
الفصل الحادي والخمسون
في العكوف على الأعمال الوضيعة
عند التقصير عن الأعمال السامية
1 – المسيح: يا بني، إنك لا تستطيع البقاء دائماً في شوقٍ مضطرمٍ إلى الفضائل، ولا الاستمرار في درجةٍ ساميةٍ من التأمل، بل تضطر، أحياناً، من جرى الفساد الذي الحقته الخطيئة الأصلية، أن تنحط إلى أُمورٍ أوضح، وتحمل وإن مرغماً سئماً ثقل هذه الحياة الفانية.
فإنك ما دمت تحمل هذا الجسد المائت، ستشعر في قلبك بالسأم والمشقة.
فمن الواجب إذن، وأنت في الجسد، أن تئن كثيراً من ثقل الجسد، لأنك لا تستطيع أن تلازم، بلا انقطاع، الرياضات الروحية، والتأمل في الإلهيات.
2 – فمن المفيد لك، عندئذٍ، أن تلجأ إلى الأعمال الوضيعة الخارجية، وأن تنعش نفسك بالأعمال الصالحة، منتظراً مجيئي وتعزيتي السماوية، بثقةٍ وطيدة، ومحتملاً بصبرٍ منفاك ويبوسة قلبك، إلى أن أفتقدك ثانيةً، فأُنقذك من جميع ما يقلقك.
فإني سأُنسيك الأتعاب، وأُمتعك بالراحة الداخلية، وأبسط أمامك مروج الكتب المقدسة، فتبدأ تسرع في طريق وصاياي بقلبٍ منشرحٍ1″، وتقول: (1) مزمور 118: 32
” إن آلام هذا الدهر لا تتناسب مع المجد المزمع أن يتجلى فينا2″. (2) رومانيين 8: 18.
No Result
View All Result
Discussion about this post