ساعة سجود
ليلة النّور
«في تلك الليلة المضيئة، بدأت المرحلة الثالثة من حياتي، أجمل المراحل جميعها، والأغنى بنِعم السماء.»
— القدّيسة تريزا الطفل يسوع
تصف ما سمّته هي «ليلة النور» (La nuit de lumière)، أي ليلة عيد الميلاد سنة 1886، التي غيّرت حياتها إلى الأبد. كانت أيضًا رقيقة إلى حدّ الإفراط — تبكي لأصغر الأسباب، وتنهار بسهولة. كانت تُحبّ يسوع حبًا صادقًا، لكنها تشعر بعجز عن أن تكون قوية وشجاعة في الإيمان. في مساء عيد الميلاد سنة 1886، عادت العائلة من قدّاس منتصف الليل إلى بيتها في ليزيو. وكالعادة، كانت العادة العائلية أن يجد الأطفال هداياهم في الأحذية قرب الموقد. لكنّ تريزا سمعت والدها الحبيب يقول متنهّدًا، وهو متعب من السنوات: «حسنًا! الحمد لله، هذه آخر سنة نعيش فيها هذه الطفولة!» كلمات بسيطة، لكنّها كانت كافية لتُحزن قلب تريزا الحساس. كانت دموعها على وشك الانهمار…لكن فجأة، حصل شيء لم تتوقّعه —نعمة نزلت على نفسها، غيّرت قلبها في لحظة واحدة. تقول هي بنفسها: «في تلك الليلة المضيئة، ليلة عيد الميلاد، نزل يسوع القوي والوديع إلى نفسي، فصنع فيها معجزة النعمة… في لحظة واحدة بدّلني تمامًا، وبدّل حزني فرحًا.»
في تلك الليلة، تحرّرت تريزا من طفولتها الحسّاسة المفرطة، وأصبحت قوية في المحبة، فرِحة، منفتحة على الآخرين، مليئة بالغيرة الرسولية. تقول: «بدأت المرحلة الثالثة من حياتي، أجمل المراحل جميعها، والأغنى بنعم السماء.» كانت تلك الليلة بداية نضجها الروحي الحقيقي — من تريزا الصغيرة التي تبكي بسهولة إلى تريزا التي صارت قدّيسة صغيرة بالمحبة البسيطة. كانت تلك الليلة بمثابة قيامة داخلية لتريزا. من بعدها، لم تعد تبحث عن نفسها أو عن مشاعرها، بل عن محبة يسوع وحده. ومن تلك اللحظة، قرّرت أن تقدّم حياتها كلّها لأجل خلاص النفوس، وأن تسير “بطريق الطفولة الروحية” — طريق الثقة الكاملة بالله في أبسط الأمور.
مناجاة:
يا يسوع، كما بدّلتَ قلب تريزا في ليلة الميلاد، بدّل أيضًا قلوبنا نحن في ليالي ضعفنا وخوفنا. اجعل نورك يدخل إلى الأماكن المظلمة في داخلنا، لكي نستطيع أن نقول مع
— القدّيسة تريزا الطفل يسوع : “كلّ شيء هو نعمة.”
«في تلك الليلة المضيئة، بدأت حياتي الجديدة فيك.»
كرمالك هوي جايي
1- كرمالك هوي جايي يزرع فرحو بعينيك
هون بتبدى الحكايه لمجدو إرفعلوا إيديك (٢)
ردد إسمو عشفافك إنت ويَللي حواليك
من يوم القلبو شافك حبو سهران عليك
2- كرمالك صار زغير كرمالك صار فقير
عبابك هوي ناطر يشحد نظرة عينيك
كرمالك قدم ذاتو إنت فرحة حياتو
كرمالك جايي بمجدو يبسط يمينو عليك
1- “تجسّدُ النورِ وسُكنى الكلمةِ في القلوب”
