
رموز و نبوءات في أيقونة الميلاد
تفاصيل الأيقونات في التّراث المسيحيّ تحمل لاهوتا عميقا ورموزاًمتجذّرة في الكتاب المقدّس وتعليم الآباء. ومن أكثر الأسئلة التي تُطرح في زمن الميلاد: لماذا يظهر الثّور والحمار في أيقونة ميلاد الرّبّ؟
1. النبوءة الكتابيّة: الثّور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه
تنطلق الكنيسة من نبوءة النّبيّ أشعياء، الّتي رأت في الحيوانات البسيطة علامة انفتاح القلب على معرفة الله، في مقابل تصلّب البشر: «عَرفَ الثورُ قانِيهِ، والحمارُ مَعلفَ صاحِبه، أمّا شعبي فلم يعرف وإسرائيل لم يَفهم» (أشعيا 1: 3).
نلتمس من خلال الآية أنّ الخليقة بأسرها، حتّى الحيوان، أدركت سر التجسّد، بينما كثير من البشر لم يدركوه.
2. رمز اليهود والأمم
في التّقليد التّفسيريّ للآباء، حمل حضور كلّ من الثّور والحمار معنى معيّنا.
الثّور: رمز الشّعب اليهوديّ، المرتبط بالنّاموس وبالذّبائح.
الحمار: رمز الأمم الوثنية. فقد اعتُبر الحمار في شريعة موسى من الحيوانات النجسة (لاويين 11)، ولذلك صار عند الآباء رمزا للعالم الوثني الغارق في عبادة الأصنام.
القدّيس غريغوريوس النّيصصيّ يلخّص هذا الرّمز بقوله: “الثّور إشارة إلى اليهود المرتبطين بالنّاموس، والحمار إشارة إلى الأمم الرّازحين تحت عبادة الأوثان.”
وبحسب هذا الفهم، فإن وجودهما معا حول المذود يعلن أنّ المسيح جاء ليجمع اليهود والأمم في معرفة واحدة للخلاص.
3. البساطة التي أدركت سرّ الله
يرى بعض الآباء أنّ وجودهما في الأيقونة يحمل أيضا بُعدا إنسانيّا وروحيّا: الحيوانات الّتي لا عقل لها أدركت خالقها وسجدت له بحرارة أنفاسها حول الطّفل الإلهيّ، بينما كثيرون من البشر، أصحاب الفكر والمعرفة، لم يتعرّفوا إليه.
4. البعد اللّيتورجيّ: المسيح في “المعلف” خبز الحياة
في تفسير آخر استلّهمه التّقليد اللّيتورجيّ، رأت الكنيسة أن المسيح المولود في مَعلف هو خبز الحياة الموضوع “للطّاهر والنّجس”، لليهود وللأمم، لكلّ من يقترب ليأكل الحياة الأبديّة.
لذلك يصبح حضور الثّور والحمار حول المذود علامة اشتراك الخليقة كلها في هذا الخلاص.
5. تأكيد البعد الخلاصيّ: المولود هو الفادي
يقول الذّهبيّ الفم إنّ الطّفل المولود “يظهر منذ الآن كحمل سيُقدَّم ذبيحة”:
“الميلاد هو بداية الذّبيحة… لذلك نراه ملفوفا بأقمطة كمن يُهيَّأ للدّفن.”
الليتورجيا نفسها تشهد لهذا التّفسير بشكل صريح. في قانون الميلاد ترتل الكنيسة: “لقد ظهر في مغارة، ووُضع في مذود، لأنّ من شاء أن يفتح لنا الفردوس، اختار أن يُهيّأ للدّفن.”
المغارة:
1- في أيقونة الميلاد تشير المغارة والمذود والملابس المغطاة إلى إفراغ الله لذاته ومانعنيه هو أن الله ترك لاهوته عن طيب خاطر ليكون خاضعًا للخلق، إنّ المغارة التي وُلد فيها المسيح تعكس قبر المسيح الفارغ…
2- في أيقونة القيامة، تمثل المغارة عالم الأموات، ولكن لأن المسيح مات على الصليب ونزل الجحيم، فقد أصبحت المغارة حياة جديدة، مغارة الموت أصبحت مغارة الولادة! 3- أمّا المذود فإنه يشبه إلى حد ما المذبح الذي كاد إبراهيم أن يذبح عليه إسحق! إن إضافة الثور والحمار من الأشياء التي لم ترد في الأنجيل…لكنها واردة في العهد القديم! كتب النبي إشعياء أن : ” الثور يعرف صاحبه والحمار مذود سيده ولكن إسرائيل لا يعرف، وشعبي لا يفهم.”( إشعياء 1: 3 RSV ) يُظهر إدراجهم تحقيق النبوة، ويظهر أن كل الخليقة تفرح بميلاد المخلص، تصوير الطفل المسيح، في أيقونة الميلاد تنذر بموت المسيح، ثم دفنه في القبر بملابس الدفن…
شكل أم الله
تخبرنا شكل أم الله بأنها تأخذ وضعية الجلوس أحيانا فعندما يتم إظهارها بهذه الطريقة، فإن ذلك يوضح غياب المعاناة المعتادة للولادة، وبالتالي الطبيعة العذرية لميلاد المسيح، وأصله الإلهي في أوقات أخرى تظهر مستلقية، في هذه الحالة، يؤكد على حالة التعب الجسدي لديها، مما يعزز فكرة أن تجسد المسيح ليس وهمًا…لأن الله صار إنساناً في شخص يسوع المسيح فإن البشرية تغيرت! لقد خلصنا المسيح لأن الله معنا (عمانوئيل)!
منقول
No Result
View All Result