
ساعة سجود
«القربان المقدّس: جرح الحبّ المفتوح في قلب الكنيسة»
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
لنتّحد بالملائكة ومع الأرواح السّماوية وجميع القدّيسين التي تعبد اللّه العلي وتُسبّحه وتُحبُّه في القربان المقدس وليكُن إتِّحادنا إتِّحادًا روحيًّا مع أمِّنا مريم العذراء لكَي يَقبل اللّه صَلاتُنا. آمين
*صمت…موسيقى*
1- «أمام الحبّ المنفيّ»
يا يسوع القربان، أنت لست فقط حاضرًا…أنت منفيٌّ حبًّا. اخترت أن تبقى في صمت الخبز، لأنّ الحبّ الكامل لا يفرض نفسه، بل ينتظر أن يُكتشف. في القربان، أنت لا تطلب أن نفهمك، بل أن نسمح لك أن تدخل. العقل يقف عند حدود السرّ، أمّا القلب المتواضع فيَعبُر.
المَنّ في البرّية سقط كلّ صباح، لكن شعبك مَلَّ منه وقال: «قد سئِمَتْ نفوسُنا»؛ وأنت، يا رب، لا تُغيّرك خيانتنا الصامتة، تبقى أمينًا، حتى عندما نُصبح نحن عابرين.
في القربان، تسلّم ذاتك بلا دفاع. تضع نفسك بين أيدينا، وتقبل أن تُستقبل ببرودة، أو تُتناول بلا توبة، أو تُترك وحيدًا في كنائس مغلقة القلوب. أيّ إله هذا الذي يخاطر بحبّه كلّ يوم؟
القربان هو جرح الله المفتوح في قلب الكنيسة. من يقترب بصدق، يشعر أنّه مكشوف أمام حبّ لا يُطالَب، بل يُقدِّم نفسه حتى النهاية. وهنا يبدأ الوجع المُقدّس: أن نَكتشف كم نحن محبوبون، وكم نحن بُخلاء في رَدّ الحبّ.
يا يسوع، في حضرة القربان نُسقِطُ الأقنعة. لا يعود لنا ما نُقدّمه سوى فِقرُنا، ولا يبقى لنا ما نَفتخر به سوى احتياجنا إليك. وهذا هو السرّ: أنت لا تطلب قوّتنا، بل ضِعفُنا المُسَلَّم.
عندما نقول «آمين» في المناولة، نحن لا نوافق فقط على حضورك، بل نُوقِّع عهدًا صامتًا: أن نصير ما نتناول. أن نُكسَرَ معك، أن نُعطى معك، أن نَصمت حين يلزم، وأن نُحبّ حتى الاختفاء. لو عرف العالم هذا السرّ، لما احتاج إلى إقناع، بل إلى ركوع. ولما كانت الكنائس أماكن عبادة فقط، بل مواقد نار لا تَنطفئ.
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
لو يدرك العالم أهميّة مناولة القربان المقدس ووجود يسوع بالقربان لما كانت شرطة العالم كلها ستستطيع أن تضبط النظام في الكنائس بسبب تهافت المسيحيين ليلاً نهار (القدّيسة تيريزا الطفل يسوع)
اغفر لنا يا رب لأننا مررنا أمام مذابحك بلا توقّف، ودخلنا كنائسنا بلا دهشة، وتناولناك أحيانًا بلا شوق. أيقظ فينا جوعك، وأعد إلينا رهبة حضورك، علّمنا أن نراك في القربان كما رآك القدّيسون: نارًا تحرق، ونبعًا يروي، وقلبًا ينتظر.
إجعل كنائسنا عامرة لا بالضجيج، بل بالسجود، ولا بالكثرة فقط، بل بالعطش الحقيقي إليك. يا يسوع لو عرفناك حقّ المعرفة، لصارت حياتنا كلّها مناولةً دائمةً وحبًّا بلا حدود. آمين.
*صمت…موسيقى*
2-«حين يصير النور خبزًا»
في البدء قال الله: «ليكن نور» فكان نور (تك 1: 3). الشمس لم تُخلق إلاّ في اليوم الرابع، الكتاب يريد أن يعلّمنا أنّ النور أسبق من الجِرْم، وأنّ الحياة لا تقوم فقط على ما نراه، بل على كلمة الله التي تُعطي الوجود معناه.
