
رمز أول عيد في السنة الطقسية الأرثوذكسية
تحتفل الكنيسة بميلاد السيّدة لأنّ فيها تمّ القصد الإلهيّ بخلاص البشر.
من ميلادها نأخذ عبرةً أنّ: “كلّ مولود بشري مشروع قداسة وحامل للإله”، إذا هو أراد طبعًا.
الجدير بالملاحظة أن عيد ميلاد والدة الإله (الثامن من أيلول) هو أوّل عيد في الكنيسة الأرثوذكسيّة بحيث تبدأ السنة الطقسيّة في أوّل شهر أيلول، وكذلك عيد رقاد والدة الإله هو آخر عيد سيّدي ويقع في الخامس عشر من شهر آب.
وكأنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة في ذلك أرادت أن تقول إنّ والدة الإله الأم التي حملت في أحشائها الضابط الكل، تحمل في أحشائها دورة أعيادنا الليتورجيا كلّها من أوّلها إلى نهايتها.
كيف لا وهي الأمّ الحاضنة التي كلّما نظرنا إلى أيقونتها تنظر هي في وجهنا لتقول: ” لنهلل سويًا للرّب يسوع المسيح، إنّه المخلّص الوحيد. إلهي وإلهكم، مخلّصي ومخلّصكم.
وفقا للتقليد الأرثوذكسي، رقدة مريم والدة الإله مثل رقاد اي مؤمن آخر . والرقاد يحمل صورة النوم . لأنه مرحليّ وانتقال من حياة الى حياة أخرى إذا جاز التعبير، هذا ما يشير إليه اسم العيد . ماتت مريم كما يموت كل الناس ، مرغمين عليه وكنتيجة لحالة بشريانا ، ولم يكن موتها “طوعا” كما ابنها المتجسد، ولكن بضرورة طبيعتها البشرية الشريرة التي ترتبط بشكل لا يتجزأ مع فساد هذا العالم انتقال والدة الإله بالجسد هو صورة أيضاً كصعود المسيح الى السموات صورة عن صعودنا نحن المرتجى الى حيث هو إن طابع الفرح هو السمة التي تظلل عيد رقاد والدة الإله . مع انه رقاد . لأن جوهر العيد هو الإنتقال الى السماء . فمن يناقل الى السماء ينبغي بنا أن نفرح ونتهلل له لأنه تأكيد لإمكانية انتقالنا نحن المؤمنين جميعاً الى مجد ملكوت المسيح يسوع الذي له المجد والعزة والإكرام مع ابيه وروحه القدوس الآن وكل أوان وإلى الأبد. آمين
العذراء هي محور الأعياد
وكأن الكنيسة الأرثوذكسية في ذلك أرادت أن تقول إن دورة أعيادنا الليتورجيا كلها من أولها إلى نهايتها تدور حول والدة الإله الأم التي حملت في أحشائها الضابط الكل، ومعها تبدأ بشائر الفرح وتحقيق الوعد الخلاصي. فمع ولادة مريم تبتدئ رحلة عودتنا إلى الملكوت، ومع رقادها وانتقالها إلى السماء نقوم نحن أيضًا بالقائم آبدًا ودائمًا، الرب يسوع المسيح.
من أكثر المصادر ذكر عن ميلاد العذراء مريم إنجيل يعقوب المنحول. وهنا نلفت أن الأناجيل المنحولة ليست كلها هرطوقية وفاسدة، بل منها ما هو مفيد، ولكن الكنيسة لم تدرجه في الكتاب المقدس لأنه لا يرتبط بالخلاص مباشرة. فقد ورد في “إنجيل يعقوب المنحول” أن: يواكيم والد مريم وهو من سبط يهوذا من نسل داود، وحِنّة والدة العذراء مريم هي ابنة الكاهن متان من قبيلة هارون. وكانا طاعنَين في السن.
إن احتفال الكنيسة بولادة مريم والدة الإله هو إعلان الفرح بولادة فجر الخلاص؛ لأن فيها تم القصد الإلهي بخلاص البشر، ومن ميلادها نأخذ عبرة: “أن كل مولود بشري مشروع قداسة وحامل للإله”، إذا سلم إرادته لله.
جزء من المقالة منقولة عن صفحة بطريركية انطاكية و سائر المشرق للروم الارثوذكس
No Result
View All Result