
من الأعماق صرخت…
لا يقول من الأعماق تكلمت إليك، بل يقول من الأعماق صرخت إليك.
الإنسان الذي يشتعل قلبه بنار الحب الإلهي، الذي يصلي من الأعماق، يشعر أن حديثه مع الله ليس مجرد كلام لكنه مثل صراخ السرافيم. كما يصلي الكاهن فى القداس الإلهى ويقول عن الشاروبيم والسرافيم فى تسبيحهم للرب: {مترنمين ،وصارخين، وهاتفين، وقائلين…}، وكيف يصوتون؟!
ليس كما يصرخ ويصوِّت أهل العالم في شجارهم أو في إضجاجهم أو في حزنهم، ولكنه صراخ الحب، صراخ الانبهار بروعة الجمال الإلهي الأخاذ.. كما ينظر أحد منظراً جميلاً، فمن شدة الانبهار يصرخ أمام هذا المنظر. فهذا الصراخ صراخ المحبة مثل السرافيم. وكلمة ساراف كلمة عبرية معناها المتقد بالنار، وجمعها سرافيم إشارة إلى أن هذه الطغمة تتقد بنار الحب الإلهي. ويقول الكتاب إن الله هو “الصانع ملائكته رياحاً وخدامه نارًا ملتهبة” (مز104: 4). سواء كانوا يصرخون ويقولون : {قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت}، أو يرسلون تسبحة الغلبة والخلاص الذي لنا، أو أي نوع من التسبيح لكنهم يصرخون ويصوِّتون.
الإنسان عندما يتكلم بعاطفة يتكلم من عمق القلب، يصرخ من عمق مشاعره، ليس بفتور ولكن بقوة.
وأيضا على الجانب الآخر الإنسان الذى هو في عمق الخطية فإنه ينبغى أن يصرخ إلى الله بكل قواه لينقذه الرب ويخلصه قبل أن يضيع وتضيع أبديته..
No Result
View All Result