وفي مسيرة الشّعب، في البرّية، عمود النار ليلًا وعمود السحاب نهارًا (خر 13: 21). النور الحقيقي لم يكن فوقهم، بل أمامهم، يسير معهم، يحميهم من الضياع أكثر ممّا يحميهم من الظلمة. وفي الخيمة، كان هناك نور لا ينطفئ: سراج المَنارة أمام الربّ (خر 27: 20–21). ليس ليُضيء المكان فقط، بل ليعلن أنّ الله حاضر، وأنّ الحياة تنطفئ إن انطفأ حضوره.
القدّاس، هو استمرار لهذا النور غير المنظور: ذبيحة، حضور، نور يحفظ الشعب من موتٍ أعمق من العتمة.
في ملء الزمان، لم يقل الابن: «أنا شمس العالم»، بل قال: «أنا نور العالم» (يو 8: 12). نورٌ لا يغيب عند المساء، ولا تحجبه الغيوم، ولا ينطفئ عند الصليب. وفي الإفخارستيا، هذا النور لا يسطع في السماء، بل ينكسر في الخبز. الشمس تُنير من بعيد، أمّا القربان فيسكن فينا. الشمس تحفظ الحياة البيولوجيّة، أمّا القدّاس فيحفظ حياة العالم. من دون الشمس تموت الأرض ببطء، لكن من دون الإفخارستيا يموت الإنسان من الداخل، وتجفّ المعاني، وتصير الحياة حركة بلا اتجاه.
القدّاس هو قلب الزمن، المكان الذي فيه تلتقي السماء بالأرض، ويُحمل العالم كلّه على المذبح كما كان يُحمل الحمل على خشبة الصليب. لهذا قال القدّيس بادري بيو:“إنّ غياب الإفخارستيا أخطر من غياب الشمس، لأنّها غياب الحبّ المتجسّد عن قلب الخليقة”.
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
يا يسوع، أيها القدوس غير المخلوق، والخبز المنكسر من أجل حياة العالم، نقف أمامك كما تقف الأرض أمام شمسها، لكنّنا نعلم أنّك أعظم من كلّ نور،
وأقرب من كلّ ضياء.
إن غابت الشمس، يبقى الرجاء. أمّا إن غاب القدّاس، فتبقى الأجساد حيّة
والقلوب يتيمة. اغفر لنا يا رب لأننا تعاملنا مع الإفخارستيا كعادة لا كضرورة،
وكواجب لا كحياة، وكطقس لا كنبض يوميّ للعالم.
علّمنا أن نفهم أنّ المذبح هو مركز الكون، وأنّ خبز الحياة هو ما يمنع الخليقة من السقوط في العدم. اجعل قرابيننا المقدّمة على مذابحك شروقًا جديدًا للنور الحقيقي، واجعلنا نحن أرضًا تعرف أنّ حياتها منك.
يا يسوع الإفخارستي، لا تسمح أن نعيش يومًا واحدًا وكأنّ الشمس تكفينا، علّمنا أن نجوع إليك أكثر ممّا يتوق الأعمى إلى النّور.
لك المجد، يا من بك تقوم الشمس، وبك يقوم العالم، وبك تحيا الكنيسة
إلى أبد الآبدين. آمين.
*صمت…موسيقى*
3-«من الانحناء إلى الحياة»
في الكتاب المقدّس، العلاقة بين الله والإنسان لم تُبْنَ على التفاخر، بل على الانحناء. إبراهيم سجد للأرض أمام الربّ (تك 18: 2)، وموسى خلع نعليه لأنّ الأرض صارت مقدّسة بحضور الله (خر 3: 5).
الاقتراب من الله كان دائمًا فعلَ تواضع، لا استحقاق. وفي الهيكل، لم يكن العبد يدخل ليُثبت قيمته، بل ليعترف أنّ حياته كلّها تستمدّ معناها من قربه من الربّ. حتّى الكلاب، التي كانت تُعدّ نجسة في المفهوم القديم، كانت تعيش على فتات الموائد وهذا الفتات لم يكن احتقارًا، بل علامة اعتمادٍ كامل على السيّد.
