
٢٧ حزيران ذكرى تطويب الأخ إسطفان نعمة
أمام العذراء الحنونة في لحفد : ركعة الأخ إسطفان الأولى !

كتب فادي شربل داود ،
في كنيسة السيّدة العذراء في بلدة لحفد، تتربّع لوحةٌ قديمة للعذراء مريم، تحتضن الطفل يسوع في حضنها، وتمدّ يديها بمحبة أمومية نحو المتأملين فيها. ليست مجرّد لوحة عتيقة، بل نافذة على السماء، شهدت لحظاتٍ من الصلاة العميقة، والتسليم الكامل، والانخطاف الروحي.
هناك، في تلك الزاوية المقدّسة، ركع الطفل يوسف نعمة، الذي سيُعرف لاحقًا باسم الأخ إسطفان، ورفع قلبه إلى أمّ الله، مناجيًا إياها بكلمات بسيطة خرجت من أعماق البراءة:
“يا أمّ الله، يا حنونة!”
تشهد الأخت مارينا نعمة الله نعمة، ابنة شقيق الطوباوي، وراهبة في دير مار يوسف – جربتا، أنّ عمّها الأخ إسطفان اعتاد في طفولته أن يقف بخشوع أمام هذه الصورة بالذات، يتأملها طويلاً، حتى كانت تأملاته العميقة تقوده أحيانًا إلى حالة من الانخطاف عن هذا العالم. كانت تلك اللحظات المبكرة نواةً للحياة النسكية التي سيعيشها لاحقًا في دير كفيفان، تحت نظر الله وأمّه.
هذه اللوحة، رغم ما لحق بها من تصدّعات الزمن، ما زالت تنبض بروح الصلاة، تشهد على لقاء طفل بوالدته السماوية، لقاء لم ينقطع حتى بعد أن أغلق الأخ إسطفان عينيه على هذه الأرض.
واليوم، ونحن نُحيي ذكرى تطويب الأخ إسطفان نعمة، في 27 حزيران من كل عام، نقف نحن أيضًا، كما وقف هو، أمام أمّ الله، ونصلّي معه وباسمه:
يا أمّ الله الحنونة،
كما استجبتِ لأنين الطفل إسطفان وضممتهِ بقلبكِ الطاهر،
أنظري إلينا اليوم، نحن الساعين في درب الإيمان وسط ضجيج العالم.
علّمينا الصمت كما علّمتِه،
علّمينا الطهارة والتواضع، والتسليم الكامل لمشيئة الآب.
يا ربّ، بشفاعة الطوباوي الأخ إسطفان،
أنِر دربنا بنور وجهك،
واجعلنا شهودًا لك في الحياة اليومية،
كما كان هو شاهدًا حيًّا لحضورك الصامت في قلب الكنيسة والعالم.
آمين
فادي شربل داود – جميع الحقوق محفوظة.
فادي شربل داود ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
No Result
View All Result