
من أخبار الآباء القديسين … بقوة الصليب تراجع البحر!!
سعياً منه إلى الهدوء، أتى البار ثيوغنيس، وسكن في مغارة بالقرب من دير القديس ثيوذوسيس، بين بيت لحم ولافرا القديس سابا. عاش في تلك المغارة عيشة هادئة، فترة من الزمن. وعندما ظهر هيكلاً للروح القدس، وتحصَّن بالقوة الإلهية، صار يشفي أمراضاً مزمنة بطريقةٍ عجائبية، ويعمل معجزات كثيرة.
عندما ذاع صيته، بنى ديراً كبيراً في منطقة يسهل الوصول إليها. فيما بعد رسمه رئيس أساقفة أورشليم إيليا، رُغماً عنه أسقفاً على بيتيليُس، وهي مدينة صغيرة على شاطىء البحر تبعد 130 كم عن المدينة المقدَّسة.
في فترة إقامته هناك، ارتفع البحر وفاض على اليابسة وضرب المدينة بأمواجه العاتية مهدداً باقتلاعها وإزالتها. وقد كانت مشيئة الله أن تكون الأمور على هذا النحو، لكي يتعقَّل السكان من جهة، وبالتالي لكي تظهر نعمة الله التي اكتسبها البار من جهة أخرى.
لأن السكان عندما رأوا الأمواج ترتفع كالجبال، هرعوا مذعورين، وتوسلوا إليه لكي يهدىء هيجان البحر بقوة صلاته. استجاب البار ثيوغنيس، لتوسلات السكان ونزل إلى شاطىء البحر، وفي دخوله إلى البحر نصبَ صليباً في النقطةِ حيثُ كانت حدود البحر سابقاً قائلاً له كلمات الكتاب: “هكذا يقول الرب إلى هنا تكون حدودك فلا تتعداها، وفيك تتلاشى أمواجك”.
بعد أن وضع الصليب، رجع إلى الوراء. وفي الحال رجع البحر إلى حدوده السابقة، ومنذ ذلك الحين ومع كان هيجانه فبمجرد لمسه للصليب الذي نصبه البار ثيوغنيس كان يتراجع البحر ويعود إلى الوراء.
No Result
View All Result