السجود إذًا، ليس سقوطًا في الذلّ، بل عودة إلى الحقيقة: أنّ الله هو السيّد،
وأنّ الحياة خارج قدسه فراغ. في الإنجيل، يبلغ هذا العمق ذروته في المرأة الكنعانيّة التي قالت: «والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها» (مت 15: 27). لم تطلب مكانًا على المائدة، بل اكتفت بالقرب.
وهذا القرب فتح باب المعجزة. والقدّيس جان ماري فيينيه بقوله: (فرحتي ونشوتي هي أن ألقي بنفسي على أقدام بيت القربان كمثل الكلب الذي يلقي بنفسه عند أقدام سيده). خوري آرس لم يُشَبِّه نفسه بالكلب احتقارًا، بل إعلانًا للحقيقة الإنجيليّة: أنّ أعظم فرح للإنسان هو أن يكون عند أقدام سيّده، بلا مطالب، بلا كلام، بلا دفاع عن الذات.
في القربان المقدّس، الله يطلب قلوبًا منطرحة. الكلب لا يناقش سيّده،
ولا يشرح إخلاصه، بل يحيا من حضوره. وهكذا النفس الساجدة: لا تطلب تفسير السرّ، بل تسكن فيه.
بيت القربان ليس مكانًا تُقال فيه الكلمات، بل موضع تُسلَّم فيه الحياة.
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
يا يسوع القربان، سيّدنا وإلهنا، نأتي إليك بلا استحقاق، ولا نطلب سوى أن نكون عند قدميك. لا نحمل فضائلنا، بل فقرنا، ولا نقدّم أعمالنا، بل عطشنا إليك. علّمنا أن نفرح بالسجود، وأن نجد نشوتنا في الصمت، وأن يكون قربك
أعظم مكافأة نطلبها. إن كنا لا نستحقّ المائدة، فاجعلنا نكتفي بالعتبة. إن كنا لا نفهم السرّ، فاجعلنا نثق بالمحبّة.
يا يسوع،
كما ينتظر الكلب نظرة سيّده، ننتظر حضورك، نرتاح في صمتك، ونحيا من نظرتك إلينا. اجعل من بيت القربان موطن قلوبنا، ومدرسة تواضعنا، ونبع فرحنا الخفيّ. علّمنا أن لا نطلب شيئًا إلا أن نكون معك، وأن لا نغادر أقدامك، حتّى تصير حياتنا كلّها سجودًا دائمًا. لك المجد أيّها السيّد، الذي في حضرته يصير الفقر غنى، والسقوط اقترابًا، والصمت حياة. آمين.
*صمت…موسيقى*
4-«القربان الأقدس: دهشة الملائكة وامتياز الإنسان»
الملائكة، في الكتاب المقدّس، هم خدام الحضور الإلهيّ، «مُرسَلون لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص» (عب 1: 14).
يقفون أمام وجه الله، يغطّون وجوههم بأجنحتهم، ويهتفون: «قدّوس، قدّوس، قدّوس» (أش 6: 3). لكنهم، على عظمة خدمتهم، لا يلمسون المذبح، ولا يحملون الذبيحة.
في العهد القديم، كان الله يقبل الذبائح التي يقدّمها البشر، لا لأنّها كاملة،
بل لأنّ الإنسان هو المدعوّ إلى العهد. كلّها كانت تُمسك بأيدي بشرية. الملائكة يرافقون، لكن الإنسان هو الذي يقف عند المذبح. وهكذا يظهر سرٌّ خفيّ: الله لا يكتفي بخدمة السماء، بل يطلب مشاركة الأرض.
في ملء الزمان، لم يتجسّد الابن ملاكًا، بل إنسانًا. لم يتّخذ طبيعة النور غير الجسدي، بل جسدًا من لحم ودم. وهنا يكمن السبب العميق لقول القدّيس كولبي: “لو حدث وشعرت الملائكة بالغيرة من بني البشر الذين هم على الأرض فسيكون لتلك الغيرة سبب واحد ألا وهو القربان الأقدس”
في الإفخارستيا، الملائكة يسجدون، أمّا الإنسان فيتناول. هم يحيطون بالمذبح بخشوع، أمّا الإنسان فيُعطى الله ذاته طعامًا. الملائكة يسبّحون الدهر كلّه، لكن لم يُقَل لهم يومًا: «خذوا فكلوا». هذا الأمر وُجّه إلى بشرٍ ضعفاء، خاطئين، جائعين إلى الرحمة.
