
ميلاد المسيح في بيت لحم: التقاء السماء بالأرض
الأبعاد التاريخية واللاهوتية للتجسد
كنيسة المهد في بيت لحم ليست مجرد صرح معماري، بل هي أيقونة حجرية حية تشهد لأعظم حدث في التاريخ البشري: التجسد الإلهي.
بُنيت فوق المغارة التي شهدت ولادة “الكلمة المتجسد” في مدينة داود، تحقيقًا للنبوات المسيانية (ميخا 5: 2) التي حددتها كمنبع للمخلص، والأركيولوجيا تؤكد أصالة الموقع، مما يربط الإيمان بالتاريخ والجغرافيا.
رحلة العائلة المقدسة من الناصرة إلى بيت لحم في زمن الاكتتاب تكشف عن التدبير الإلهي الذي يستخدم الأحداث السياسية لتحقيق المقاصد الخلاصية.
إن ولادة يسوع في إسطبل ووضعه في مزود تعكس إخلاء الذات الإلهي، حيث اختار الله التواضع المطلق ليقترب من الإنسان في بساطته وفقره.
الإيمان المسيحي يتميز بكونه إيماناً تاريخياً، حيث دخل الله الزمان والمكان وشارك البشر واقعهم (“والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا”، يوحنا 1: 14).
لم يأتِ المسيح كقائد عسكري لفرض سلطان دنيوي، بل كـحمل الله الوديع ليُعلن محبة الآب الباذلة (“هكذا أحب الله العالم”، يوحنا 3: 16).
ومن تلك المغارة انطلق نور الرجاء والخلاص، ليصبح ميلاد المسيح حدثًا يتجدد روحيًا في قلب كل مؤمن، وتظل كنيسة المهد شاهدة أبدية على اللحظة التي قبلت فيها الأرض قبلة السماء.
No Result
View All Result