ما قالته الكنيسة عن أهمية حضور قداس الأحد
ذرائع التغيب وكيف نتجنبها!
كثير من المسيحيين يبتعدون عن قداس الأحد بحجة الشعور بالملل وعدم استيعاب ما يجري. يسهل علينا في الكثير من الأحيان إيجاد حجة للتغيب عن القداس إلا أن القداس هو من أروع الهدايا التي أعطانا إياها الرب! ” إن الإفخارستيا هي هدية رائعة ولهذا السبب من الضروري المشاركة في القداس كل يوم أحد! لنذهب إلى القداس لا لمجرد الصلاة بل لتناول جسد المسيح الذي خلصنا وسامحنا وجمعنا بالآب. إنه أمرٌ رائع من الواجب القيام به! كما ونذهب إلى القداس في كل يوم أحد لأن الرب قام من الأموات يوم الأحد ولذلك يُعد الأحد يوماً مهماً جداً بالنسبة إلينا”.
يستعرض هذا الملخص أكثر ذرائع التغيب شيوعاً ويقدم بعض الوسائل لتفنيد كل منها:
1. الكنيسة مليئة بالمنافقين الذين يصدرون الأحكام!
يقول القديس أوغسطينوس: “إن الكنيسة ليست فندق القديسين بل مشفى الخطأة”. من المؤكد أن ليس كل من يذهب إلى الكنيسة كامل! فعلى الرغم من بذلنا قصار جهدنا للتشبه بالمسيح إلا أننا لا نزال خطأة. يسوع وحده كامل وهو السبب الأساسي الذي يدفعنا للذهاب إلى القداس. نحن نحج إلى بيت الرب طالبين رحمته ونعمته ولأننا بحاجة الى المغفرة التي يسوع قادر وحده على اعطائنا إياها. فلا تسمحوا لأفعال الآخرين بأن تبعدكم عن اختبار الرحمة نفسها.
2. إن الله في كل مكان فلماذا عليّ الذهاب الى الكنيسة لأكون معه؟
يقول القديس ماكسيميليان كولبي: “لو غارت الملائكة من الانسان فلسبب واحد ألا وهو تناول جسد المسيح.” فعلى الرغم من كون اللّه في كل مكان، إلا أنه يأتي مباشرةً من الجنة ليدخل أجسادنا من خلال الافخارستيا ولا يمكننا اختبار هذا القرب في أي مكان آخر في العالم.
3. لا أحب المشاركة في القداس!
لا يمكننا المضي قدماً في الحياة إن سمحنا لمشاعرنا وأحاسيسنا بأن تحدد أعمالنا كما يفعل الأطفال. إن توقفنا عن حضور القداس، أصبحت حياتنا فوضى وضياعاً. يعمق إيماننا حضور القداس حتى ولو لم نستمتع بذلك ويعطينا السلام على هذه الأرض لأننا في القداس نحصل على جسد المسيح من خلال الإفخارستيا. فمهما كان الأمر الذي يزعجنا في القداس، من الممكن تخطيه بمحبة المسيح الموجود في الإفخارستيا.
4. لا يمكنني الحصول على جسد المسيح فما جدوى القداس؟
إن المناولة هي أهم ثمار القداس إلا أنها ليست المنفعة الوحيدة التي نجنيها من المشاركة كل أحد. يسوع هو الكلمة وعندما نحضر القداس، نسمع الكلمة أي المسيح. تتغذى نفوسنا بالكلمة كما بالإفخارستيا. نذهب إلى القداس وتمتلكنا رغبة لا فقط في الحصول على النعم بل تقديم ذواتنا أيضاً هدية للرب. نشكر اللّه بذهابنا إلى القداس على جميع النعم التي أغدقها علينا.
5. يوم الأحد هو يوم عطلتي الوحيد!
من منا لا يحب الاسترخاء يوم الأحد والابتعاد عن ضوضاء العالم؟ نعتقد إننا سنجد راحتنا في التمدد ومشاهدة الأفلام أو التبضع في المراكز التجارية أو تعقب مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن يسوع أوصانا قائلاً: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمُثقلين، وأنا أريحكم” (متى 11:28). إن الطريقة الوحيدة لاستعادة السلام الذي نفقده خلال الأسبوع هو قضاء ساعة واحدة مع الرب فهو سيُعيد انعاشنا ويشجعنا ويقوينا للأسبوع التالي. يقول القديس أوغسطين “لقد خلقتنا لك، يا رب، وقلبنا سيبقى قلقاً إلى أن يستريح فيك”.
6. دائماً ما أذهب الى القداس ولا ألحظ أي تغيّر فيّ!
علينا بتوخي الحذر عندما نخرج في فصل الربيع. لا نشعر بالحرارة فلا نضع واقي الشمس على الرغم من أن الشمس ساطعة! وإن بقينا في الخارج فترة طويلة، قد نصاب بحروق. لا نشعر بقوة الشمس إلا أنها تؤثر فينا. تغيرنا الشمس إلا أننا لا نلحظ التغيير إلا بعد فترة. والأمر سيان بالنسبة للقداس. فقد لا نلحظ تأثيره في حياتنا فتبقى المشاكل وتبقى الخطايا صراعات يومية. إلا أننا نتغير بحضور الرب وعلينا ان نؤمن ان اللّه يعمل في قلوبنا حتى عندما لا نستطيع ان نرى ما يفعله.
7. لا يمكنني أن أركز فترة طويلة!
من الصعب المحافظة على تركيزنا فترة طويلة. ولهذا السبب نحبّ التلفزيون والانترنت إذ يمكننا تغيير ما لم يعد يجتذب انتباهنا بكبسة زر. نحن مدعوون في القداس الى القيام بالعكس تماماً: فإن لم يعد القداس يهمنا، علينا أن نتغير نحن.
