
إلى طفل صغير يريد سماع قصة عيد الميلاد ..
سنروي القصة التي رواها لنا العرب الارثوذكس من بيت جالا بالقرب من بيت لحم .
بالسنوات القديمة جدا وقبل ميلاد المسيح بوقت طويل …
كان هناك رجلا يدعى يسي ابن عوبيد حفيد بوعز وراعوث ,وكان ليسي ثمانية ابناء أضغرهم داود يرعى الغنم ,كان هذا الراعي وسيم شجاع قوي بشكل غير عادي كلما أمسك أسد أو دب يخطف الغنم من يد الوحوش ثم يقتل الوحش ,كان راعي صالح ويحترم والده جدا ..
لكن في أحد الأيام الحارة ,أغنام داود ترقد في ظل أشجار الزيتون , ولأن الشمس كانت حارقة دخل داود أحد الكهوف التي بجانب الغنم, استلقى لأخذ الراحة لكن سرعان ما غلبه النعاس .
ما لبث داود أن شعر ببرودة في يديه ففتح عينيه وإذ بثعبان ضخم ملتف على صدره وبدأ يلتف على يديه , فتح الثعبان فمه وأخرج لسانه وعينيه تلمعان كالجمر في وسط الكهف ..
داود كان خائفا ووضعه ميؤوس لأن أي حركة من يده أو رأسه فسيلدغه الثعبان حتماً ..
فصرخ في قلبه بألم :
لا تتركني يا رب يا إلهي لا تتباعد عني , أسرع لنجدتي يا فادي من حزني الثقيل وما إن نطق بهذه الكلمات حتى أشرق نور غريب في زاوية من زوايا الكهف وفي وسط النور كانت سيده جميلة تحمل طفلا رائع الجمال بين يديها جالسة بوقار, الطفل كان جميلاً جدا لدرجة أن داود لم يرى طفلاً بهذا الجمال …
فجأة نهض الطفل من حضن أمه ونظر الى الحية بنظرة صارمة وعيناه كشعاعين من البرق فمد الطفل اصبعه نحو باب الكهف آمراً الحية بالخروج ..
بثانية توجهت الحية للمدخل خارجة من الكهف ,وقف داود أمام السيدة وطفلها وأراد أن يشكرهما على انقاذه وبمجرد أن نطق بكلمات الشكر لم يرى شيئاً ولكن رائحة الطيب القوية ملأت الكهف ..
لم يستطع داود أن ينسى هذا الحدث العجيب , مقدراً له أن يكون ملكاً , ألف انشودتين رائعتين الى أجمل البشر والى الملكة بثوبها الذهبي يعزفهما على قيثارته في أورشليم ..
خمن ما هو هذا الكهف ؟؟! وما هي تلك الحية القديمة ؟؟! ومن كانت تلك السيدة ؟؟! ومن هذا الطفل العجيب ؟؟!سيولد المسيح …
من كتاب (( الطريق بدون الله لا يطاق ))
No Result
View All Result