
الربّ يحفظ عظام الأبرار…
“الربّ يحفظ جميع عظامهم، لا يُكسَر منها واحد.”(مزمور 33:21)
فليطمئنّ الأبرار، فإنّ الله الساهر لا يغفل عنهم. هل يمكن للذي يرى كلّ شيء أن يفقد شيئًا أو ينساه؟ في يوم القيامة سيجمع الله أجسادهم كلّها ويُقيمها في مجدٍ غير فاسد.
كان المضطهدون يرمون أجساد الشهداء في البحر أو يدفنونها في حفرٍ عميقة أو يتركونها للطيور، لكنّ عناية الله رتّبت الأمور بحيث تقع رفاتهم في أيدي المؤمنين الذين يضعونها في صناديق ثمينة ويبنون فوقها الكنائس، وتفيض منها قوّة عجيبة.
هكذا شاء الله أن يُظهر للمؤمنين أولًا أنّه يحفظ عظام الأبرار، وثانيًا أنّه قد مجّدهم في ملكوته السماوي، وتشهد الكنيسة على الأرض بذلك من خلال قوة أجسادهم المقدّسة.
إنّ رفات القدّيسين هي عربون القيامة المجيدة المقبلة. وحتى إن أُحرِقت عظام بعضهم أو تحوّلت إلى رماد، أفلا يستطيع الإله القدير أن يجمعها ويحييها من جديد؟ يقول المخلّص: “وشعرة من رؤوسكم لا تهلك” (لوقا 21:18).
وإذا أردت أن تفهم “العظام” بمعنى الأعمال، فاعلم أنّ أعمال الأشرار كالدخان تزول، أمّا أعمال الأبرار فهي صلبة وباقية كالعظام القوية. فلا عمل صالح يضيع أبدًا، لأنّ الله يحفظها ليُظهرها كجواهر ثمينة أمام الملائكة والبشر في اليوم الأخير.
أيها الربّ الكليّ العلم، يا سيد الأبرار وحارسهم، زِد أعمالنا الصالحة بروحك القدّوس، لأننا بدونك لا نستطيع أن نصنع خيرًا. خلّصنا برحمتك لا بأعمالنا. لك المجد والتسبيح إلى الأبد. آمين.
للقِدِّيس نيقولاي فيليميروفيتش الصَّربيِّ
No Result
View All Result