المجدُ لكَ يا عمانوئيل،الإلهِ المتجسّد من البتول القديسة مريم، تعالَ واسكن فينا، واملأ قلوبنا بسلامك ونورك. يا سرَّ العظمةِ المتواضعة، يا من تنازلتَ من مجدِ العلاء إلى مذودِ الفقر، جاءتِ الملائكةُ متهلّلةً، والأرضُ سجدتْ لسلامِك. المجدُ لكَ يا من ظهرَ في الجسدِ ليُقيمَنا من ترابِ الأرض. رحمُ العذراءِ صارَ هيكلًا للهيكل، وسماءً ثانيةً تُضيءُ على العالم. هلّلوا للربِّ، لأنَّ النعمةَ حلَّتْ في جسدٍ بشريٍّ ضعيفٍ، فارتفعَ الإنسانُ في اتّضاعِ الله. أيها المولودُ من عذراءٍ دونَ أن تُمسَّ بتوليتُها، إمنحنا نحنُ ولادةً جديدةً من روحِك القدّوس. إجعلنا نحملُ حضورَكَ في داخلِنا، ونُظهرُ وجهَكَ في حياتِنا اليوميّة. يا كلمةَ اللهِ الحيّ، تجسَّدتَ لتسكنَ قلوبٍ متواضعة. طهّر قلوبَنا، وأنِر ظلماتِنا، واجعلنا مذودًا لحضورِكَ القدّوس. في ضعفِنا أنتَ قوّتُنا، وفي خوفِنا أنتَ سلامُنا. يا من جئتَ إلينا لتخلّص لا لتدين، ثبّتْ فينا حضورَكَ كلَّ يومٍ. يا نورَ العالم، يا شمسَ العدالة، بدّدْ بضيائِكَ كلَّ ظلمةٍ في قلوبِنا. أنرْنا بحبِّك، وأحيِنا برحمتِك، لنعكسَ وجهَكَ في العالمِ عَطِيَّةً وسلامًا. يا مَن وُلدتَ في بيت لحم، بيت الخُبز، صِرْتَ لنا خُبزَ الحياة، وغِذاءَ النفوس الجائعة إلى الحبّ. لا تسمح أن نبحث عنك في قصور العالم، بل في بساطة القلب، في وجه الفقير، وفي دمعة المُتألم.
الجميع: يا طفلَ بيتَ لحم، في تواضعِكَ وُلدَ الفرحُ الحقيقي، وفي ظلمةِ الليلِ أشرقَ نورُكَ. إجعل يا ربّ، فرحَ ميلادِكَ يُقيمُ في أعماقِ قلوبِنا، حتى وِسْطَ الألمِ والظلمة، لنحيا دائمًا بسلامِ حضورِكَ إلى الأبد. آميــن
صمت…(موسيقى)
2-“من بيتِ لحمَ إلى أقاصي الأرض: ميلادُ النورِ وبشارةُ الخلاص”
المجدُ لكَ يا مخلّصَ العالم، يا من خرجتَ من بيتِ لحمَ الصغرى لتملأ الأرضَ مجدًا. تعالَ يا ربّ، ليُشرقَ نورك في قلوبنا لكي نولد كلَّ يومٍ بالإيمان والعمل. يا بيتَ لحمَ، يا مدينةَ الصمتِ والرجاءِ، أنتِ صغيرةٌ في عيونِ الناس، لكنّكِ عظيمةٌ في قلبِ الله. منكِ خرجَ ملكُ المجد، من مذودِك ارتفعتْ عظمةُ السماء إلى الأرض. يا بيتَ لحم، حيثُ يلتقي الفقرُ بالقداسة، وحيثُ يولدُ الأزليُّ في زمنٍ محدود. كيف دخلتَ زمانَنا لتمنحَه الخلاص؟ يا ابنَ اللهِ الأزليّ، اتّحدتَ بترابِنا لتُقيمَنا إلى مجدِك. يا من لا يحدُّهُ مكانٌ ولا زمان، صرتَ طفلًا تُحتضَنُ في المذود، لكي تحتضنَ كلَّ قلبٍ بعيدٍ عنك. نسبّحُكَ، أيها الأزليُّ المتجسّد، يا من وحّدتَ الأبديةَ بالبشريةِ في حُبٍّ لا يُوصَف. يا ربّ، اجعل قلبي بيتَ لحمَ جديدة، مكانًا صغيرًا لكن مملوءًا حضورَك حين أختارُ التواضعَ بدلَ الكبرياء، والمحبّةَ بدلَ الدينونة. يا من وُلدتَ في صمتِ الليل، ولم يركَ أحدٌ إلّا القلوبُ الساهرة، علّمني أن أسهرَ معك في بساطةِ الإيمان، لأراكَ في كلِّ إنسانٍ محتاجٍ إلى حنانِك.
