
القدّيسون الرسل المجيدون الإثنا عشر
في شمولية العيد: في الثلاثين من شهر حزيران خصّصت الكنيسة المجيدة عيداً يشمل جميع الرسل الإثني عشر الذين اختارهم الربّ يسوع المسيح مع الرسل الآخرين الذين هم من السبعين. كما يُضمّ إليهم يعقوب أخو الربّ والقدّيسات حاملات الطيب وكل الرسل الآخرين المجهولي الأسماء الذين اجتمعوا في العليّة، وكانوا في عداد المائة والعشرين، يوم العنصرة اقتبلوا ملء الروح القدس.
الرسل الاثني عشر: الرسل الإثنا عشر هم قواعد الكنيسة وأعمدتها وهم الملائكة المكلّفون بحفظ الأبواب الاثني عشر المفضية إلى أورشليم العلوية(رؤ 9:21). إثني عشر كان عدد أبناء يعقوب الذين كانوا في أصل شعب إسرائيل. واثنا عشر هم التلاميذ الذين اختارهم الربّ وجعلهم شهوداً لتعليمه وعجائبه وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله مسبغاً عليهم سلطان طرد الأبالسة وشفاء المرضى (مت 10). هؤلاء أيضاً أرسلهم أخيراً، بعد قيامته ليذهبوا إلى العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ويعمّدوا كلّ الأمم باسم الآب والابن والروح القدس.
سبب التعييد: خصصت الكنيسة هذا العيد الجامع للرسل ومن معهم، انطلاقاً من دورهم المتكامل والمتكافئ في الشهادة لقيامة الرب يسوع المسيح ونشر تعاليمه الخلاصية المستمرة إلى أيامنا هذه.
جاء في الإنجيل أن ربنا يسوع المسيح اختار من تلاميذه اثني عشر رجلاً دعاهم رسلاً. وهذه أسماؤهم: سمعان المدعو بطرس واندراوس أخوه ويعقوب بن زبدى ويوحنا أخوه وفيلبّس وبرتلماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه ( متى ١۰ : ١ ــ ٤ ).
✝ بطرس هامة الرسل: بشر في اليهودية، ثم في أنطاكية حيث جعل كرسي رئاسته مدة سبع سنين. ومضى إلى روما وفيها أقام كرسيه، ثم مات مصلوباً منكساً سنة ٦٧.
✝ يوحنا: بشّر في آسيا الصغرى وأقام بأفسس مدة طويلة. وفي سنة ٩٥ نفي منها بأمر الملك دومتيانوس إلى روما حيث ألقى في مرجل زيت يغلي، فصانه الله، ثم نفي إلى جزيرة بطمُس حيث كتب رؤياه العجيبة، وبعدها عاد إلى افسس سنة ٩٧, وفيها كتب إنجيله، ثم رقد بالرب سنة المئة للميلاد.
✝ اندراوس اخو بطرس: بشّر في بلاد اليونان وشواطئ البحر المتوسط إلى بوغاز الدردنال وبلاد التتر, ونال إكليل الشهادة مصلوباً سنة ٦٢ في تيراقية.
✝ يعقوب أخو يوحنا: بشّر في فلسطين وسوريا وسار إلى اسبانيا ثم عاد إلى أورشليم، فقبض عليه الملك أغريبا وقتله سنة ٤٢ (أعمال ١٢).
✝ فيلبّس: بشّر في فريجيا من آسيا الصغرى ونال إكليل الشهادة في مدينة هليوبوليس معلقاً على الصليب، مرشوقاً بالسهام سنة ٥٤.
✝ توما: بشّر في بلاد فارس ومادَي والهند واستشهد في مدينة كلامينا سنة ٥٧.
✝ برثلماوس: وهو نثنائيل، بشّر بلاد فارس أيضاً والهند. نال أكليل الشهادة مصلوباً سنة ٧١.
✝ متى الإنجيلي: بشّر في الحبشة وقضى فيها شهيداً سنة ٩۰ على الأرجح. وكتب إنجيله إلى اليهود المتنصرين.
✝ يعقوب بن حلفى أسقف أورشليم: رجمه الكتبة والفريسيون وشَجّوا رأسه بهراوة فقضى شهيداً سنة ٦٣.
✝ سمعان القانويّ: بشّر في مصر وأفريقيا وجزر بريطانيا. ونال أكليل الشهادة على الصليب. وقال بعضهم: إنه بشّر فيما بين النهرين ومات شهيداً في بلاد فارس سنة ٦٤.
✝ يهوذا اخو يعقوب بن حلفى: وهو تادي ولابي، بشّر في الرها وما بين النهرين. ومات في بلاد فارس مرشوقاً بالسهام نحو سنة ٧۰.
✝ ماتيّا: وهو الذي اختاره الرسل بعد صعود الرب، بدلاً من يهوذا الاسخريوطي. وقد بشّر في اليهودية، ثم مضى إلى تدمر وطاف ما بين النهرين. واستشهد في بلاد فارس مرجوماً سنة ٦۰.
هؤلاء هم الرسل الإثنا عشر الذين طافوا المسكونة مبشّرين بالمسيح, وقد ذاعت أصواتهم في كل الأرض. وأسسوا الكنيسة بأعراقهم ودمائهم. وفيهم قال بولس الرسول برسالته الأولى إلى أهل كورنتس: “إني أظن أن الله قد ابرزنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت, لأننا قد صرنا مشهداً للعالم والملائكة والبشر. نحن جهال من أجل المسيح، أما أنتم فحكماء بالمسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء، إلى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونلطم ولا قرار لنا. ونتعب عاملين بأيدينا. ونُشتم ونبارك، نضطهد فنتحمل وقد صرنا كأقذار العالم”. (١ كور ٤ : ٩ ….). ولكل من هؤلاء الرسل تذكار خاص به على مدار السنة. غير أن أمنا الكنيسة الشرقية تقيم لهم تذكاراً جامعاً في هذا اليوم، تحريضاً لنا على زيادة تكريمهم والاقتداء بفضائلهم والالتجاء إلى شفاعتهم.
No Result
View All Result