
لا نعرف الميلاد إِلَّا ميلاداً للرب الذي ظهر في صورتنا ليخلصنا
فلا الميلاد زينة ولا شجرة، بل احتفالاً بمولد المخلص.
الوثنيون كانوا يحتفلون أيضاً بشجرة يُزيّنونها ويقدّسونها كعبادة وثنية “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَتَعَلَّمُوا طَرِيقَ الأُمَمِ .. لأَنَّ فَرَائِضَ الأُمَمِ بَاطِلَةٌ. لأَنَّهَا شَجَرَةٌ يَقْطَعُونَهَا مِنَ الْوَعْرِ. صَنْعَةُ يَدَيْ نَجَّارٍ بِالْقَدُومِ. بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ يُزَيِّنُونَهَا، وَبِالْمَسَامِيرِ وَالْمَطَارِقِ يُشَدِّدُونَهَا فَلاَ تَتَحَرَّكُ. هِيَ كَاللَّعِينِ فِي مَقْثَأَةٍ فَلاَ تَتَكَلَّمُ! تُحْمَلُ حَمْلاً لأَنَّهَا لاَ تَمْشِي! لاَ تَخَافُوهَا لأَنَّهَا لاَ تَضُرُّ، وَلاَ فِيهَا أَنْ تَصْنَعَ خَيْرًا” (إر٢:١٠).
واليوم إذا كان اهتمامنا في عيد الميلاد فقط الشجرة والزينة فنحن لا نختلف شيئاً عن أولئك الوثنيون، فمحور الحدث هو يسوع له المجد، والإحتفال هو بميلاده وليس بشيء آخر، لكي يولد في قلوبنا من جديد ويجدّدنا.
صاحب العيد هو المسيح، الإله يظهر في الجسد، والخلاص يولد “الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا” (يو١٤:١).
به نحتفل لأنه صاحب العيد. ولكن كثيرون اليوم يستبدلون حتى كلمة Christmas ب Xmas فيضعون بدلاً من المسيح حرف x أي “شخصية مجهولة”، فيجعلون من العيد عيداً لغرض آخر غير ما نؤمن به! فلا تشاركهم أخي المؤمن في هذا.
يقول القديس غريغوريوس النزينزي: “فلنعيِّد إذن لا بالمهرجانات الصاخبة، بل بأسلوب إلهيّ. لنعيِّد لا بطريقة عالمية بل بطريقة تفوق العالم، لا بما يخصُّنا وإنَّما بما يختص بالرب، لا بما فيه مرضنا بل بما فيه عافيتنا، لا بما يتعلَّق بأمور وجودنا وحسب بل بما يؤدِّي إلى تجديدنا”.
ويقول القديس بولس: أعطوا “الإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ” (رو١٣:٧). فلنكرم المسيح المولود من العذراء. ومهما انشغلنا بأجواء العيد، لا ننسى صاحب العيد. ولنرتل مع المرتل “المسيح ولد فمجدوه. المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه. المسيح على الأرض فارفعوه. رتّلي للرب أيتها الأرض كلّها ويا شعوب سبّحوه بابتهاج لأنه قد تمجد”.
من صفحة المسيح إلهي
No Result
View All Result