8. أذهب عندما اشعر بالحاجة الى ذلك لا بالقوة!
من يقول أنه يجوع من وقت الى آخر ويأكل فقط عندما يشعر بضرورة ذلك؟ لا أحد! فلأجسامنا حقٌ علينا. إنها مسألة حياة أو موت ولا مفر من ذلك! والأمر سيان بالنسبة لجوعنا الروحي الصارخ من أعماق نفوسنا. فمن غير الممكن عدم الشعور بضرورة المسيح ومن المستحيل عدم الشعور بالرغبة في إشباع الروح. إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم.“من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنا 6: 53–55).
9. لا يقول الانجيل أنه عليّ المشاركة في القداس!
نحن ككاثوليك نقرُّ بأن ايماننا وممارساتنا نابعة من الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة أيضاً. إن الاستخفاف بأهمية التقليد خطأ جسيم. يُشير عدد كبير من شهادات الآباء الأولين والوثائق الى ان الجماعات المسيحية الأولى كانت تلتقي للاحتفال بالإفخارستيا. كما وتدعم الكتابات المقدسة أهمية القداس: ” هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري” (لوقا 22، 1).
10. جراثيم، مصافحة، لا أستطيع تحمل الاحتكاك الجسدي مع الآخرين!
نسعى عند التواصل مع الآخرين جسدياً الى رؤية وجه المسيح فيهم. قد لا يساعد اللاهوت إن كان المرء يخاف الجراثيم إذ قد يكون الحل الوحيد في هذه الحالة استخدام المعقم بعد المصافحة. من الواجب مقاربة الموضوع على أنه تضحية لا بد منها للتقرب من الرب والحصول عليه في سر القربان. تقول الأم تيريزا: “أرى يسوع في كل شخص وأقول لنفسي هذا يسوع جوعان، فعليّ إطعامه وهذا يسوع مريض أو مصاب بمرض الجذام أو الغرغرينا، فعليّ مساعدته والاعتناء به. أخدم لأنني أحب يسوع.”
11. العجزة وحدهم يذهبون الى القداس!
تصفح موقع “اليوم العالمي للشباب” فترى أعداداً غفيرة من الشباب الكاثوليكي الغفيرة تشارك في هذا الحدث. العجزة ليسوا ثقلاً علينا إذ هم منبع الحكمة. فلطالما قبلت الكنيسة العجزة ورافقتهم بمحبة وعرفان جميل ليشعروا انهم جزء لا يتجزأ من الجماعة فقد نتعلم منهم الكثير الكثير.
12. جلوس، وقوف، سجود: أنا لا أعرف ما أفعل!
من المخجل بعض الشيء أن تنظر من حولك لتكتشف أنك الشخص الوحيد الذي لا يزال واقفاً! لا تعتبر هذه الحركات مجرد خطوات عبثية خلال القداس إذ أن كل حركة مقصودة. لا نصلي فقط في عقولنا بل بكل كياننا الروحي. تعتبر هذه الحركات إشارات طقسية وجسدية تعبر رمزياً عما نريد قوله من خلال الصلاة. نظهر احترامنا للّه بالوقوف والسجود له كعربون طاعة وتواضع. نسجد خلال الكلام الجوهري لتمجيد أبرز حدث في التاريخ، لحظة أصبح اللّه فيها انساناً. تعبر هذه الحركات عما نؤمن به والطريقة الوحيدة للتآلف معها هي المشاركة في القداس فكما يُقال: الواقع يفهمنا المبدأ، والتمرين يؤدي إلى المثالية!
13. لا يمكنني اصطحاب أولادي إلى القداس وبالتالي أبقى معهم في البيت
أصبحت بعض من رعايانا تقيم لقاءً للأطفال خلال القداس في قاعة جانبية وتشرح لهم معاني القداس من خلال كتب صلاة تتوافق مع سنهم. كما نجد في بعض الرعايا غرفاً جانبية زجاجية يمكن للأم أن تبقى فيها مع طفلها وبنفس الوقت تشارك في القداس. وإذا لم تتوفر هذه الإمكانيات لندعهم يتراكضون في الكنيسة، وهكذا يعتادون تدريجياً على الصلاة بهدوء أكبر.
14. انا مريض ويتعذَّر عليّ حضور القداس. أشاهد القداس على شاشة التلفزيون. هل هو الشيء نفسه؟
نعم ولا. نعم لأنك تشترك مع جماعة المؤمنين بالقلب والصلاة، وهذا حسن. لا، لأنك لا تتناول القربان. أُطلب من كاهن الرعية أن يحضر لك القربان من وقت لآخر وبالتالي فإنك تشترك كلياً في مائدة الرب.
15. أملُّ من حضور القداس!
لأنك لم تستوعب ماذا يجري وقت الذبيحة الإلهية. فالذبيحة الإلهية عبارة عن لقاء حقيقي مع المسيح من خلال المشاركة في تقدمة الخبز والخمر. حاول أن تهيء نفسك للقداس، من خلال قراءة مسبقة للنصوص، بالاشتراك مع الترانيم والتقرب من الله ومعرفته بشكل شخصي أكثر عمقاً.
إن الحياة المسيحية غير ممكنة بدون القداس الإلهي، والقداس الإلهي بدوره لا يكون بدون حضور المسيحيين وتناولهم جسد الرب ودمه. إن من ينقطع عن القداس الإلهي ينقطع عن مسيحيته لأنه يقطع اتصاله الحي بالمسيح، فيصير غصناً جافاً يابساً.

















