
درس في العطاء
تخرج شابٌ من كلية الطب في أرقى الجامعات الفرنسية، وعاد للوطن ليساعد اخته أنايس في تجارتها، فوجد أن اخته أنايس تتبرع كل شهرٍ بثلاجةٍ أو غسالةٍ أو فرنٍ لمن هو محتاجٌ من فقراءٍ وأيتامٍ وأراملٍ
إستهان الشاب بهذا الأمر واعترض عليه بشدةٍ، وجلس يحسب تكلفة ذلك شهرياً وسنوياً، وكم هو المبلغ خلال عشر سنواتٍ، وماذا لو تم إستغلال هذا المبلغ في رفع رأس المال وتحريك العمل وزيادة الربح، وخرج بأرقامٍ لا يستهان بها، وجلس يناقش اخته أنايس ليقنعها بخطأ ما تقوم به من فعلٍ يخالف المنطق التجاري وما تعلمه من قوانين الإقتصاد والتجارة في جامعات الغرب…
فسألته اخته البسيطة أنايس:
– هل الأغنام أكثر عدداً أم الكلاب؟
فقال لها:
– الاغنام ..
فسألته أنايس:
– وكم تلد الكلاب بالسنة، وكم تلد الأغنام؟ (فالكلاب تلد أكثر من مرةٍ، وفي كل مرةٍ خمسة وستة وربما أكثر، بينما الغنم على العكس من ذلك فتلد بالعام خروفاً أو خروفين) ..
وتابعت أنايس تسأله:
– وهل الناس تأكل الخراف والغنم أم تأكل الكلاب؟ فرد الشاب اخوها:
– طبعاً الخراف والغنم.
فقالت له أنايس:
– طالما الكلاب تلد أضعاف الغنم، وطالما الناس تأكل الخراف والغنم ولا تأكل الكلاب .. إذاً فلماذا عدد الخراف والغنم أضعاف أضعاف الكلاب؟ سكت أخوها الشاب ولم يُجيب بشيء
فقالت له:
– يا اخي، ان هذا لا تدرسونه في جامعات الغرب.. لا تدرسون بأن ((العطاء بحبٌ يُزيد البركة،، ويَدوم الخير، فالعطاء وعمل الخير هو ما يُريده الله ويباركه، كما ويبارك صاحبه ويرحمه في هذه الدنيا وفي النعيم الابدي)).
No Result
View All Result