الجميع: أيها الطفلُ الملك، لكَ المجدُ يا خبزَ الحياةِ النازلَ من السماءِ لأجلِ خلاصِنا. يا من خرجتَ من الصِغَرِ لتصنعَ العظمة، أنرْ كنيستَكَ بحضورِكَ، وأقمْ فينا ميلادًا لا ينتهي وعلّمنا يا يسوعُ أن نحملَ نورَ ميلادِكَ إلى أقاصي الأرض التي لا تعرف حبَّكَ، إلى الجزرِ البعيدةِ في قلوبِ البشر، إلى الأماكنِ التي يُطفِئها الخوفُ واليأس. اجعلْ من حياتنا بشارةً هادئة، ومن كلماتنا نجمةً تُرشدُ إلى مذودِكَ، ومن كلّ لقاءٍ ميلادًا جديدًا لحضورِكَ. يا طفلَ الحبّ، وسّع قلبنا بقدرِ العالم، لِنُعلنَ بفرحٍ إنجيلَكَ في الظلّ كما في النور، في القُربِ كما في البُعد، حتى يعرفَ الجميعُ أنَّ اللهَ صارَ قريبًا. آميــن
صمت…(موسيقى)
3-“يا مريم، بابُ الوعدِ الجديد، فيكِ انتصرَ الحبُّ على الموت”
المجدُ لكَ، يا اللهَ الغالبَ الموت، يا من جعلتَ من ضعفِ المرأة بابًا للخلاص. من نسلِها خرجَ مخلّصُ العالم، الذي يسحقُ رأسَ الحيّةَ إلى الأبد. في جنّةٍ غمرَها النورُ ثمَّ لفَّها الظلام، تكلّمَ اللهُ بوعدٍ، زرعَ في الترابِ كلمةَ حياةٍ لا تزول. “سأجعلُ عداوةً بينكِ وبينَ المرأة”، منذُ السقوطِ ابتدأَ الخلاص، ومن دموعِ الخطيئةِ نبتَتْ زهرةُ الرجاءِ. يا ربَّ الرحمةِ، حينَ دِنتَ الإنسانَ لم تنسَ أن تُعلنَ له الأمَل. نُسبّحكَ، لأنّ حبَّكَ أقوى من غضبِنا، ورحمتَكَ أسبقُ من دينونتِك. يا مريمَ، يا أرضَ الوعد، في أحشائِكِ صارَ الكلامُ جسدًا، وفي صمتِكِ سُحقَ رأسُ الحيّةِ إلى الأبد. منكِ أشرقَ النورُ الذي لم تقدر الظلمةُ أن تدركَه، منكِ خرجَ “نسلُ المرأة” الذي غلبَ الموت. يا يسوع، يا ابنَ البتول، فيكَ تحقّقَ الوعدُ القديم، وفي ميلادِكَ تبدّدَ ليلُ الفردوسِ المفقود. نشكركَ يا عمانوئيل، لأنك حوّلتَ اللعنةَ بركة، والعقابَ خلاصًا، والدموعَ ولادةً جديدة. يا من سحقتَ رأسَ الحيّةِ لا بالسيف، بل بالصليب، علّمني أن أنتصرَ بالمحبّة لا بالعنف، وبالوداعة لا بالكبرياء. يا يسوع المنتصر، اجعلنا شركاءَ في نصرتِك، نسحقُ الشرَّ فينا بنورِك، ونبشّرُ العالمَ بسلامِك. يا مريم، امرأةَ الرجاءِ، يا أمَّ النور، قودي أبناءَك إلى ابنِك، لكي نرى في كلِّ وجعٍ بذرةَ فداءٍ جديد.
الجميع: المجدُ لكِ يا مريم، أمَّ العهدِ الجديد، يا من شاركتِ ابنَكَ في سحقِ الظلمةِ بنورِ الطاعةِ والإيمان. المجدُ لكَ يا الله، لأنّك حوّلتَ العداوةَ عهدًا، والموتَ حياة، والليلَ فجرًا جديدًا، اجعلنا شهودًا لمحبّتك التي لا تعرف حدودًا، نخدم بصمت، ونغفر بفرح، ونزرع حبّك حيث الكراهية تسكن. علّمنا، يا يسوع، أن نكون قلبًا صغيرًا يفيض حبًّا، لنكون امتدادًا لتلك الكلمة التي همستها تريزا: “أن أُحَبّ وأُحِبّ… هذا هو كل شيء.” آميــن.
