
عيد القديسة الشهيدة بربارة: لا عيد البربارة
الرابع من كانون الأول/ديسمبر، يصادف عيد القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة. وكما جرت العادة في منطقة الشرق الأوسط، يستعد الناس للاحتفال بهذا العيد، حتى صار يُعرف باسم “عيد البربارة” بدل أن يُسمى باسمه الحقيقي: عيد القديسة بربارة الشهيدة العظيمة. فيبدأون بتجهيز الأقنعة والملابس المزينة، وإعداد الطعام والشراب، والرقص والغناء واللهو…
لكن يا إخوتي، هذه العادات دخيلة وغريبة عن تقليدنا نحن الروم الأرثوذكس. وللأسف الشديد، تأثر بها كثيرون من أبناء كنيستنا، بل وحتى بعض الكهنة أيضاً. وأنا لا أريد سوى أن أحذركم: هذه الممارسات لا تمت بصلة إلى عيد القديسة بربارة!
فالاحتفال الحقيقي بعيد القديسة الشهيدة يتم داخل الكنيسة، بالمدائح والصلوات والتضرعات. إذ إن القديسة بربارة استشهدت بعذابات وإهانات أليمة، حتى من قبل والدها، ولا يجوز البتة أن يُحتفل بذكرى استشهادها بالرقص والأغاني وارتداء الأقنعة الهزلية.
إذن، هذا العيد لا يُدعى “عيد البربارة” كما يسميه البعض، بل هو عيد القديسة بربارة الشهيدة من أجل الرب وكلمته.
لقد نزعت القديسة بربارة عنها كل الأقنعة لتُبقي وجه يسوع المسيح مشرقاً فيها، متحديةً كل من أراد قتل إيمانها. تعرّت من كل الأصنام والوجوه المتحجرة، وبهروبها كانت تفك قيود أسرها، وتطير على أجنحة الحرية، وتلوّن وجهها بأشعة الحب، وتنطق بالحق جهاراً.
فأين أنتِ يا قديسة في عصرنا، لترَي كيف يكرمونك في يوم استشهادك؟
علّمينا يا قديسة أن ننزع عن وجوهنا كل قناع مزيف، فالمحبة الصادقة تُسقط كل الأقنعة الباطلة. لنمثل أمام الله بوجه نقي، كوجهك أنتِ، القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة.
يانيس قنسطنطينيدس
No Result
View All Result