يارب عرفني ؟!

يارب عرفني ؟!.

فأجابهم ولماذا بحثتما عني  ؟  أما تعرفان أنه يجب أن أكون في بيت أبي  ؟  لو ٤٩/٢

لعل يسوع رده كان مدرسة لفهم عمق ومعني الصلاة والسير في تتميم خطة الله أبيه أنه يقدم حب وتعليم واقعي ،  إذ أن يسوع وهو في الهيكل وهو صبي يجد راحته في اتصاله بالله الآب عبر الصلاة  ،  ونحن علينا أن نتعلم أن الصلاة في كل وقت وفي كل مكان لكن الله دبر أماكن لتجميع المؤمنين حول هدف واحد وهو الصلاة  .

في يسوع المسيح صار جسدا والذي يقيم بيننا كشف لنا كشفا كاملا عن ماساة الصلاة والسعي إلي فهم صلاته من خلال ما اعلنه لنا عنها شهوده في الإنجيل هو لنا اقترب من الرب القدوس يسوع كما في العليقة فنعاينه في ذاته أولاً وهو يصلي ،  ثم نصغي إليه كيف يعلمنا الصلاة ، لنعرف أخيرا كيف يستجيب لصلاتنا لأنها مرفوعة من قلب أبناء وصاعدة إلي قلب الله الآب  .

تعلم يسوع الصلاة بقلبه البشري من خلال أمه العذراء مريم التي كانت تحفظ كل عظائم القدير في قلبها ولعل العذراء مريم عاشت الصلاة كعادة روحية جميلة وحميدة( وحفظت مريم هذا كله وتاملته في قلبها ) لو ١٩/٢ وهكذا المسيح صلي صلاة شعبه في مجمع الناصرة وفي الهيكل ولكن كان له اتصال خاص بالله أبيه إذ نراه يقول ( يجب أن أكون في ما هو لأبي )  لو ٤٩/٢ وفي هذه الآيه يسوع يعلن عن ذاته من جانب ومن جانب آخر يعلن الصلاة البنوية التي كان الآب يتراقبها من أولاده سيعيشها أخيرا الابن الوحيد نفسه في بشريته لأجل الناس ومعهم  .

ولعل القديس لوقا يعطينا أمثلة كثيرة ومتعددة لحياة يسوع والصلاة  ، فنري يسوع يصلي قبل الأوقات الحاسمة من رسالته قبل أن يشهد له الآب في معموديته ( ولما تعمد الشعب كله تعمد يسوع أيضا وبينما هو يصلي انفتحت السماء ) لو ٢١/٣ وأيضا في تجليه  ( وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ يسوع بطرس ويوحنا ويعقوب وصعدا إلي الجبل ليصلي ) لو ٢٨/٩ وقبل ان يتمم بآلامه قصد محبة الآب ( ولما وصل إلي المكان قال لهم صلوا لئلا تقعوا في التجربة) لو ٤٠/٢٢ ويصلي يسوع قبل اختيار تلاميذه الأثني عشر ( وفي تلك الأيام صعد إلي الجبل ليصلي فقضي الليل كله في الصلاة لله  ، ولما طلع الصبح دعا تلاميذه واختار منهم أثني عشر سماهم رسلا) لو ١٢/٦ وقبل أن يعترف به بطرس كمسيح الله وهذه أمثلة توضح أهمية الصلاة التي عاشها يسوع في كل أمور حياته الخاصة بعلاقته مع الله ابيه من جانب ومن جانب آخر مع خليقته فنراه أمام مشهد الموت المفتت للاكباد يصلي أنام قبر لعازر قائلا [  أشكرك يارب لأنك استجبت لي  ]  يو ١١ بل ويؤسس حياة من وسط مؤسسة اللا أمل وأيضا يصلي قبل مباركة ال ٥ خبرات ويقول للتلاميذ اعطوهم أنتم لياكلوا…. الخ  .

إلهي لم تترك لنا مدرسة بأفضلية عن آخري لتعليم الصلاة بل تركت ذاتك في كل موقف تعلن  بأنك حاضر، أصلي من أجل حياتي أن تكون في مشيئتك دائماً ابدا  .

أخوكم الأب  / بشاي إسحاق