Avant le temps du ciel
Avant le temps du Ciel
Il ya les instants
Ces moreceaux d’essentiel
Où dorment nos sentiments
Et puis nos fleurs d’amour
Qui poussent aux bords des coeurs
Mais qu’on n’ voit pas toujours
Sans doute parce qu’on a peur
Le Ciel est dans nos âmes
Et nos âmes sont à lui
C’est en nous qu’il grandit
Quand on reçoit la vie
(Et s’il faut un sacrifice(2
Avant le temps du Ciel
Pour chaque âme perdue
Alors je serai là
S’il faut des cicatrices
Avant le temps du Ciel
Pour chaque âme rendue
Qu’on les prenne sur moi mm
On croit n’ server à rien
Et n’ pas assez donner
Puisqu’on n’est pas grand-chose
On craint de se tromper
Quand on lui tient la main
Non on n’est jamais seul
Que les peines se reposent
Et n’ont plus ce qu’elles veulent
Aider à chaque instant
Parce qu’il est le premier
Aimer à chaque instant
Le Ciel n’est pas pressé
4-«المجدُ لكَ، أيّها الغصنُ الحيّ الذي أزهرَ خلاصًا للعالم»
المجدُ لكَ أيها الغصنُ الخارجُ من أصلِ داود، يا من جعلتَ من خشبةِ الصليب عرشًا، ومن تواضعِك ملكوتًا. ها الأيام تأتي، يقول الرب، حين يُنبتُ من جذعِ داود غصنٌ أخضر، حياةٌ من قلبِ الموت، وعدلٌ من بينِ الرماد. يا يسوع، يا غصنَ البرّ، قد نبتت رحمتُك في أرضنا اليابسة، فامتلأت نفوسُنا ثمراً وعدلاً وسلاماً. لقد انتظرَتِ الأجيالُ هذا الغصن، تطلّعَ الأنبياءُ، وأنصتَ الصدّيقون، وها قد أزهرت الوعودُ في مغارةٍ صغيرة، في طفلٍ ملفوفٍ بالأقمطة، هو برّ الله بيننا. نحن نُسبّحُك يا ربَّ العدالة، يا من تُقيم المساكينَ من المزبلة، وتنشرُ ظِلَّكَ على المتعبين. ليسَ عرشُكَ من ذهبٍ، بل من خشبِ الصليب، وليسَ تاجُكَ من جواهر، بل من شوكِ الألم ومع ذلكَ، أنتَ المَلكُ الحقيقي، لأنكَ ملكتَ بالحبِّ لا بالقوّة، وبالوداعةِ لا بالسيف. أيها الملكُ الذي لا يَحكمُ بالعصا، بل بروحِ الحقِّ والرحمة، اجعلنا أبناءَ ملكوتِك، نسعى إلى العدل، ونغفر كما غُفِر لنا. عَلّقَتِ الأرضُ عليكَ رجاءَها، وفي ميلادِك بدأ فجرُ العدلِ الإلهي، فلتملكْ على قلوبِنا كما ملكتَ على بيتِ لحم. يا ربَّنا وبرَّنا، أنتَ الذي برّرتنا بدمِك، وغسلتَ خطايانا بماء حبّك. لا برَّ لنا سواك، ولا مجدَ إلا في رحمتِك، ولا سلامَ إلا في ظلّ عدلك. يا يسوع، أيها الغصنُ المزروعُ في قلوبِنا، نَمِّ فينا ثمارَ الإيمان والرجاء والمحبّة لكي يرى العالمُ برَّك في أعمالِنا، ونكون نحن شهادةً حيّةً على أنَّ “الربَّ هو برُّنا”. أيها الملكُ البار، احكمْ فينا بروحِكَ القدّوس، ليصيرَ كلُّ فكرٍ خاضعًا لمشيئتِك، وكلُّ قلبٍ منفتحًا لسلامِك.
الجميع: المجدُ لكَ يا يسوع، غصنَ داود، وشمسَ البرّ، لأنكَ أتيتَ لتُقيم العدلَ في قلوبِنا، وتُعيدَنا إلى صورةِ اللهِ. يا يسوعَ المولودَ في مذودِ الحبّ، علّمنا أن نحِبَّ بعضُنا بعضاً كما أحببتَنا، أن نُعطي بلا حساب، وأن نَهبَ ذواتنا كما وهبتَ ذاتَكَ للعالم. في سرِّ ميلادِكَ نتعلّمُ أنَّ المحبّةَ هي العطاءُ الكامل، فاجعلْ من حياتنا تقدمةً صغيرةً أمامكَ، يا من صِرتَ فقيرًا لتُغنينا بحضورِكَ. آميــن.
