
عن جبال الله وِهابته…
«إنَّ عدالتَكَ كجبال الله، وأحكامَكَ لُجَّة عظيمة.»(مزمور 35:7)
جبالُ عدل الله تخترق جميع أفُقِ الزمان والمكان، ترتفع من الأرض إلى السماوات، ومن غيوم الزمن إلى السموات اللاَّزرقة الأبدية. أليست القدّيسون حاملين لعدالة الله؟ انظر كيف يشقّون نوافذ في الزمان والمكان! مولودون في الزمن، هم الآن يفرحون في الأبدية. ساكنون في الأبد، ينزلون إلينا في الزمان ويساعدوننا، كما الأخوة الأقوياء يمدّون اليد للضعفاء. عاشوا على الأرض في فضاء محدود، والآن يُمجّدهم الكون بأسره. في جميع القارات الخمس في هذا العالم تُبنَى الكنائس تكريمًا للرسل، والشهداء، وسائر البراريين الإلهيين. هكذا هي طبيعة جبال عدل الله:
لا تستطيعون أن تحُدوها، ولا تحتوُوها، ولا تقيسوها بأي مقياس من هذا الدهر. أيّة جبال يمكن أن تنافس جبال الله؟ أيّ بشر يليق بقدّيسي الله؟ أي مجد يُضاهي مجد أولئك الذين ارتقاهم الله؟ يا إخوتي، لنفرح إذًا بعدل الله، ولنتهلّل لرؤية جبالِه العالية.
أحكامُك لُجَّة عظيمة. أي إن أحكام تدبيرك الإلهي لا تُدرَك، كما لُجَّة عظيمة. أنت ألقيت أيوب على القذارة ليُمجَّد؛ وأنت رفعت شاول إلى الملك، ليوقع بنفسه في الهلاك. أنت تُحِبُّ الخاطئ، فتمنحه النِعم والصحة ليَتوب؛ وتُؤدِّب البار لتُقوّيه في الإيمان والرجاء!
إن كنيستك المقدّسة هي أعظم جبل لعدلك، الجبل الأصلُ والجذرُ لكثير من الجبال الأخرى. كنيستك، يا الله، تتعرَّض لأحكامك وطرقك، وحكمتها الغنية والعذبة تشبه الخلية المملوءة بالعسل.
يا رب، ابْتَعِد عنا سُحب الحقد من قلوبنا، لكي نعرف أحكامك ونُبصر طرقك. لك المجد والحمد إلى الأبد. آمين.
(للقِدِّيس نيقولاي فيليميروفيتش الصَّربيِّ)
No Result
View All Result