عيد خطبـة مريم العذراء للقديس يوسف (23يناير)
كما يذكرنا التقليد الكنسي أن العذراء مريم لما أكملت من العمر ثلاث سنوات قدّمها أبواها يواقيم وحنة إلى الهيكل إتماماً لنذرهما
وفي السنة السادسة من عمرها توفى أبوها وبعد ذلك بسنتين توفيت أمها أيضا.
ولهذا فقد قضت طفولتها فى الهيكل حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها.
وهنا كان يلزم طبقاً للتقاليد أن تترك الهيكل، وهنا ظهر دور القديس يوسف بن يعقوب الذي من الناصرة فى حياة مريم.
ولـمّا كانت العذراء يتيمة الأبوين لذا كان من الضرورة أن يتولى رئيس الكهنة أمر خطبة مريم.
ويخبـرنـا التقليد أيضاً من خلال بعض الكتب الغير قانونية أن رئيس الكهنة لما رأى بأن الزمان قد حان لتخطب مريم أعلن ذلك فجاء طالبوها عديدين من نفس السِبط الذى تنتمى له العذراء مريم وهو سِبط يهوذا،
وعندئذ أخذت عصيّهم وكتب أسماءهم عليها ليختار الرب من بينهم من يصلح لآمته مريم. وقد لجأوا لهذه الطريقة والتى لجأ اليها موسى حينما أرشده الرب الى إختيار هارون رئيس الكهنة
وتم هذا بالفعل كما جاء فى سفر العدد :
“فإذا عصا هارون التى هى لبيت لاوي قد أفرخت فأخرجت براعيم أزهرت وأنضجت لوزاً“(العدد 8:17).
فبعد ان وضعوا العصي فى الهيكل استقرت حمامة على عصا يوسف بن يعقوب النجار وقيل انها افرخت. الـمهم انه كانت هناك علامة إلهية لهذا الإختيار وبالفعل تم عقد الخطوبة ما بين مريم ويوسف،
ومنذ ذاك الوقت أخذها يوسف الى بيته فى الناصرة بعد أن طلب منـه الـملاك ذلك فى حلم (متى24:1).
وتلك الخطوبـة قد اشارت إليها آيات الكتاب الـمقدس:”
أرسل الـملاك جبرائيل من قبل الله الى مدينة فى الجليل تسمى ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود واسم العذراء مريم“(لوقا26:1-27)
“وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لأنه كان من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى“(لوقا4:2-5).
وما كان ليوسف أن يأخذ مريم الى بيته ما لم يعقد الكهنة عليهما
عقداً رسمياً وفقاً للشريعة.

