صمت…(موسيقى)
5-«يا كوكبَ يعقوب، يا فجرَ الخلاص»
من أعماق الظلمة أشرق نور، من نسل يعقوب قام كوكب الخلاص، المسيح الربّ. يا ربّ، منذ البداية، في صمت التاريخ، كنتَ تهيّئ للإنسان فجرًا جديدًا. أراه ولكن ليس الآن، أبصره ولكن ليس قريبًا، هكذا رأى بلعام نورك البعيد، الذي سيلمع يومًا على وجه طفل في مذود. يا كوكب الصبح الحقيقي، يا من بدّدتَ ليل الخطايا، أنر قلوبنا بنور حضورك، لكي نرى العالم بعينيك، لا بعين خوفنا. يا يسوع، يا نجم يعقوب، قُدْنا كما قدتَ المجوس من الشرق، لا إلى قصرٍ ملوكيّ، بل إلى تواضع المغارة. علّمنا أن نميّز نورك من بين أنوار هذا العالم الكاذبة، وأن نسير وراءك في طاعة وفرح، حتى ولو كان الطريق صحراء. إنك لا تشرق فقط في السماء، بل في داخل النفس التي تفتح لك بابها، في القلب الذي يطلبك بصدق، في العيون التي تتأمل وجهك في كل طفل وفقير. أيها النجم الإلهي،إجعل حياتنا نورًا يهدي الآخرين إليك، ولتكن محبتنا خريطةً تقود القلوب نحو بيت لحم. يا يسوع، يا نجم العهد الجديد، لقد أُشرقْتَ لتسكن فينا، وتنيرنا من الداخل. اجعلنا نحيا في نورك، فلا تُطفئ خطيئتنا شعلةَ إيماننا، ولا تسرق انشغالاتنا بريقَ حضورك. يا ربّ، كما تبع المجوسَ النجمُ حتى وجدوك، هكذا قُدْنا أنتَ بخيوط نعمتك، من الشكّ إلى الإيمان، ومن الظلمة إلى المجد.
الجميع: المجدُ لكَ يا كوكبَ يعقوب، يا فجرَ الخلاص، يا نورًا من نور، يا إلهًا حقًا من إلهٍ حق. لتشرق علينا كل صباح، ولتجد في قلوبنا مذودًا وبيتًا لك. يا طفلَ الحبّ المولودَ في مذودٍ من فقر، يا من أعطيتَ ذاتكَ للعالمِ دونَ حساب، علّمني أن أعيشَ من حبِّكَ، أن أهبَ بلا قياس، وأُحِبَّ بلا شروط. فيك أرى اللهَ الذي لا يَكِلُّ من العطاء، والذي جعلَ من الصليبِ استمرارًا للميلاد. يا يسوع، اجعل حياتي خبزًا مكسورًا، وعمري نارًا تضيءُ لمن حولي. لكَ المجدُ، يا حبَّ اللهِ المتجسّد، الآنَ وكلَّ أوانٍ، وإلى دهرِ الداهرين. آميــن.
(Adeste fideles (latin
Adeste fideles
laeti triumphantes
Venite, venite in Bethlehem
Natum videte
Regem angelorum
Venite adoremus
Venite adoremus
Venite adoremus Dominum
Deum de Deo
Lumen de Lumine
Gestant puellae viscera
genitum non factum
Venite adoremus
Venite adoremus
Venite adoremus Dominum
6- “ملكُ الملوك في مذودِ السلام”
أشرق نور من المشرق، والمجوس سجدوا للملك الطفل، حاملين ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا. يا ربّ، ملوك الأرض يعتلون العروش، ويُزيّنون ذواتهم بالمجد البشري، أمّا أنت، يا ابن الله، فاخترتَ مذودًا عرشًا لك، وفقرك صار غناك، وتواضعك ملكوتك. يا مَلِكَ الملوك، اجعلنا نحمل إليك لا ذهبًا ولا لُبانًا، بل قلوبًا طاهرة، خاشعة، محبّة، لتكون أنت وحدك كنزنا الأعظم. يا يسوع، المولود في بيت لحم، تقدّم المجوس من بعيد، تقودهم نجمة، وفي صمت المغارة انحنتِ الممالك أمام سرّك. يا من قبلتَ ذهبهم رمز الملوكية، ولبانهم رمز العبادة، ومرّهم رمز الألم والفداء، تقبّل منّا هديّة الحياة اليومية: أمانتنا في الحبّ، وصبرنا في الألم، وفرحنا في الرجاء. علّمتنا يا ربّ أن السجود لك لا يكون في القصور، بل في عمق القلب حيث يسكن تواضعك. نسجد لكَ، لا خوفًا، بل حبًا. نقدّم لك ليس عطايا أرضية، بل إرادتنا، أفكارنا، وأيامنا، لتتقدّس بك يا مخلّص العالم، ها هي نبوة المزمور تتحقّق فيك: كل الملوك يسجدون، وكل الأمم تعبُد، لأن ملكوتك ليس من هذا العالم، بل هو ملكوت القلوب. امنحنا، يا ربّ، أن نكون نحن أيضًا مجوس هذا الزمان، نحمل نورك إلى كل أرض، ونقود الآخرين إلى المذود حيث وُلد السلام. يا ربّ، اجعل من حياتنا تسبيحًا لك، ومن محبتنا بخورًا، ومن خدمتنا ذهبًا نقيًا يُقدَّم أمامك كل يوم.