إنها ليست غيرة نقص، بل دهشة حبّ: كيف يسمح الله أن يسكن في الإنسان، وأن يدخل قلبه، وأن يثق بجسد هشّ ليكون مسكن حضوره؟
القربان الأقدس هو المكان الوحيد الذي فيه يلتقي السجود الملائكي بالمناولة البشرية. السماء تقف، والأرض تأكل. الملائكة تنظر، والإنسان يُلمَس من الداخل. وهذا هو سرّ الكرامة المُخيفة: أن نحمل في داخلنا من ترتعد أمامه القوات السماوية. إن كان للملائكة أن «تغار»، فليس لأننا أسمى منهم، بل لأنّ الله اقترب من ضعفنا أكثر ممّا اقترب من قوّتهم.
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
يا يسوع الإفخارستي، إله السماء والأرض، نقف أمامك كما تقف الملائكة،
لكنّنا نعلم أنّك دعوتنا إلى قربٍ لم يُعطَ لغيرنا. نرتجف لأنّك حاضر معنا، ونرتجف أكثر لأنّك تريد أن تسكن فينا.
اغفر لنا لأننا استهَنّا بما تشتاق إليه السماء، وتناولنا بلا رهبة ما تسجد له القوات العلويّة. علّمنا أن نعيش المناولة كما لو كانت السماء مفتوحة، وكما لو أنّ الملائكة تتعلّم منّا معنى الاتّحاد. يا رب، اجعل قلوبنا مذابح حيّة، وأجسادنا خيام حضورك، وحياتنا نشيد شكرٍ دائم. نسبّحك مع الملائكة، لكننا نحبّك كأبناء، ونتناولك كجائعين إلى الخلاص.
لك المجد يا من رفعت الإنسان إلى حيث لم تجرؤ الملائكة أن تطلب،
وأعطيت الأرض ما لم تحتمله السماء. آمين.
*صمت…موسيقى*
5-«الإفخارستيا وإكرام العذراء»
في العهد القديم؛ الأنبياء، مثل أشعياء، أشاروا إلى أنّ الطاعة والرحمة أهم من الذبائح (أش 1: 11–17)، معلّمين أنّ الحبّ لله والحياة المتواضعة أعمق من أي طقس خارجي.
القربان إذًا ليس مجرّد فعل خارجي، بل دعوة للإنسان ليكون مركزه الله،
ويعترف بأن كل حياته تتغذّى من حضوره، وأن كل فعل عبادة هو انعكاس لمحبته وغفرانه.
في الإنجيل؛ القربان المقدس يكمل هذا السرّ: يسوع حاضر معنا كخبز الحياة (يو 6: 51)، كحقيقة حيّة وفعّالة، يجعل الإنسان جزءًا من حياته ومحبته وتناوله هو عمود أحد قطبيّ العالم بحسب قول القديس دون بوسكو: “تناول القربان عمود أحد قطبيّ العالم؛ أمّا الثاني فهو إكرام العذراء مريم”
العذراء مريم، هي القطب الثاني، الإنسانة التي قبلت بأن تكون بيت الله الحي، المطيعة التي حملت في رحمها الكلمة المتجسّد، القديسة التي صارت مثالًا للثّقة والطاعة والوفاء (لو 1: 38).
معًا، القربان والعذراء يشكّلان محور الحياة الروحية: القربان يعطينا حضوره الحقيقي هنا والآن، مريم تعلمنا كيف نقبل هذا الحضور بالإيمان والخضوع.
تأمل الحبّ الذي يسكن بيننا وتذكّر أنّك مدعوّ لتكون مشاركًا في حياته، دع قلبك يخشع أمام هذا السرّ ليسكن فيه.
ثم وجه قلبك إلى مريم، وتعلم منها كيف يكون القلب مفتوحًا بالكامل،
كيف يقبل الإنسان إرادة الله في حياته، وكيف يُكرّس نفسه للرب كما كرّست هي نفسها.
