دير مار إلياس – بيت لحم
هو دير للروم الأرثوذكس في جنوب القدس، على تلة مطلة على بيت لحم وهيروديوم، بالقرب من الخليل. يقف كأنه قلعة على تل الذي يمكن أن يرى كل من القدس وبيت لحم. يقع دير مار الياس على بعد 5 كم إلى الشمال من مدينة بيت لحم في الطريق إلى القدس.
أصل الاسم حسب التقاليد
بحسب التقليد المسيحي، استراح إيليا هنا بعد هروبه من انتقام إيزابل. ويقال أيضًا أنه مكان دفن أسقف بيت لحم اليوناني إلياس الذي توفي عام 1345، والقديس إلياس، الراهب المصري الذي أصبح بطريركًا على القدس عام 494.
تقليد مسيحي آخر هو أن مريم استراحت تحت شجرة التوت الكبيرة التي تنمو شمال الدير عندما كانت تهرب من هيرودس، الذي أمر بإعدام جميع أطفال بيت لحم.
هجوم إطلاق نار عام 1956
من التل شرقي الدير، في عام 1956، أطلق جندي أو عدة جنود أردنيين النار على مجموعة من علماء الآثار الإسرائيليين كانوا يزورون مواقع التنقيب عبر الوادي في رمات راحيل، مما أسفر عن مقتل جاكوب بينكرفيلد وثلاثة آخرين، وإصابة 16 آخرين.
خلال حرب الأيام الستة عام 1967، اجتاح جيش الدفاع الإسرائيلي بسرعة الدفاعات الأردنية حول الدير في طريقه إلى بيت لحم والخليل. بعد عام 1967، أعيد تسمية الارتفاع، المعروف باسم تل إيليا، باللغة العبرية باسم جفعات هأربعة، تلة الأربعة، تكريما للضحايا الأربعة الذين قتلوا في حادثة عام 1956.
مقعد هانت؛ البساتين
يواجه الدير مقعدًا حجريًا أقامته زوجة الرسام ويليام هولمان هانت (1827-1910)، الذي رسم بعض أعماله الرئيسية في هذا المكان. المقعد منقوش عليه آيات كتابية باللغات العبرية واليونانية والعربية والإنجليزية.
تاريخيا
تأسس دير مار الياس في القرن السادس ميلادي فوق أطلال كنيسة بيزنطية. وفي ذلك الزمان، تحديدا بين القرنين الرابع والسابع، كانت فلسطين مركزا هاما للرهبانية، حيث قصدها أبرز الرهبان من جميع أنحاء المنطقة ليعيشوا في الكهوف أو ينضموا لمئات الأديرة التي كانت منتشرة فيها، ويمارسوا الروحانية وأعلى مستويات القداسة. يقع دير مار الياس على بعد 5 كم شمال بيت لحم، ويخضع لكنيسة الروم الأرثوذكس اليونانية.
شهد دمارا خلال اجتياح الفرس عام 614 ميلادي، وأعيد بناؤه وتدميره مرات عدة إلى أن استقر على هيئته الحالية منذ القرن الثاني عشر: شبه قلعة قائمة في موقع استراتيجي بين مدينتي بيت لحم والقدس، تمكنت من جذب العمليات العسكرية خلال حربي 1948 و1967. في الثاني من آب من كل عام، يصادف ذكرى عيد مار الياس، وتشهد المنطقة احتفالات فخمة حيث يقوم بطريرك القدس ووجهاء مقدسيين من الطوائف المسيحية بالتوقف في مار الياس ومن ثم يقصدون كنيسة المهد في بيت لحم.
في الثاني من آب من كل عام، يصادف ذكرى عيد مار الياس، وتشهد المنطقة احتفالات فخمة حيث يقوم بطريرك القدس ووجهاء مقدسيين من الطوائف المسيحية بالتوقف في مار الياس ومن ثم يقصدون كنيسة المهد في بيت لحم.
دير مار الياس على الطريق بين القدس وبيت لحم
هذه الكنيسة القديمة مبنية في المكان الذي هرب اليه النبي ايليا من وجه الملك آخاب وزوجته ايزابيل، اللذين أرادا قتله بعدما سمع الله صلاته، وتحدى ايليا انباء البعل وأنزل ناراً من السماء وأكلت ذبيحة التقدمة التي قدمها على جبل الكرمل.”وأخبر آخآب إيزابيل بكل ما عمل إيليا، وكيف أنه قتل جميع الأنبياء بالسيف فأرسلت إيزابيل رسولا إلى إيليا تقول: هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد، إن لم أجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غدا فلما رأى ذلك قام ومضى لأجل نفسه، وأتى إلى بئر سبع التي ليهوذا وترك غلامه هناك. ثم سار في البرية مسيرة يوم، حتى أتى وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه، وقال: قد كفى الآن يا رب. خذ نفسي لأنني لست خيرا من آبائي واضطجع ونام تحت الرتمة. وإذا بملاك قد مسه وقال: قم وكل فتطلع وإذا كعكة رضف وكوز ماء عند رأسه، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك، فقام وأكل وشرب، وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارا وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب. ودخل هناك المغارة وبات فيها. وكان كلام الرب إليه يقول: ما لك ههنا يا إيليا”.(سفر الملوك الاول الاصحاح التاسع عشر)
التصميم المعماري:
اتخذ التصميم المعماري للمبنى شكلاً مميزا فهو يشبه إلى حد ما القلاع، كما بني في موقع استراتيجي بين مدينتني بيت لحم والقدس، ويرتفع 817 مترا فوق سطح البحر، ويحتوي على العديد من الغرف والساحات، وتقع الكنيسة في الطابق الارضي من البناء.
يصف المؤرخ واصف جوهرية دير مار إلياس قائلا إنه “من أعظم وأضخم الأديرة المعروفة التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس، وفيه الغرف العديدة والساحات السماوية الفسيحة، وتقع الكنيسة في الطابق الأرضي منه، وله وقف خاص من حوله غابات الزيتون القديم الروماني”.
ويضيف أن “عملية عصر الزيتون فيه مشهورة”، ويصف ناتجها بأنه من “الزيت الأصلي النظيف الصافي الذي يباع دائما بأسعار أكثر من سعر الزيت الآخر في البلاد”.
معالم دير إلياس
يوجد داخل الدير قبر إيليا، أسقف بيت لحم اليوناني، الذي توفي عام 1345م. وبالقرب من الدير توجد كنيسة كاتيزما، التي كانت محطة وقوف للقوافل ما بين بلاد الشام ومصر، وهي من الكنائس المميزة بشكلها الثماني.
وإلى الجنوب من الدير، يمكن رؤية مقاطع من قناة السبيل، التي كانت تنقل المياه من برك سليمان قرب بيت لحم إلى القدس.
يواجه الدير مقعدا حجريا أقامته زوجة الرسام البريطاني وليام هولمان هانت (1827-1910)، الذي رسم بعض أعماله الرئيسية في هذا المكان، وهو مقعد منقوش عليه آيات كتابية باللغات العبرية واليونانية والعربية والإنجليزية.
وتحيط المستوطنات الإسرائيلية بالدير، مثل “رمات راحيل” التي شهدت معارك قوية عام 1948، وقبالته خربة طبالية الأثرية، وهي جزء من بلدة بيت صفافا، وقد تحولت إلى موقع باسم “تلة الطيار”.




















