
الملك الحكيم…
أمر أحد الملوك القدماء ببناء مدينة كبيرة عاصمة لمملكته، فنهض البنّاؤون والمهندسون والعمّال لتحقيق رغبة الملك، وتنفيذ أمره، وأبدعو في إنشاء القصور الشاهقة، وتعمير الشوارع الواسعة، وتنسيق الحدائق، وتجميل الميادين بالتماثيل.
ثمّ دُعي حكّام المملكة وعظماؤها لحضور حفل افتتاح هذه العاصمة الجديدة، فارتدوا أفخر ثيابهم، وزيّنوها بالأوسمة والجواهر.
وحان موعد الدخول إلى المدينة، ففتحت أبواب سورها. ولكنّ الرجال والنساء تضايقوا، ولم يمكنهم الدخول بسهولة، لأنّهم وجدوا الأبواب منخفضة عن مستوى قامتهم!!
الأطفال وحدهم استطاعوا الدخول والخروج بيسر.
وهكذا تجمّع الكبار خارج السور وهم غاضبون. فلمّا أقبل الملك أحاطوا به قائلين: أيّها الملك السعيد!! إنّنا لم نستطع الدخول لأنّ الأبواب منخفضة.
فسكت الملك برهة، ثمّ أشار إلى الأطفال وقال: “انظروا. هؤلاء الأبرار يدخلون ويخرجون من دون عائق.
فإن أردتم أن تدخلوا مدينتي الجديدة، عليكم أن تكونوا أبراراً كهؤلاء الأطفال، وأن تلقوا ما عليكم من مظاهر العظمة والأبّهة، وأن تنحنوا قليلاً متواضعين، فتتمكّنوا من الدخول. وهذا ما قصدته أن تتذكّروا، كلّما انحنيتم للدخول، أن تتواضعوا كالأطفال.
لقد أردت أن تذكروا في دخولكم وخروجكم الآية التي قالها الربّ يسوع: “إن لم ترجعوا وتصيروا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات”.
No Result
View All Result