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
يا يسوع الإفخارستي، في حضرة محبّتك الأبدية، نقف أمامك بخشوع، ونعترف بأنك مصدر حياتنا، غذاؤنا، وقوتنا الروحية.
يا مريم الطاهرة، أمّ المسيح وأمّ الكنيسة، علّمينا كيف نفتح قلوبنا لكلمة الله، كي نعيش بالإيمان والخضوع، ونكون شركاء في سرّ الخلاص.
لك المجد، يا يسوع الحاضر في كل مكان، ولك الثَّناء والإكرام يا مريم، أمّ النور. آمين.
*صمت…موسيقى*
6-“سلّم السماء”
في سفر الخروج، عندما سار شعب إسرائيل في البرية، كان الله يرسل لهم المنّ من السماء (خر 16)، ليعلّمهم أنّ الحياة ليست فقط بالجهد البشري، بل بالهبة الإلهية التي تغذّي القلب والجسد معًا. المنّ لم يكن مجرّد طعام، بل علامة على الثقة الكاملة بالله، ودرسًا في الاعتماد على رحمته اليومية.
منذ البداية، علّمتنا الكتب المقدسة أنّ الإنسان لا يستطيع الوصول إلى الله بالجهد وحده، بل بالحياة التي يغذّيها الله فينا. يسوع المسيح أكمل هذا السرّ. عندما نظر إلى الجموع الجائعة التي تبعته، لم يكتفِ بالكلام، بل أعطاهم الخبز ليعيشوا: «أنا خبز الحياة… من يأتي إليّ فلن يجوع» (يو 6: 35).
المعجزات التي صنعها، مثل إطعام الخمسة آلاف، لم تكن فقط لإشباع الجسد، بل لتعليمنا أن السماء تُنال بالخبز الذي هو جسده، بالحياة التي يعطيها للمؤمنين. الإفخارستيا هي خبز السماء اليومي، الذي يرفعنا من الأرض إلى السماء، ويقوّي خطواتنا الروحية.
كما قال القدّيس جيروم: “بدون هذا الخبز الإلهي، نضلّ في الطريق ونسقط”.
أسجد بقلبي وذهني أمام المذبح، أمام القربان المقدس, وأشاهد الحبّ الذي يُعطي نفسه لي، أتذكّر أنّي مدعوّ لألتقي هذا الخبز الذي يحمل الحياة الأبدية كل يوم من أيام حياتي وأفتح قلبي أمامه كي يرفعني من الأرض إلى السماء.
الجميع: (بصوت خافت وبطيء)
يا يسوع، خبز الحياة، نقف أمامك بخشوع، نقرّ بأننا لا نقدر على السلوك نحو السماء بدونك. اغفر لنا حين اعتمدنا على جهودنا وحدها، وحين تجاهلنا حضورك اليومي في حياتنا. علّمنا أن نأتي إليك كل يوم، أن نثق بك، أن نأخذ الخبز الذي يطعم قلبنا ويقوّي خطواتنا. اجعلنا نحن أيضًا من أولئك الذين لا يضلّون في الطريق، بل يسيرون بخطوات ثابتة نحوك يا رب، اجعل القربان المقدس عمود حياتنا الروحية، لنثبت فيك، ولنرتفع إليك يوميًا بروحك الحيّة. آمين.
*****
يا لسانَ المَدحِ أَنشِدْ سِرَّ قُربانٍ عظيم ثمّ صِفْ مَن قد فدانا بثمنْ دمٍ كريم. ثمرةَ الأحشاء السنيّة صاحبَ الفضلِ العميم.
قدّوس، قدّوس، قدّوس،أيها الربُ القويُّ إلهُ الصباؤوت. السماءُ والأرضُ مملوءتانِ من مجدِكَ العظيم. هوشعنا في العلى. مباركٌ الآتي باسمِ الرب. هوشعنا في العلى.
ارحمنا أيها الربُّ الإله الضابط الكلّ ارحمنا. لك نسبّح لك نمجّد لك نبارك لك نسجد بك نعترف غفران الخطايا والذنوب منك نطلب، فاشفق اللهمّ علينا راحمًا واستجب لنا. آميــن
صلاة مباركة للجميع
No Result
View All Result