
من هو الحق
وقف السيد المسيح أمام بيلاطس الحاكم الروماني في أورشليم وقال له: “لهذا قد ولدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتى.
قال له بيلاطس: ما هو الحق؟” (يو18: 37، 38).
من المعروف في تعليم السيد المسيح أن الحق هو الله. فالآب في جوهره هو حق، والابن في جوهره هو حق، والروح القدس في جوهره هو حق.
لهذا قال السيد المسيح عن الآب السماوي: “الذي أرسلني هو حق” (يو7: 28).
وقال عن نفسه: “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6).
وقال عن الروح القدس: “روح الحق الذي من عند الآب ينبثق” (يو15: 26).
فالآب باعتباره هو المصدر أو الينبوع في الثالوث هو “مصدر الحق أو الحقاني” والابن هو “الحق” المولود منه، والروح القدس هو “روح الحق” المنبثق من الآب. ويشبه ذلك أن نقول عن ألقاب الأقانيم الثلاثة أن الآب هو “الحكيم” (رو16: 27)، (يه25)، والابن هو “الحكمة” (1كو1: 24)، (انظر كو2: 3)، والروح القدس هو “روح الحكمة” (إش11: 2)، (أف1: 17).
ونظرًا لأن الحق هو الله، فمن أراد أن يعرف الحق عليه أن يعرف الله المعرفة الحقيقية.
عن معرفة الآب قال السيد المسيح لليهود: “لو عرفتموني لعرفتم أبى أيضًا” (يو8: 19).
وعن معرفة الروح القدس قال: “روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم” (يو14: 17)
وعن معرفة الابن قال هو شخصيًا لتلميذه فيلبس: “أنا معكم زمانًا هذه مدته، ولم تعرفني يا فيلبس! الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟” (يو14: 9).
وقال لتلميذه توما: “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبى أيضًا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه” (يو14: 6، 7). لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح: “الذي هو صورة الله غير المنظور” (كو1: 15)، أي أننا نستطيع أن نرى الله حينما نرى السيد المسيح
…..أبائيات…..
No Result
View All Result