الجميع: الميلادُ هو جسرُ حبٍّ بين الخالقِ والمخلوق، وكلُّ قلبٍ متواضعٍ يصيرُ سماءً جديدة. يا يسوع، يا طفلَ بيتِ لحم، أنرْنا بنورِ وجهِكَ، واجعلنا شهودًا لسلامِكَ في العالم.«في مذودٍ صغيرٍ احتضنَتِ الأرضُ السماء.» احتضِنّا نحنُ أيضًا، نحنُ البعيدين، وافتحْ أمامَنا بابَ الرجاءِ. آميــن.
صمت…(موسيقى)
7-“الملك الوديع يولد في المذود، ليملك بالحب“
افرحي يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتيك، وديعًا، متواضعًا، مولودًا في مذودٍ بسيط، حاملًا سلام الله إلى القلوب. يا ربّ، ملوك الأرض يولدون في قصورٍ من ذهب، أمّا أنت، يا ابن الله، فاخترتَ المذود البارد والليل الصامت، لتُظهر أن مجدك ليس في العظمة بل في التواضع، وليس في السلطة بل في الحبّ الذي يُخَلِّص. يا من نزلتَ من سماء المجد إلى أرضنا، إدخل أيضًا إلى مذود قلوبنا الفقيرة، لتطرد منها صخب الكبرياء، وتُقيم فيها سلامًا وديعًا يشهد لمُلكك. «ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون!» فالفرح الحقيقي لا يأتي من الأعياد والزينة، بل من حضور الملك الطفل في القلب. علّمني يا يسوع أن أفرح لا عندما أملك، بل عندما تَملك أنت على قلبي. أن أتهلل لا عندما أنتصر، بل عندما ينتصر حبّك في ضعفي. في وداعتك، يا طفل المذود، أرى القوة الحقيقية، وفي صمتك أمام البرد والفقر، أسمع صرخة الحبّ الكامل. اجعلني، يا يسوع، أعيش ملكوتك الوديع، حيث لا كبرياء، ولا عنف، بل خدمة وغفران. يا ملك السلام، يا من وُلدت لتصالح السماء مع الأرض، اجعلنا شهودًا لوداعتك في عالمٍ يمجّد الصخب والهيمنة. امنحنا أن نحمل حضورك كما حملك الرعاة والمجوس، في بساطة وطاعة، دون مجدٍ شخصي، بل في فرح الخدمة لأجل مجدك وحدك. لقد دخلتَ عالمنا طفلًا صغيرًا لتُكمّل الفداء، ادخل اليوم بسلامك إلى قلوبنا وعائلاتنا، واجعل من بيوتنا مذودًا يفيض حبًّا ونورًا.
الجميع: لك المجد أيها المسيح الوديع المنتصر، يا من غلبت الكبرياء بالتواضع، والموت بالحبّ، والمذود بالصليب. «صارَ اللهُ إنسانًا لكي يصيرَ الإنسانُ شريكًا في مجدِ الله.»
الميلادُ ليس ذكرى بل سرّ، ليس حدثًا في التاريخ، بل حضورًا في القلب. يا ربّ، وُلِدتَ في مغارةٍ صغيرة، فلتولدْ اليومَ في قلوبِنا، ولتجعلْ من ضعفِنا مذودًا لحضورِكَ. آميــن.
«اليومَ السماءُ والأرضُ تتّحدان، لأنَّ اللهَ نزلَ إلى الأرض، والإنسانَ ارتفعَ إلى السماء.»
صمت…(موسيقى)
8-“نشيد السما“
المجدُ لك يا ربّ، يا من ولدتَ لأجل خلاصنا، المجدُ لك في الأعالي، وسلامُك على الأرض. يا ربّ المجد، في تلك الليلة المباركة، حين أظلمت الأرضُ بصمتها، أشرقتَ بنورك الإلهي في مذودٍ صغير، فاهتزّت السماواتُ تسبيحًا، وتفتّحت قلوب الرعاة فرحًا، لأن المخلّصَ قد وُلد.
“لا تخافوا!” — هكذا قال الملاك، فانقلب الخوفُ إلى طمأنينة، والظلمةُ إلى نور. يا يسوع، يا كلمة الله المتجسّد، ادخل إلى خوفنا، إلى قلقنا، إلى ليلنا الطويل، وأعلنْ فينا فرحَك العظيم. لتشرقْ في قلوبنا بشارةُ الفرح، وليسكنْ سلامُك في بيوتنا وحياتنا. اجعلنا، يا رب، نراك في المذود وفي كل إنسان، ونحملَ حضورك أينما نذهب. يا ملائكةَ السلام، ردّدوا معنا نشيد السماء: “المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرض سلامٌ، وفي الناس مسرّةٌ.” ليكن هذا النشيدُ صلاةَ حياتنا، وشهادةَ حبٍّ في عالمٍ متعبٍ بالحروب والانقسام.
