في عيد جميع القدّيسين… “إنتَ كمان فيك تكون قدّيس!”
في الأوّل من تشرين الثّاني/نوفمبر يحتفل المسيحيّون بعيد مبارك يكرّمون فيه جميع القدّيسين.
هم قدّيسون يتربّعون في البيت السّماويّ إلى جانب العذراء مريم والرّبّ يسوع، قدّيسون عاشوا حياة أرضيّة مرسومة بالفضائل.
بالصّلاح والبِرّ عاشوا، بالشّجاعة والشّهادة تحلّوا، بالإيمان والصّلاة تسلّحوا.
هم مثال أسمى للتّضحيات، فجبالًا وعرة مليئة بالشّوك تسلّقوا للوصول إلى قمّة القدّاسة، وبالنّار الهوجاء احترقوا ليصبحوا رمادًا عبيره طيّب على مذبح الرّبّ.
تخطّوا تجارب الشّيطان الفاشلة بقناعة وثبات، وتحمّلوا صعوبة العيش على أرض يتآكلها الفساد، فاكتسبوا الحياة الأبديّة.
هم الذين لم تُعمَ بصائرهم بشعاع الذّهب المادّيّ الفاني، ولم تتلطّخ ألسنتهم بقذارة الكلام المجرّح، ولم تتدنّس أياديهم بالدّماء أو النّجاسة.
القدّيسون يفيضون على البشريّة من هالة قداستهم ألسنة نعم لامتناهية، هي خيطان مشعّة تربط السّماء بالأرض، أحبال متينة تعطي الفرصة للخاطئ أن يخلُص بمجرّد التّمسّك بها.
فما علينا نحن المؤمنون الخطأة الضّعفاء سوى تسليم حياتنا للرّبّ والتّمثّل بجميع القدّيسين، وبهذا يكون هذا العيد مناسبة لخلاصنا ذاكرين دائمًا أنّ القداسة ليست حكرًا على أحد بل كلّنا مدعوّون إليها، فـ”إنتَ كمان فيك تكون قدّيس!”
أهمية القداسة
وأهميته تكمن أنه بنهاية الحياة بالمسيح يجب أن يتحقق هدف الحياة بالمسيح وهو قداسة الإنسان وتجديده، لذلك تعيّد الكنيسة لثمارها أي قديسيها.
ما هو الأمر الذي فعله القديسون حتى ينالوا كل هذا التكريم؟ طبعًا الجواب بتطبيقهم لما نسمعه في الإنجيل: “كل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات… ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني”.
القداسة هي دعوة لنا جميعًا، القداسة هي ملء الحياة بالمسيح، هي العيش المشترك بين الله والإنسان. جسّد هذه القداسة وحققها جميع القديسين الذين نُعيّد لهم اليوم، القداسة هي جهاد وتعب وصبر وتواضع ودموع وحتى الدم لهؤلاء الذين استشهدوا من أجل المسيح “من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله” (رؤ4:20).