
الظُهور لمريم المجدليّة
لم تكن القيامة ولا حتّى احتمالاً في ذهن المجدليّة. أَتَتْ تطلبُ ميتًا، فتُخْطِئُ في التَعَرُّفِ إلى المسيح، وتَظُنُّهُ البُستاني إلى أنْ تَسْمَعَهُ يُناديها باسمها. لم يَعُدْ المسيح بعد القِيامَة مِثْلَ ما كان قبلها. بالطبع، مريم تُحِبُّ يسوع وهي حزينة لِفِقْدانِه. تُفَكِّرُ في ماضي يسوع وتعيش بِحَياتِهِ الأرضيّة، لكن حياة يسوع الحاضرة تختلفُ كُلَّ الاختلاف، فإنَّ المَحَبَّةَ التي تُمَكِّنُ من معرفةِ يسوع ليست محبّة اسْتِئْثارِيَّة أنانيّة، بل هي محبّة تقوم على بذلِ النفسِ وإبلاغِ الرِسالةِ إلى الآخرين. لقد ارتمت مريم على قدمَيّ يسوع وأرادت أنْ تُقَبِّلَهُما، كما كانت تفعل فيما مضى. لكن يسوع، وإن تظهر فيه آثار المسامير والجنب المطعون، أصبح يسوع آخر، فقال لها: “لا تُمْسِكِينِي، لأنِّي ما صَعِدْتُ بَعْدُ إلى الآبِ، بل اذْهَبي وقُولِي لإخْوَتي …” (يوحنّا ٢٠: ١٧). فهو الآن يَصْعَدُ بالجَسَدِ ويجلسُ عن يمينِ الله. وهذا واقِعٌ جديدٌ على المجدليّة أنْ تَرْتَفِعَ إليه.
الكلمة صارَ جَسَدًا والآن بالقيامةِ يَصْعَدُ الإنسانُ إلى يمين الله في الأعالي: الله صارَ إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا، كما يقول القدّيس أثناسيوس الكبير.
مِنْ جِهَّةٍ أُخرى، يشرح البابا غريغوريوس الكبير تِکرار عِبارة “أبي” في قولِ المسيح للمجدليّة: “أَصْعَدُ إلى أبي وأَبِيكُم”. فَعِبارَة “أبي وأَبِيكُم” لا تعني أَنَّهُ مُساوٍ في الكرامَةِ مع الأبرار، فهو لم يَقُل: “أبينا”، بل مَيَّزَ بينهُما. قال أوَّلاً بما يليق به: “إلى أبي” الذي هو بالطبيعة، وبعد ذلك أضاف: “وأبيكم” الذي هو بالبُنُوَّة. لأَنَّهُ مهما بلغَ سُمُوّ الامتياز الذي تَقَبَّلْناه بقولِنا في صلواتِنا: “أبانا الذي في السماوات”، إلّا أنَّ العَطِيَّةَ هي مِنْ قَبيلِ مَحَبَّةِ الله المُتَرَفِّقَة، فنحن ندعوه أبًا، ليس لأَنَّنا وُلِدْنا بالطبيعةِ مِنْ أبينا السماوي، بل انْتَقَلْنا مِنْ حالةِ العبوديَّةِ إلى البُنُوَّةِ بنعمةِ الآب، بالابن، في الرُّوحِ القدس.
من كتاب سرّ القيامة للمتروبوليت سلوان موسي (ص. ١٢٣-١٢٤)
القديسة مريم المجدلية حسب القدّيس لوقا الطبيب
كانت القديسة مريم المجدلية أكثر الواعظات غيرة *لإنجيل المسيح
لقد كان قلبها يحترق بشجاعة لا حدود لها في هذا الأمر العظيم لدرجة أنها لم تكن تخشى الظهور أمام وجه الإمبرطور تيباريوس نفسه في يوم عيد الفصح؛
قدمت له بيضة حمراء وقالت له: المسيح قام
لقد بشرت الإمبراطور بالمسيح، وكان وعظها قوياً لدرجة أنه آمن بالمسيح.
لا يمكنك أن تتألق بالوعظ، ولكن يمكنك أن تكرز بالمسيح من خلال حياتك، وعلى الأقل من خلال كلماتك الضعيفة.
فلنقتدي جميعاً بالنساء القديسات حاملات الطيب. ..
القدّيس لوقا الطبيب
No Result
View All Result