الجميع: أيها الطفل الإلهي، يا مخلّص العالم، ها نحن نسجد أمامك، نقدّم لك قلوبنا جددنا في الرجاء، وفي البرودة الروحية أَشتعلنا بنار المحبّة. يا يسوع، يا ابن الله الحيّ، علّمنا أن نرى مجدك في الوداعة، وسلطانك في الخدمة، وغناك في العطاء. كما قال القدّيس يوحنا الذهبي الفم: “لم يأتِ المسيح ليُدين العالم، بل ليُجدّد قلب الإنسان بالحبّ.” آميــن.
صمت…(موسيقى)
9-“والكلمة صار جسدًا وحلّ فينا”
يا كلمة الله الأزلي، يا من كنت في البدء عند الآب، ها أنت اليومَ تدخلُ في تاريخنا الزمني، تسكن بيننا، وتشاركنا خبزنا، ودموعنا، وصمتنا، وفرحنا. لقد صرتَ بشرًا مثلنا — لا لتقف بعيدًا عن ضعفنا، بل لتُقيم في وسطه مجدك المملوء نعمة وحقًا. المجدُ لك، يا كلمة الله المتجسّد، يا من حللتَ بيننا وسكنتَ فينا! لقد صار الجسد هيكلًا لحضورك، وصار الطين طريقًا إلى السماء. فيك التقت الأرض بالسماء، والمحدود باللامحدود، فانفتح في عالمنا بابُ الرجاء، وصار كل إنسان مكانًا لحلول الله. نسجد لك، أيها المسيح، يا من اتّحدتَ بنا لتوحّدنا بك. يا ربّ، كم من مرة نسينا أنك تسكن فينا! بحثنا عنك في البعيد، بينما كنتَ قريبًا، في قلب الطفل، في المريض، في الجائع، في المهمَّش. يا من حللتَ في مذود، علّمني أن أهيّئ في قلبي مكانًا لك، مكانًا متواضعًا يليق بجلال حبّك. اسكن فينا، يا ربّ، واجعل من حياتنا خيمةً لحضورك الدائم. لقد رأينا مجدك، يا ابن الآب، لا في البريق ولا في القوة، بل في الحبّ الذي يغفر، وفي النعمة التي ترفع، وفي الحقّ الذي يحرّر الإنسان من الظلمة والباطل. املأنا من نعمتك وحقّك، لنحيا كأبناءٍ للنور، شهودًا لمجدك في العالم.
الجميع: يا كلمة الله الحيّ، يا من صار جسدًا، اجعل من قلوبنا مسكنًا لك، ومن وجوهنا مرآةً لمجدك، ومن أعمالنا أنشودةَ تجسّدك في هذا العالم المتعطّش إلى الحبّ. هبنا أن نحيا حضورك كلّ يوم، أن نرى مجدك في الصغار، ونعمتك في المتألمين، وحقّك في كل كلمة حقّ تُقال باسمك. المجدُ لك، أيها المسيح، الكلمة المتجسّد، يا من أتيتَ إلينا لتسكنَ فينا وتُعيدنا إلى بيت الآب، الآن وكل أوانٍ وإلى دهر الدهور. آميــن.
يا هالطفل النايم
يا هالطفل النايم بمذود صغير
تلج وطقس غايم بردان وفقير
شو بقدر أقدّملك تتدفى بهالعيد
راح أقدّم لك قلبي وكل ليالي العيد
بطلب منّك يا يسوع تطعمِ الجوعان
وبطلب منّك يا يسوع تسقي العطشان
وبطلب منّك يا يسوع تدّفي البردان
وبطلب منّك يا يسوع تحمي لبنان (٢)
اعطينا نحبّك يا يسوع طول الأيام
ما تترك خييّ الموجوع عالأرض ينام
نمشي خلفك درب شموع
ننسى الآلام اعطينا نحبّك يا يسوع
اعطينا السلام (٢)
10- ” نزل الأبدُ ليعانقَ الأرض“
لَمّا جاءَ مِلءُ الزمان، توقّفَتِ الدهورُ عن الانتظار، وانحنى الأبدُ ليعانقَ الأرض. في صمت الليل، حين خمدت الأصوات، تكلّمَ الله بكلمةٍ واحدةٍ هي يسوع. المجدُ لك، يا ربَّ الزمان، يا من أتيتَ في مِلئه لتملأ فراغ قلوبنا! يا ابن الله، دخلتَ التاريخ لا من باب الملوك، بل من رحمٍ طاهرٍ متواضع. لقد لبستَ ضعفنا، وعشتَ في ناموسنا، لتفتديَ الذين سقطوا تحت عبء الشريعة، ولتجعلنا أبناءَ بعد أن كنّا عبيدًا. نسجد لك، أيها المخلّص، يا من جعلتنا أبناءً للآب بدمك الثمين! ملء الزمان ليس ساعةً في التقويم، بل لحظةٌ تمتلئ بحضور الله. فيها صار التاريخُ خلاصًا، والرحمُ مذودًا، والمرأةُ بابَ السماء، والإنسانُ بيتًا لله.
