
من الدُّروس الهامَّة الَّتي نتعلَّمها من قصَّة الميلاد: عدم الإِهتمام بالمظاهر والبساطة
أولا: من الدُّروس الهامَّة الَّتي نتعلَّمها من قصَّة الميلاد: عدم الإِهتمام بالمظاهر
يظهر هذا جليًّا في ميلاد السَّيِّد المسيح في بلدةٍ صغيرةٍ تدعى بيت لحم، وَفي مكانٍ حقيرٍ هو مذود بقرٍ، وَفي يومٍ لم يعلن للنَّاس وَما زالوا يختلفون في موعده. كما ولد بدون احتفالاتٍ أَرضيَّةٍ، كما يحدث لسائر النَّاس، استعاضت عنها السَّماء بحفلٍ من الملائكة وَالجند السَّماويِّين.
كما ولد من أُسرةٍ فقيرةٍ، وَفي رعاية رجلٍ نجَّارٍ، وَقيل عن يوم ميلاده: «لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ فِي المَنزِلْ» (لوقا ٢: ٧). وَحتَّى الآن لا تزال أَيقونات الميلاد تبيِّن المذود وَما يحيط بفراش القشِّ من حيوانات. وَوُلد في يومٍ شديد البرد، لم يجد فيه أَقمطةً كافيةً وَلا تدفئة.
كلُّ ذلك نأخذ منه درسًا روحيًّا، وَهو أَنَّنا بالبعد عن المظاهر الخارجيَّة ندخل في مشاعر الميلاد، بعيدًا عن العظمة وَالتَّرف. فالعظمة الحقيقيَّة ليست في المظاهر الخارجيَّة من غنًى وَملابس وَزينةً، وَباقي أَمثال هذه الأُمور الَّتي فيها إِعلانٌ عن الذَّات. إِنَما العظمة الحقيقيَّة هي في القلب المنتصر المملوء من الفضائل.
فليبحث إِذن كلُّ شخصٍ عن مظاهر العظمة الخارجيَّة الَّتي يقع في شهوتها وَيسعى إِليها، لكي يتجنَّبها، إِن أَراد أَن تكون للميلاد فاعليَّةً في حياته.
ثانيا: من الدُّروس الهامَّة الَّتي نتعلَّمها من قصَّة الميلاد: البساطة
نلاحظ في قصَّة الميلاد أَنَّ السَّيِّد المسيح له المجد، لمَّا بدأَ رسالته، اختار له تلاميذ بسطاء، غالبيَّتهم من الصَّيادين، وَلكنَّهم كانوا أَبرارًا وَلهم قلوب مستعدَّةً لحمل الرِّسالة.
كما أَنَّ بشارة الميلاد أُعلِنت لجماعةٍ من الرُّعاة البسطاء، وَلكن كانت لهم بساطة الإِيمان وَعمقه، وَلم تُعلَن هذه البشارة لكثيرين من القادة كالكتبة وَالفرِّيسيِّين وَكهنة اليهود وَشيوخ الشَّعب. فلماذا؟!
ذلك لأَنَّ أَسرار الرَّبِّ، إِنَّما تُعلن لقلوب بسيطةً تفرح بها.
إِنَّ المجوس وَالرُّعاة كانوا بسطاء القلب، لمَّا سمعوا ببشارة الميلاد، صدَّقوا وَآمنوا وَفرحوا، وَذهب المجوس إِلى المذود وَقدَّموا هداياهم.
أَمَّا الكبار فلم تكن قلوبهم مستعدَّةً وَلا بسيطةً، مثالٌ على ذلك هيرودس الملك، الَّذي لمَّا سمع الخبر “اضطرب وَكلُّ أُورشليم معه”، وَاستخدم الفحص وَالإِستقصاء. وَأَيضًا الحيلة وَالدَّهاء في كيف يقتل المولود!.
No Result
View All Result