
مقطتفات من تفسير الصلاة الربانية
الصلاة الربانية يا إخوتي، بحسب القديس مكسيموس تحوي سبعة موضوعات سامية:
*اللاهوت
*البنوة
*المساواة مع الملائكة
*غبطة الحياة السرمدية
*إعادة إحياء الطبيعة البشرية
*إبادة شريعة الخطيئة
*إبطال طغيان الشيطان.
تشتمل صلاة «أبانا…» في بَدئِها اللاهوت والبنوة، بما أنَّها تُعلِّمُنا في الوقت عينه أن الله هو بالطبيعة أب للابن ومبثق الروح القدس والله بحسبِ الخَلقِ ،والنعمة أبونا ونحن أبناؤه.
وتتضمن عبارة لتكن مشيئتك كما في السماءِ كذلك على الأرض فكرة المساواة مع الملائكة، إذ بهذه الكلمات نطلب الاتحاد مع الملائكة، فتماما كما تعمل ملائكةُ السماءِ مشيئة الله في السماء، كذلك علينا أيضًا أن نعمل مشيئته نحن الذين على الأرض.
وعبارة «خبزنا الجوهري أعطنا اليوم» تتضمن موضوعَ غبطة الحياةِ السرمدية. والعبارة واترك لنا ما علينا كما نترك نحنُ لَمَن لنا عليه تشهد على إصلاح الطبيعة البشرية ووحدتها، لأنَّه عندما نغفرُ لأعدائنا، نُمسي متَّحدينَ وغير منقسمينَ جراء الاختلاف في الرأي والمشيئة.
وإبعاد الخطيئة عنا يتجلى بعبارة لا تُدخلنا في تجربة، فبقولنا هذا نطلب ألا ندخل في تجربة ناتجة عن شريعة الخطيئة. أما عبارةً لكن نجنا من الشرير فتعبر عن إبطال طغيان الشيطان وإبادته.
يُسمى تعليم ربَّنا هذا ،صلاة لأنه يشتمل على كل ما يـ للإنسان طلبه من الله وكل ما هو موافق أن يغدقه على الإنسان. فالصلاة هذه هي ذات ثلاثة أجزاء: (۱) تمجيد الله وتسبيحه (۲) شكرانُ اللهِ على بركاته الماضية والحاضرة والمستقبلية (۳) تضرعات من أجل غفرانِ خطايانا وخطايا إخوتنا كما وابتهالات أُخرى متنوعة. وكما أشرنا سابقًا، تحوي الصلاةُ الربَّانيَّةُ سبعة موضوعات. والسؤال الذي يُطرح، لماذا «سبعة»؟ هذا لأنَّه يُسمح للإنسان أن يسأل الله ويُستجاب له في هذا الدهر الحاضر أي السابع، أما في الدهر الثامن أي الدهر الآتي فلن يسعنا القيام بهذا، لأنَّه عندئذ لن يكون الوقتُ وقتَ عمل بل المجازاتنا على أفعالنا.
من كتاب المناولة المتواترة لأسرار المسيح الطاهرة
القديس نيقوديموس الآثوسي
No Result
View All Result