيده المعروف بتسبيح عناصر الطبيعة، كان يعبّر عن انسجام داخلي بينه وبين الكون. هذا الانسجام ولِد من يقين بأنّ المسيح القائم قد جمع في ذاته السماء والأرض (أف 10:1). لذلك، لم يعد هناك انفصال بين الصلاة والعمل أو بين الإنسان والمخلوقات.
خلاصة القول، اعتبر القديس فرنسيس أنّ الطيور والحيوانات والمياه والنار والشمس والقمر ترافق الإنسان في مسيرته نحو الله، وتشاركه تسبيح الخالق. فتحوّلت حياته إلى شهادة على أنّ الحبّ أقوى من العنف، وأنّ التواضع يفتح أبواب السلام، وأنّ الخليقة مدعوّة لتعكس الجمال الإلهي. إنّ النظر إلى تجربته يدعونا إلى تجديد علاقتنا مع الطبيعة، فنحيا معها في وئام، ونحفظها كأمانة تمينة من الله، ونشاركها نشيد المديح الذي يرفع قلوبنا نحو السماء.
(قلم غار)
معجزة الحيوانات:
سانت فرانسيس كان ينظر إلى الحيوانات باعتبارها إخوته وأخواته، وكان يصلي أن يساعد الله معه هذه الحيوانات. وعندما كان فرانسيس يتحدث ويستمع إليه أحد، كانت الطيور تتجمع أحيانًا. وبدأ فرانسيس يخبرهم بالطرق التي باركهم بها الله.
عندما كان فرنسيس يعيش فى عوبيو، مقاطعة بيروجيا، كان هناك ذئب يهاجم الناس والحيوانات الأخرى. التقى بالذئب وحاول ترويضه. هاجم الذئب فرنسيس، لكن فرنسيس صلى إلى الذئب وذهب إلى الذئب. استمع الذئب لأوامر فرنسيس، وأغلق فمه واستلقى عند قدمي فرنسيس. وعد فرنسيس أنه إذا وعد الذئب بعدم إيذاء الآخرين أو الحيوانات، فإن المواطنين سيطعمون الذئب بانتظام. لم يؤذ الذئب الناس أو الحيوانات مرة أخرى.
إن تمثال حديقة القديس فرانسيس مع الغزلان يذكرنا بالتواضع والقداسة التى يجب أن نسعى جميعًا لتحقيقها. نحن نحترم القديس فرنسيس لأنه يعيش حياة بسيطة. كان مكرمًا تمامًا للمسيح وحاول اتباع طريقه. غالبًاىما نجد صورًا للقديس فرنسيس محاطًا بالحيوانات لأنه مرتبط بالأرض والحيوانات. كما أنه مبشر عظيم ومؤسس العديد من أوامر الكنيسة الكاثوليكية.

No Result
View All Result