
قصة عن رؤيةٍ لأحد الشبان، نافعةٌ جداً
كان هناك شابٌّ رسّام، معروف لدى الملك، يعيش في القسطنطينية، وكان شديد الإهمال لخلاص نفسه. فأراد الرب أن ينبهه، فأراه ذات ليلة في حلم ما يلي:
رأى الشابّ أنّه جاء بعملٍ من صنع يديه إلى الملك. فاستقبله الملك أولًا بلطف وتحدث معه، ثم فجأة أمسكه بيده من شعر رأسه، وباليد الأخرى استلّ سيفًا ولوّح به ثلاث مرات فوق رأسه.
ظنّ الشابّ في البداية أن الأمر مزاح، ولكن حين أعلن الملك أنه يريد قتله، ووضع السيف على رقبته، اصابه رعبٌ لا يوصف، فاستيقظ من نومه. وبعد أن استفاق قليلًا، بدأ يتفكر في معنى ما رآه، وفي النهاية اقتنع بأن الله من خلال هذه الرؤيا يدعوه إلى التوبة وإصلاح حياته. اقتنع الشابّ بذلك، لكنه لم يُصلح نفسه.
حينئذٍ نبّهه الرب مرة أخرى. فبعد وقت قصير أصيب بمرض شديد، ورأى أثناء مرضه أنه واقف أمام محكمة المسيح. ورأى أمامه يسوع المسيح محاطًا بالملائكة، وخلفه هوّة مخيفة مظلمة.
وسأله الرب: “هل تعرف من أنا؟”
فأجاب الشابّ: “نعم يا رب، أعلم أنك ابن الله المتجسّد لأجلنا وإله حقٌّ، كما يعلّمنا الكتاب المقدس.”
فقال له الرب: “وإن كنت تعرفني من الكتاب المقدس، فلماذا نسيت الدرس الذي أعطاك إياه الملك في الحلم؟”
فقال الشاب: “أنا خائف يا رب.”
فقال الرب: “وإذا كنت تخاف، فلماذا لا تهتم بإصلاح نفسك؟” ثم أمر بطرحه في الهوّة.
فارتعب الشاب وبدأ يستغيث بالسيّدة العذراء مريم، فخلّصته صلاته.
فقال الرب: “من أجل شفاعة أمي، اتركوه.” وانتهت الرؤيا.
وبعد أن شُفي، ذهب الشاب إلى أحد الرهبان الأتقياء وأخبره بما رأى.
فقال له الراهب بعد أن استمع إليه:
اشكر الله لأنه أنعم عليك بهذا التنبيه. اترك حياتك السابقة، وإلا أصابك ما أصاب غيرك، وسأخبرك عنه الآن:
كان هناك رجل يُدعى جورجيوس، رأى مثلك نفسه في محكمة المسيح، وبعدها رأى نفسه مربوطًا يُساق إلى نفس الهوّة التي كادوا أن يلقوك فيها. وأُعطي في رؤياه عشرين يومًا ليُصلح نفسه، لكنه نسي ما رأى واستمر في الخطيئة.
وبعد عشرين يومًا مثُل حقًا أمام الدينونة الإلهية، لأن روحه فارقت جسده. والآن تستطيع أن تحكم بنفسك على مصيره.
فلما سمع الشاب ذلك، وزّع أمواله على الفقراء، وبدأ يعيش حياة تقوى، وانتقل في صلاح إلى المساكن الأبدية.
ومن هنا يتبيّن يا إخوتي، أن الإنسان تجاه تنبيهات الله أو بالأصح تجاه لطف الله الذي يدعونا إلى التوبة، يمكن أن يقف موقفين: فقد يتجاهل ذلك، فيُظهر جحودًا غير مقبول تجاه الله، ويجلب على نفسه دينونة أعظم. وقد يستقبل ذلك بإصغاء وشكر عميقين لله، فيبدأ بإصلاح حياته عمليًا، فينال من الله غفرانًا وسعادةً أبدية. آمين
No Result
View All Result