
عيد الشهادة… لا يُبتذَل
القديسة بربارة لم تكن فتاة تبحث عن زينة أو تسلية.
كانت روحاً مشتعلة بطلب الحقيقة.
حبسها والدها في برجٍ ليحميها من الناس لكن السماء وحدها إقتحمت قلبها.
رأت نور المسيح فآمنت… ودفعت ثمن إيمانها دماً وشهادة.
قصتها ليست حكاية من الماضي بل إعلان أن الإنسان يستطيع أن يختار الرب حتى من داخل الجدران وأن النور قادر أن يشق طريقه بين الشوك حين يجد قلباً يطلب الحق بصدق.
لهذا عيد بربارة ليس تنكّراً ولا سهرة… هو ذكرى شابة وقفت في وجه سلطان الأرض لتبقى أمينة لسلطان السماء.
وحين يتحول عيد الشهداء إلى كرنفال.. نخون المعنى قبل أن نخون الذاكرة. وعلى الكنيسة قبل الناس أن تستيقظ:
أن تكون صوت الرب في ضمائر أبنائها لا أن تُبارك سلوكاً يفرّغ الأعياد من روحها ويُغضب قلب الرب الذي قدّس دماء الشهداء.
عيد القديسة بربارة ليس لتزيين نهارٍ عابر بل لتذكيرنا أن الإيمان الحقيقي يبدأ من الداخل… من ذلك القرار الصامت الذي تتخذه النفس لتكون مع الرب الإله مهما تغير وجه العالم.
فلنعد لهذا العيد إحترامه ولنشهد كما شهدت بربارة:
بصدقٍ لا يتلوّن.. وبإيمانٍ لا يُشترى.. وبمحبة لا تُختزل في مظهرٍ أو عادة.
هكذا فقط نكون أبناء للحق لا أبناء لإحتفالٍ فقد روحه..
منقول
No Result
View All Result