الجميع: املأ زماننا بحضورك واجعل من أيامنا مواسمَ نعمةٍ وولادةٍ جديدة. لقد افتديتنا من عبودية الخوف والخطيئة، وأعطيتنا روح التبنّي لنصرخ: «أبانا، أيها الآب!» يا من ولدتَ في فقرنا لتغنينا، في ضعفنا لتقوّينا، في بشريتنا لتؤلّهنا. يا ابنَ الآب، يا مولودَ الزمان، اجعلنا شهودًا لتبنّينا، نحيا كأبناءٍ أحرارٍ في محبتك. يا من في ملء الزمان أتيت، املأ زماننا أنتَ بالسلام، وامتدَّ في قلوبنا كالنور في الفجر، لكي نصير نحن أيضًا ملءَ حضورك في هذا العالم. المجدُ لك، أيها المسيح، يا مانحَ التبنّي والحياة، الآن وكل أوانٍ وإلى دهر الدهور. آميــن.
صمت…(موسيقى)
11-“المحبّةُ وُلدت على الأرض”
حين ظهرَ لطفُ مخلّصِنا الله، لم يأتِ كقاضٍ ليُحاسب، ولا كمَلِكٍ ليأمر، بل كمولودٍ صغيرٍ ليُحبّ. لقد أضاءَ وجهُ الرحمةِ في ظلمةِ الأرض، وسكنَ اللهُ بيننا لا لِيَدين، بل لِيَضمَّنا إلى قلبه. المجدُ لك، يا وجهَ اللطفِ الإلهي، يا من تجسَّدتَ حبًّا لا استحقاقًا! لم تُخلِّصنا لأننا كنّا أبرارًا، بل لأن رحمتَك سبقت برَّنا، وغفرانَك سبقَ توبتَنا. لقد فتحتَ ذراعيك قبل أن نعود، وغسلتَ جراحَنا قبل أن نطلب الشفاء. نشكرك يا ربّ الرحمة، يا من أحببتنا ونحن بعد خطأة! يا يسوعَ المولودَ من الرحمة، يا صورةَ اللطفِ المتجسّد، علّمنا أن نحيا كما أحببتَ: أن نرى في كلّ إنسانٍ وجهَك الوديع، وفي كلّ ضعفٍ فرصةَ حنانٍ جديد. ازرع فينا قلبًا رحيمًا، كما رحمْتَنا أنتَ، يا مخلّص العالم! حين ظهر لطفُك، تبدّدت القسوة، وانسكبَ النورُ على كلّ بيتٍ وقلْب. لم يَعُد الخلاصُ وعدًا مؤجَّلًا، بل صار حضورًا حنونًا بين أذرع مريم، يُدعى يسوع، لأنّه يُخلّص.
الجميع: نُبارك اسمَك القدّوس إلى الأبد، يا مَن خلّصتنا برحمتك، لا بأعمالنا، ويا من أظهرتَ في ميلادِك وجهَ اللهِ المحبّ للبشر. يا يسوع، يا تجسُّد الرحمة، فيك صار الله قريبًا من القلب، وصارت المحبّة طريقَ الخلاص. علّمنا، كما قالت القدّيسة تريزا الطفل يسوع: «أن نعيشَ بالمحبّة، أي أن نعطيَ بلا حساب، وأن نُقدّم ذواتَنا كلّ يوم حبًّا بك ولأجلك.» اجعلنا، يا ربّ، شهودًا لرحمتك في هذا العالم، وعلاماتٍ حيّةً لِلُطفك وسلامك على الأرض. المجدُ لك، أيّها الربّ يسوع المسيح، يا محبّةً ظهرت في ملء الزمان، الآن وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدهور. آميــن.

















