
هل الله خلق الشر؟
يرد سؤال على لسان الملحدين :انتم تقولون ان الله خلق كل شيء وان كان قد خلق كل شيء فهو يكون قد خلق الشيطان الشرير حسب زعمكم وبالتالي الله خلق الشر.
بل وقد يذهب البعض منهم الى اكثر من ذلك فيستشهد بآية من الكتاب المقدس في سفر اشعياء (مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ.)(أش٧:٤٥ )
فهل الله خلق الشر؟ وان كان كذلك فعلى أي اساس سيدين الله الاشرار؟
مقدمة :
لم اجد ما اكتبه كمقدمة للجواب لهذا السؤال افضل من ان اقتبس بتصرف من خطبة القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم في هذا الموضوع يقول ذهبي الفم في الواقع، هذه الآية تبعث على القلق العميق في الشخص الغير منتبه إنتباهاً شديداً. لذلك، انصتوا بإهتمام، اشحذوا السمع، واصغوا لما يقال بإنصرافكم عن كل إهتمام دنيوي …
” أنا الرب وليس آخر، مُصوِّر النور وخالق الظلمة، صانع السلام وخالق الشر”. اني استمر في ترديدها حتى تصبح محفورة في ذهنكم،
وبعد ذلك نبحث عن الحل. انه ليس الشخص الوحيد الذي قال هذا، كاتب آخر أيضاً كان على إتفاق معه عندما قال: “هل تحدث بليَّة في المدينة والرب لم يصنعها؟” (عا 3: 6).
ما معنى هذا النص؟ يجب أن يكون هناك حل واحد للاثنين. فما هو الحل؟…..
يتابع ذهبي الفم فيقول هناك بعض الأمور جيدة(خير)، البعض الآخر سيئ(شر)، والبعض الآخر ما بين هذا وذاك بينما يعتقد الكثير من الناس بشأنه أنه سيئ، إلا أنه في واقع الأمر هو ليس كذلك، بل فقط يتم وصفه واعتباره كذلك.يعتقد كثير من الناس أن الفقر شراً، هو في الواقع ليس كذلك، بل بالأحرى قد يكون له مفعول إزالة الشرور بينما يعتقد الكثير من الناس أن الغنى حسن، في واقع الأمر هو ليس كذلك من جميع النواحي، إذا لم يتم استعماله بشكل صحيح.
لو كانت الغنى حسن من جميع النواحي، لكان جميع الاغنياء صالحين، لكن بما أنه ليس جميع الأغنياء صالحين بل فقط أولئك الذين يستخدمون الثروة بشكل جيد، فمن الواضح أن الغنى ليس حسن في ذاته بل هي في وضع متوسط. ونفس الامر بالنسبة الى الفقر . فلو كان الفقر شر لكان يجب ان يكون كل الفقراء اشرار.
وهذا الامر غير صحيح اذا لا الغنى خير ولا الفقر شر انما سوء استخدام المال بالنسبة للغني هو الشر وتذمر الانسان الفقير على حاله هو الشر.
ويورد ذهبي الفم الكثير من الامور الاخرى التي لا هي خير ولا شر مثل الشبع والجوع و الصحة والمرض والعبودية والحرية والحياة والموت…… وبعد هذا يقول فم الذهب حان الوقت لكي نمضي قدماً للحديث لا عن الأمور الوسط بل عن الأمور الحسنة(الخير) التي لا يمكن أن تكون رديئة، والأمور الرديئة (الشر) التي لا يمكن أن تكون حسنة
امثلة على الامور الحسنة ضبط النفس ,العفة,عمل الصدقة,محبة الاخرين,الصدق, القناعة………. وامثلة على الامور الرديئة الفسق والزنا ,الانانية, الكذب,الشراهة…….. انتهى كلام ذهبي الفم
اذن ان هناك معنيين للشر
1- شر اخلاقي ادبي (الخطية) وهذا الشر ليس من الله ابدا وتنسيب مثل هذا الامر لله هو تجديف على الله كلي الصلاح وهناك.
2- شر طبيعي ويسمى هذا الشر ايضا بالبلايا والكوارث والمصائب وهذا من الله ! وهو المقصود به في الآية موضوع بحثنا.
هل هناك دليل على ان هذا الشر هو المقصود في الاية؟
نعم الدليل موجود في الاية نفسها لنتمعن في الاية قليلاً ذكر في الاية امرين مع نقيضيهما النور ونقيضه الظلام والسلام ونقيضه الشر!
فلو كان المقصود به الشر الاخلاقي فنقيض الشر يكون الخير وليس السلام
ومن جهة اخرى نقيض السلام هو الاضطراب والحرب والقلق وهذا هو الشر الطبيعي. اما ما يخص خلقة الشيطان
فالرب الهنا لم يخلق شيطانا انما كائنا روحيا ساميا (ملاك) حر الارادة, وهذا الملاك اختار بأرادته ان يكون نداً ومنافساً لله فسقط بكبريائه، فصار شيطاناً يعادي الله ويحاول بكل قوته تخريب كل ما خلقه الله
فاذن الشر صدر منه بارادته وليس من الله كما الانسان بارادته يختار الشر ويعمله او الخير ويعمله
إذن دينونة الله عادلة لكل انسان شرير اختار بارادته طريق الشر ولم يتب مستخفا بفدائه الذي قدمة لكل البشر على خشبة الصليب.
والمجد لله دائما الذي لايترك نفسه بلا شاهد.
منقول عن صفحة المسيحية بمواجهة الالحاد
No Result
View All Result